سوريون يروون طرق الاحتيال التي تعرضوا لها في مصر للجوء إلى أوروبا
أرسل لاجئون سوريون حاولوا الوصول إلى الشواطئ الإيطالية عن طريق قوارب قادمة من مصر رسائل، تتضمن قصتين مختلفتين عن عملية الاحتيال التي تعرضوا لها، من أجل تنبيه الآخرين لكي لا يقعوا بما وقع بهم.
القصة الأولى وفق موقع "الكومبس" الالكتروني، تحدثت عن أنه تم الاتفاق مع العائلات التي تود الهروب إلى أوربا حوالي الساعة الثانية ليلاً في منطقة أشجار قريبة من الإسكندرية، وكانت الخطة تقتضي الذهاب من مكان هذا التجمع نحو القوارب، وبالفعل في الخامسة صباحا كانت العائلات على متن قوارب صيد صغيرة، والمهربون قالوا لهم: "إن هذه القوارب ستسير بهم ما يقارب الثلاث ساعات في البحر، حتى يصلوا إلى سفينة كبيرة، أو البابور" كما يقولون عنها.
وبعد السير في البحر لمدة أربع ساعات تم إنزال العائلات في جزيرة صغيرة ضمن منطقة المياه الإقليمية المصرية، المهربين أنزلوا اللاجئين بالقوة عن القوارب وبالضرب مستخدمين العصي الحديدية، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإخبار خفر السواحل عن مكان تجمع العائلات.
وأتى خفر السواحل بعد ما يقارب الساعة والنصف، فأخذوا من العائلات جميع نقودهم وهواتفهم على طريق إلى الإسكندرية، وتم سوق العائلات إلى فرع مخابرات الإسكندرية.
وحسب تحليل الأشخاص بان المهربين قاموا بإخبار خفر السواحل، لأجل إزاحة الهم عن ظهرهم، ولكي لا تطالب هذه العائلات بنقودها، السلطات المصرية ستقوم بترحيلهم إلى سورية، وإلى الآن العائلات موجودة في أفرع مخابرات الإسكندرية.
مهرب آخر اخذ من كل شخص، عربون ما يقارب 500 دولار أميركي ومن بعدها انزل الركاب على متن سفينة أخرى وكانت السفينة الأخرى لا تحمل قبطان، وفرت القوارب الصغيرة واتى خفر السواحل المصري وأخذ العائلات إلى التحقيق.
واستفاد المهرب، عن طريق النصب، بما يقارب بـ40 ألف دولار أميركي من 80 شخص.
هذه نماذج بسيطة من فنون الاحتيال على اللاجئين واستغلال أوضاعهم، هؤلاء المهاجرون يخاطرون بحياتهم، وينفقون كل ما بحوذتهم، ليأتي مهرب لا يملك أي رادع ديني أو أخلاقي لكي يسلبهم آخر أمل لهم.
وتعرض ما يقارب 200 سوري أيلول الماضي، أثناء وجودهم على مركب في محاولة لهم للهجرة إلى إيطاليا ومن ثم إلى السويد، إلى إطلاق نار من قبل قوات البحرية المصرية، ما أدى إلى قتل امرأة في العقد الخامس ورجل في العقد الثالث وإصابة طفل في الخامسة عشرة من عمره وشاب في العقد الثاني من العمر بجروح.
واستطاع عدد كبير من الشباب السوريين منتصف أيلول الماضي، من إنقاذ السفينة كانت تحمل أكثر من 200 لاجئ سوري باتجاه السواحل الايطالية من الغرق المحتم، بعدما هرب هذا العدد الكبير من السوريين الذين يتعرضون للمضايقات في مصر بحثا عن اللجوء في أوروبا حيث أفادت تقارير صحفية، أن السفينة بدأت تغرق فيما لم تجد أي استجابة في البداية من السلطات الايطالية، أو الدول الأوروبية الأخرى.
ووافقت 17 دولة على فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين الراغبين في الهجرة، وذلك بحسب ما أعلنه رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بداية تشرين الأول الجاري.
وكانت "وزارة الخارجية المصرية"، قد أرسلت كتاباً إلى "الخارجية السورية"، أيلول الماضي التي بدورها عممته إلى "إدارة الهجرة والجوازات"، تضمن منع سفر الشباب وحدهم الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 42، إلا بشرط أن يرافق الشاب أحد والديه ومن الأفضل أن يكون الاثنان.
وبحسب مكتب "شؤون اللاجئين السوريين" في مصر، فإن عدد السوريين المسجلين كلاجئين هو بحدود 200 ألف مواطن، بينما يصل العدد الكلي لحوالي 700 ألف سوري بحسب مصادر متعددة.
وشهدت الأسر السورية حالة نزوح معاكسة من مصر إلى سورية أو بلدان أخرى، بعد حملة كبيرة تقوم بها "وزارة الداخلية المصرية" للقبض على السوريين الذين انتهت اقاماتهم، حيث تم اعتقال العشرات منهم أول أمس في منطقة 6 أكتوبر ومدينة الرحاب قرب القاهرة.
إضافة تعليق جديد