"سنوزيلا" تقتل ثمانية أشخاص في الولايات المتحدة
يبدو أن عدد الأميركيين الذي قد يتأثرون بموجة الصقيع التي تجتاح الولايات المتحدة قد يصل الى 85 مليون شخص هم في عين العاصفة "سنوزيلا" التي أدت، يوم السّبت، إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وحرمان مئات الآلاف من الكهرباء، بعدما طمرت بعض ضواحي واشنطن، تحت بساط من الثلوج بلغ سمكه نحو 60 سنتيمتراً، فيما أثارت تموجات مد قياسية، فيضانات ضخمة في ولايات نيويورك ونيوجيرسي وديلاوير.
وسيتواصل تساقط الثلوج، المستمر منذ نحو 24 ساعة، ليغطي واشنطن، المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسّكان في الولايات المتحدة، قبل أن "تنحسر يوم الأحد"، بحسب ما قالت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.
وأكّد مسؤولون أميركيون، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بسبب هذه الأحوال الجوية، ستة منهم في كارولاينا الشمالية، وشخص في ولاية فرجينيا، وآخر في ولاية كنتاكي.
وأشارت المتحدثة باسم أجهزة الطوارئ في كارولاينا الشمالية، نيكول مايستر لوكالة "فرانس برس" أنّ "جميعهم كانوا ضحايا حوادث مرور" منذ بدء العاصفة يوم الجمعة.
وفي ولاية كنتاكي، أعلن المتحدث باسم دائرة الشّؤون الصحيّة، جيل ميدكيف، أنّ مقتل شخص كان نتيجة صدام بين سيارة وشاحنة لإزالة الثلج.
وتسببت سماكة الثلج، التي تجاوزت 30 سنتميتراً في قلب العاصمة، في انقطاع التّيار الكهربائي عن مناطق عدة، من بلد نادراً ما تكون فيه أعمدة الكهرباء تحت الأرض.
وأفادت أجهزة الطوارئ، عن معاناة نحو 150 ألف شخص في كارولاينا الشمالية، من انقطاع الكهرباء، فيما ذكرت قناة "سي أن أن"، أنّ 10 آلاف شخص خارج الولاية، تأثروا بتلك العملية.
ولم تكن هذه العاصفة، التي أطلقت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، تسمية "سنوزيلا" تيمناً بالسّحلية العملاقة المدمرة "غودزيلا"، مفاجئةً، بل متوقعة على نطاق واسع، ما دفع بالنّاس إلى التموين قبل بدئها.
ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية، أن تبلغ سماكة الثلوج 60 سنتيمتراً في العاصمة واشنطن ومحيطها ليلة يوم السبت، مع رياح تصل سرعتها إلى 90 كيلومتراً في السّاعة، بالإضافة إلى جليد وفيضانات على السواحل.
وإذا ما صحت التوقعات، فستحتل العاصفة "جوناس" المرتبة الثانية على صعيد كميات الثلوج الكثيفة المتساقطة خلال يومين على واشنطن، بعد العاصفة المسماة "نيكربوكر" التي تساقطت خلالها 66 سنتيمتراً من الثلوج في العام 1922.
وفي المجموع، فمن الممكن أن يتأثر نحو 85 مليون شخص، أي ربع سكان الولايات المتحدة، جراء العاصفة، ويدعو المسؤولون الناس في كل مكان إلى عدم التنقل والبقاء في منازلهم.
واعتبرت رئيسة بلدية واشنطن مورييل بوسير في حديث على قناة "أن بي سي نيوز"، أنه "لا يوجد أي سبب للخروج".
وفي نيويورك، أثارت عاصفة ثلجية، موجات مد قياسية تجاوز ارتفاعها ما حدث في العاصفة العاتية "ساندي"، وسببت فيضانات ضخمة في ولايتي نيوجيرسي وديلاوير.
وشهدت المدينة أعنف تساقط للثلوج، وليس من المتوقع انتهاء العاصفة قبل حلول غد الأحد، ما قد يرفع منسوب الثلوج في كبرى مدن الولايات المتحدة إلى نحو 76 سنتيمتراً وفقاً لرئيس بلدية المدينة، بيل دي بلاسيو.
وأشار رئيس البلدية، أنّ شدة العاصفة فاقت التوقعات من حيث ارتفاع الثلوج وكثافتها.
وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو، حالة الطوارئ يوم السبت، لتصبح الولاية الحادية عشرة التي تتخذ هذه الخطوة بقصد السيطرة على الطرق السريعة التي جعلتها الثلوج الكثيفة غير صالحة للاستخدام، ولتقديم المساعدة للمناطق الساحلية المعرضة لخطر الفيضان بفعل سوء الأحوال الجوية.
وأعلن حاكم الولاية، أن كل الجسور والأنفاق المتجهة إلى مدينة نيويورك التي تشغلها هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي ستغلق بسبب العاصفة الثلجية.
وكالات
إضافة تعليق جديد