سلم الأسد رسالة عباس و التقى الشرع قريع : سنعود الى الشعب وهو الذي يقرر

الجمل : أكد رئيس الحكومة الفلسطينية السابق أحمد قريع العزم على السير في طريق الاستفتاء على وثيقة الأسرى إذا لم يتوصل الحوار الفلسطيني إلى حل وقال قريع للصحفيين بعد لقائه اليوم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع: اليوم هو الأخير (من أيام الحوار الجاري حالياً) ونأمل أن يتم الاتفاق وإلا فإننا سنذهب إلى استفتاء، وسنعود إلى الشعب، الذي وصفه قريع أنه (أبو الديمقراطية وأبو الحل وأبو التشاور وهو الذي يقرر).

وبدأ الحوار الفلسطيني الذي دعا إليه المجلس التشريعي منذ عشرة أيام بهدف إيجاد قواسم مشتركة بين القوى والفصائل الفلسطينية لمواجهة الحصار المطبق على الشعب الفلسطينية ومحاولات عزل الحكومة.

وكان الأسرى الفلسطينيون أصدروا مؤخراً وثيقة تتضمن رأيهم تجاه مختلف الأمور على الساحة الفلسطينية أبرزها موضوع حق المقاومة في أراضي الـ67 والـ 48 ، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعملية السلام مع إسرائيل وخارطة الطريق وغيرها.

ورداً على سؤال يتعلق برفض الحكومة الفلسطينية إجراء الاستفتاء ردَّ قريع متسائلاً: حينما يختلف الناس أين يذهبون ؟؟ قبل أن يجيب على سؤاله: إلى الشعب وليس إلى أي جهة دولية أخرى.

وتزامنت تصريحات قريع هذه مع تصريحات أطلقها الرئيس محمود عباس اليوم تمنى فيها أن (تتمكن الأطراف من تبني وثيقة الأسرى وإلا نكون بحاجة إلى الدخول في استفتاء).

وتقول الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس إنه لا يجوز للرئيس الفلسطيني الدعوة إلى إجراء مثل هذا الاستفتاء لأن النظام الأساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية ( الدستور) لا يعطي رئيس السلطة الحق في ذلك، عدا عن طرحها لتساؤلات مهمة حول مدى إمكانية مشاركة فلسطينيي الشتات في الاستفتاء، ورفضها حصر الحوار بوثيقة واحدة هي وثيقة الأسرى.

وترى الحكومة في طرح عباس فكرة الاستفتاء ابتزازاً سياسياً لها، ومحاولة من عباس لفرض برنامج سياسي معين.

وكشف قريع عن زيارة أخرى سيقوم بها الأسبوع القادم إلى دمشق (لاستكمال مباحثاتنا مع كل القوى والفصائل الفلسطينية).

وعن لقاءاته في دمشق قال قريع إنه عرض (مع الإخوة في القيادة السورية الوضع الفلسطيني من كل جوانبه سواء من جانب الحصار الظالم الجائر الذي يطبق على الشعب الفلسطيني أو من جانب المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية في محاولة العزل والفصل واستمرار سياسة التوسع الاستيطاني والذهاب في طريق الحل الأحادي الجانب).

وشدد قريع الحرص على (الوحدة الوطنية كأساس وعلى أن نكون واضحين في الحل والمشروع الذي يستطيع أن يفك الحصار عن الشعب الفلسطيني والعزلة عن القضية) ، كما نقل قريع عن القيادة السورية (كل الدعم والتأييد والحرص على القضية والشعب الفلسطيني) موضحاً أن هذه المواقف تعبر عن (السياسة الثابتة في سورية).

وعما إذا تمَّ طلب مساعدة سورية لتشجيع الحوار الفلسطيني الحالي اكتفى قريع بالقول: نحن دائماً نطلب مساعدة سورية.

ووصل قريع دمشق مساء أمس بصفته المبعوث الشخصي لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وسلَّم الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائهما اليوم رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتعلق بآخر مستجدات الأوضاع الفلسطينية والحوار الفلسطيني / الفلسطيني الجاري حالياً وذلك بحسب مصدر رسمي الذي نقل عن الرئيس الأسد تأكيده دعم سورية لنضال الشعب الفلسطيني ووقوفها الى جانبه في مواجهة التحديات كما اكد اهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف البيان إن اللقاء تناول علاقات التعاون والتنسيق بين الشعبين الشقيقين والاوضاع على الساحة الفلسطينية والحوار الفلسطيني / الفلسطيني والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، قبل أن ينقل عن قريع حديثه عن اهمية دور سورية المحوري في المنطقة ومساندتها ومساعدتها للشعب الفلسطيني ووقوفها الى جانبه.

بدوره، جدد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع خلال لقائه قريع اليوم حرص بلاده على تعزيز الوحدة الوطنية لمختلف الفصائل الفلسطينية على اساس خيارات الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية باعتبارها الضمانة الاساس لتحقيق تطلعاته المشروعة في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ورفض المحاولات الرامية لزرع الفرقة بين ابناء الوطن الواحد وبما يسيء لقضية الشعب الفلسطيني العادلة وتضحياته الجسام.

وأضاف مصدر رسمي: إن لقاء الشرع ـ قريع تناول مستجدات الاوضاع على الساحة الفلسطينية في ظل التوترات الداخلية والحصار الخارجي.

الجمل