روسيا تنسحب ولا تنسحب من جورجيا
أعلنت موسكو اكتمال سحب قواتها من جورجيا التي نفت ذلك، وأكدت موسكو في الوقت نفسه إبقاء سيطرتها على منطقة عازلة وممر استراتيجي يربط تبليسي بالبحر الأسود الذي شهد وجوداً عسكرياً للحلف الأطلسي، أمس، أثار غضب الروس وفسّره الأطلسيون ب “تدريبات روتينية”، بينما ينظر البرلمان الروسي (الدوما)، بعد غد الاثنين في طلب أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الاعتراف باستقلالهما.
وأعلن وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف للصحافيين ان روسيا أكملت سحب قواتها من جورجيا، أمس، وقال إن الانسحاب جرى بلا حوادث واكتمل وفقا للخطط الموضوعة. وأضاف ان “روسيا احترمت بذلك خطة النقاط الست لوقف النار التي تم التوصل إليها في موسكو”، في 12 اغسطس/آب بوساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. لكن مساعد قائد الأركان الروسي الجنرال اناتولي نوغوفيتسين أكد، في الوقت نفسه، أن روسيا تحتفظ بحقها في زيادة عديد جنود حفظ السلام في جورجيا “عند الضرورة”. وقررت روسيا إبقاء سيطرتها على طريق استراتيجية تربط تبليسي بالبحر الأسود، حتى بعد انسحاب قواتها من جورجيا، بحسب ما أظهرت خريطة اطلع نوغوفيتسين الصحافيين عليها، وأظهرت “منطقة مسؤولية” قوات حفظ السلام الروسية وهي تتضمن الطريق الجورجية الرئيسية والطويلة التي تربط شرق البلاد بغربها، حيث ستبقي القوات الروسية سيطرتها على مهبط عسكري مهم.
وفي تبليسي قالت وزارة الداخلية الجورجية ان الجيش الروسي لم يكمل انسحابه من جورجيا وإنه لا يزال موجودا في العديد من المدن، نافية بذلك ما سبق أن أعلنته موسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية شوتا اوتياشفيلي “هذا الأمر غير صحيح، الانسحاب الروسي لم يكتمل”.
وعلى الخط نفسه، دخلت وزارة الخارجية الأمريكية متهمة روسيا بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت وود ان “الروس بدأوا أخيرا سحب قواتهم من جورجيا، لكنهم لم يحترموا التزاماتهم التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار”. وأضاف “ندعو روسيا الى احترام الاتفاق كليا، ونريدهم ان يلتزموا به وان يسحبوا قواتهم في أسرع وقت”.
بالمقابل نددت هيئة الأركان الروسية بوجود سفن لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود قرب جورجيا، معتبرة ان هذا الأمر لا يساهم “في إرساء استقرار” الوضع في المنطقة.
وقال نوغوفيتسين إنه رغم انتهاء النزاع، لا تزال سفن حربية للحلف الأطلسي موجودة هنا. لأي هدف؟ نطرح هذا السؤال على شركائنا، ولكن من وجهة نظر روسيا فإن ضرورة هذه التحركات وفائدتها تثيران شكوكا كبيرة”. وفسرت المتحدثة باسم الحلف كارمن روميرو هذه التحركات على “أنها زيارات للموانئ وتدريبات روتينية كانت مقررة منذ وقت طويل”، مضيفة “لا صلة لها بالنزاع بين روسيا وجورجيا”.
في غضون ذلك، نقل تلفزيون “روسيا اليوم” الرسمي الناطق باللغة العربية عن ممثل الهيئة العليا لمجلس البرلمان الروسي الخاص برابطة الدول المستقلة فاديم جوستوف “أن مجلس الاتحاد بعد نهاية اجتماع يعقده بعد غد الاثنين سيعلن عن موضوعية الاعتراف باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا”. وتوقّع أن يعلن “أعضاء مجلس الاتحاد تأييدهم لموقف برلمانيي الجمهوريتين غير المعترف باستقلالهما وتقديم الإثباتات بهذا الشأن”. كما توقع تشكيل “لجنة مشتركة من مجلسي الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان) والاتحاد (الغرفة العليا) بشأن عمليات انتهاك حقوق الإنسان في أوسيتيا الجنوبية، والطلب إلى البرلمان الروسي تشكيل محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الجورجيين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد