دراسة: تراجع كبير للمراعي الطبيعية في سوريا

من الأشياء الايجابية التي ربما أصبحت تميز عمل بعض المؤسسات والجهات العامة، أنها تستند في دراساتها و تحليلاتها لأية حالة على عينات عشوائية من الواقع، لا على تقديرات وحسابات تجرى بالقلم والورقة مع فنجان قهوة....

فالعينة تبقى الأداة الأكثر قربا من الموضوعية والدقة في رصد الواقع والسماح لنا بقراءته مع أفكار واستنتاجات أخرى... وإتاحة الفرصة أمام الجهات الأخرى المعنية بالحالة لوضع أولوياتها في المتابعة والمعالجة... ‏

بين يدي بعض المؤشرات المهمة لوزارة الزراعة حول مؤشرات السكان المحليين في البادية، وتبدو في جوانب كثيرة أنها مؤشرات على درجة عالية من الخطورة و نستعرض بعضها لتذكير المعنيين بما ورد في هذه المؤشرات... كي لا تأخذهم «مشاغل العمل» منها...
تشير حركة السكان المحليين إلى أن معظم الأسر في مناطق الاستقرار الزراعي الأخرى ومناطق زراعات المحاصيل لتأمين الاحتياجات الرعوية لقطعانهم وبحثا عن فرص العمل الزراعي لإفراد الأسر، كما هناك ازدياد في عدد الأفراد القادمين من العمل خارج القطر.... ‏

في جانب الوضع الصحي والاقتصادي للأشخاص، يلاحظ وفق الدراسة أن معظم الأسر حافظت على الوضع الغذائي وتوفر مياه الاستخدام المنزلي مقارنة مع الشهر الماضي في البادية وهي بشكل عام مقبولة، في حين استمرت الصعوبة في تأمين الشرب والاستخدام المنزلي في حلب ودير الزور، لكن من النقاط السلبية المسجلة هو انخفاض متوسط الإنفاق على التغذية في بادية حمص، حلب والرقة، في حين سجل في ريف دمشق، حماة، ودير الزور ارتفاعا .و من الحالات المتكررة التي ذكرت هي نقص التغذية لدى الأطفال في بادية دير الزور والرقة مقارنة مع باقي مناطق البادية ما يستوجب اهتمام المراكز الصحية .
وربما تبدو المقاطعة بين متوسط الإنفاق و إجمالي الديون مفيدة، فالمناطق التي شهدت انخفاضا في متوسط الإنفاق الغذائي شهدت انخفاضا في وسطي إجمالي الدين للأسر في بداية حمص، حلب، الرقة، دير الزور، فيما ارتفع إجمالي الدين في بادية ريف دمشق وحماة، مع العلم أن متوسط الديون الشهرية لبادية حمص، حماة، حلب، دير الزور، والرقة مرتفعة فيما انخفضت في ريف دمشق . ‏

في جانب الموارد الطبيعية لاحظت الدراسة وجود تراجع كبير للمراعي الطبيعية في معظم مناطق البادية وهي بشكل عام غير كافية لرعي الأغنام ولاسيما في ريف دمشق، حمص، حلب ويساعد توفر بقايا المحاصيل وضمان المحاصيل الرعوية على سد الحاجة الرعوية للقطعان، وعن أحوال المواشي فكان هناك انخفاض في أحوالها في بعض مناطق البادية في حمص (تدمر) ومقبولة في الباقي مع ملاحظة تزايد مبيعات الأغنام، لكن هناك انخفاضاً في حجوم القطعان بشكل طفيف بسبب تزايد حالات بيع الأغنام ولا يوجد تغيرات كبيرة في أسعار بيع الأغنام. ‏

المصدر: تشرين