د. طه محمد: ما يحدث الآن في حوران
ما يحدث الآن في حوران هو ليس نتيجة آنية او قنبلة صوتية
بدأت الأحداث بسبب قسوة تعامل بعض القيادات الأمنية في محافظة درعا مع حادثة سببها طلاب مدراس خرجوا يقلدون في مسرحية صبيانية ما يشاهدونه في التلفاز من حركة ثورات فتم اعتقالهم ومنهم طلاب من مدارس ابتدائية وإعدادية ولكن كل المناشدات لاطلاق سراحهم مع المسؤولين المحليين لم تجد نفعاً وذلك قبل وقت غير قصير قبل امس يوم الجمعة .
ويضاف لها الممارسات المستمرة من الفساد و التدقيق الشديد في محافظة درعا خاصة بعد أن ألقوا القبض على بعض الطلاب يكتبون ببخاخات الدهان
ماحدث يوم الجمعة هو رد فعل من من أشخاص مدنيين مختلفي الانتماءات من عائلات حوران المختلفة وبعض العائلات معروفة بتوجهاتها السياسة المختلفة من جوابرة وعياش وأبازيد والحريري ... الخ
وبعض الفيديوهات المنشورة عبر شبكة الانترنت تبين الشعارات التي اطلقت يوم الجمعة لم تخرج عن إطارالمطالبة بإسقاط المحافظ وبعض مسؤولي بعض الأجهزة الامنية .-سميوا بالاسم عاطف نجيب -..والشعب يريد اصلاح النظام .....ويا حيف درعا(حوران) يا حيف شعبك واقف على الرصيف .... وحاميها حراميها وسموهم بالاسم ولم يردد احد بكلمة ضد الرئيس أو سوريا
هذا الشعب المدني لم يرد الا اطلاق سراح ابنائه وايقاف تعنت بعض المسؤولين المحليين وأبناء حوران لم يريدوا الفوضى يوماً ونسبة شبابها المثقف العالي والمغترب دليل نجاح وأزمة بنفس الوقت، اما ما جرى بعد التظاهر جعل الأهالي يغضبون لمشاهدتهم أربع شهداء في ريعان الشباب ...
رد فعل قاسية جداً وغير مدروسة من المؤسسات الأمنية والمحلية في درعا تدل على توتر وعدم معرفة بالأرض
الآن المظاهرات لن تبرد إلا بحقن الدماء والتدخل شخصياً من أعلى المستويات لأن هذه الأحدات التي جرت بدرعا تختلف عن ما حدث في باقي المدن السورية فقد كانت احداثاً لا تقارب ما حدث في درعا من حيث الحجم والخطاب .
هذه الأحداث يحاول الجميع من الخارج امتطائها وتضخيمها وجعل حوران محرقة وكبش فداء لفوضى لن تجعل سوريا تربح سوى الفوضى ولا أحد يريد تدمير البلد والثورة ضد الحكومة ولكن لا احد يريد العودة لنظام يبقى الحال على ماهو عليه ويتجاهل صرخات عائلات ابناؤهم طلاب مدراس مسجونون
ولكن لا يجوز السكوت على ممارسات المحافظ والأجهزة الامنية في درعا وكله يعود للفساد وتفشيه
أبناء درعا أبناء حوران يريدون رد اعتبارهم والاصغاء لمطالبهم والوقت لم يفت الوقت لم يفت وهذا يعني التحرك السريع لاستيعاب الأزمة واللجوء لأناس ذوي خبرة بالتعامل مع عائلات حوران وأبنائها وعاداتها
الموضوع لم يعد يتعلق بأرباح آنية أومطالب الموضوع أصبح يتعلق بأبناء منطقة عريقة تستحق الاصغاء وتستحق احترام مصابهم
د.طه محمد
المصدر: بريد الجمل
إضافة تعليق جديد