خليفة رامسفيلد روبرت غاتز : الصندوق الأسود للسياسة الأمريكية
الجمل : تقول السيرة الذاتية لروبرت ميشيل غاتز بأنه من مواليد 25 ايلول 1943م، وسبق له أن عمل رئيسا لجامعة إيه آند إم، بولاية تكساس، كذلك عمل مديرا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية.
وقد أعلن الرئيس جورج دبليوبوش تسميته مرشحا لتولي منصب وزير الدفاع الأمريكي بدلا عن دونالد رامسفيلد الذي استقال من المنصب مساء الأمس عقب فوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلس النواب والشيوخ، على النحو الذي يضع الكونغرس الأمريكي تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الأمريكي المعارض لسياسات وتوجهات إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليوبوش.
تمتد فترة خدمة روبرت غاتز في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي إلى حوالي 26 عاما. كذلك فقد عمل غاتز خلال فترة إدارة الرئيس بوش الأب مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وبعد أن ترك منصبه بالوكالة كتب مذكراته، ثم أصبح مديرا لجامعة إيه آند إم بولاية تكساس.
إضافة إلى تقلده عضوية العديد من مجالس إدارات بعض الشركات والمؤسسات ، ومن بينها عضوية اللجنة التطوعية لمجموعة دراسة العراق، والتي يترأسها حاليا جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق.
ألقى غاتز خطابا مساء الأمس أمام طلاب الجامعة أكد فيه بأنه سوف يستمر في عمله مديرا للجامعة حتى تتم إجراءات الموافقة والتأكيد على تعيينه وزيرا للدفاع بواسطة الكونغرس الجديد.
أمضى غاتز مراحله التعليمية الأولى في ولاية كانساس، وكان ناشطا في جمعيات الكشافة، حيث حصل على العديد من الأوسمة الرفيعة وكان من أبرزها وسام (الصقر المتميز).. كذلك فقد تخرج غاتز من كلية وليام آندماري في عام 1965م، ونال درجة الماجستير في التاريخ من جامعة انديانا ي عام 1966، وحصل على الدكتوراه من جامعة جورج تاون في عام 1974، وكان موضوع أطروحته حول تاريخ الاتحاد السوفييتي.
تم تجنيد غاتز للعمل في صفوف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عندما كان طالبا في المرحلة الجامعية، هذا وقبل أن يعمل محللاً استخباراتيا في الوكالة، فقد أمضى عامين يعمل في لقوات الجوية الأمريكية، حيث كان يقدم بعض التقارير الاستخبارية في قاعدة وايتامان العسكرية الجوية بولاية ميسوري.
في عام 1974 ترك غاتز وكالة المخابرات المركزية، وتحول للعمل ضمن طاقم هيئة موظفي مجلس الأمن القومي الامريكي، ولكنه عاد الى وكالة المخابرات المركزية في نهاية عام 1979م، وفي عام 1981 تم تعيينه مديرا لإحدى الهيئات التنفيذية بالوكالة، ثم تمت ترقيته إلى منصب نائب مدير شؤون الاستخبارات في عام 1982، ثم أصبح نائبا لمدير وكالة المخابرات المركزية في الفترة من 18 نيسان 1986 وحتى اذار 1989م،.. وسبق أن تم ترشيحه لتولي منصب مدير الوكالة في مطلع عام 1987م، ولكن تم سحب قرار ترشيحه بعد أن تبين أن مجلس الشيوخ الأمريكي آنذاك سوف يرفض هذا الترشيح بسبب الخلاف الذي نشأ على خلفية دوره في ملف فضيحة ايران- كونترا.
إضافة إلى بعض الشكوك الأخرى التي تتهم غاتز بأنه قام بتمرير بعض المعلومات الاستخبارية إلى نظام صدام حسين آنذاك خلال فترة الحرب الايرانية – العراقية.
عمل غاتز مساعدا لرئيس شؤون الأمن القومي لمدة خمسة أشهر في الفترة من اذاروحتى اب 1989م، ثم عمل مساعدا لرئيس ومستشار الأمن القومي في الفترة من اب 1989 وحتىتشرين الثاني 1991م.
في 14 ايار 1991، تم ترشيحه للمرة الثانية لتولي منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بواسطة الرئيس بوش الأب، وفي 5 تشرين الثاني ر 1991م، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه، وبعد ذلك بيوم واحد، أي في 6 تشرين الثاني 1991 أدى غاتز القسم، ليصبح الضابط الوحيد الذي تولى منصب المدير في كل تاريخ الوكالة، والذي تدرج في المستويات الدنيا مترقيا حتى وصل إلى منصب مدير الوكالة.
خلال فترة عمله كمحترف في مجالس المخابرات، والتي امتدت لحوالي 26 عاما، قضى غاتز 9 سنوات بمجلس الأمن القومي الأمريكي، وعمل تحت ظل أربعة رؤوساء أمريكيين، أي في ظل أربعة إدارات أمريكية بعضها كان تحت إدارة الحزب الجمهوري. وبعضها الآخر كان تحت إدارة الحزب الديمقراطي. الأمر الذي أعطى غاتز معرفة ودراية وخبرة بطبيعة العمل مع طواقم وتوجهات كلا الحزبيين الأمريكيين الكبيرين، إضافة إلى ارتباطه بشبكة علاقات وثيقة على السواء مع الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين.
تورط غاتز في فضيحة ايران- كونترا:
بسبب منصبه الرفيع في وكالة المخابرات المركزية، كان غاتز وثيق الصلة بالعديد من الشخصيات التي لعبت دوراً هاما في ملف الفضيحة، وكان بحكم منصبه ملما بكل شيء حول كل اللاعبين المتورطين في الفضيحة، ومن ثم فإن القرائن التي حاولت لجنة التحقيق والمساءلة استخدامها ضد غاتز لم تؤد لأي إدانة رسمية ضده، هذا وقد خضع غاتز للعديد من المساءلات بواسطة لجان التحقيق، وقد تزايدت المساءلات ضده في ربيع عام 1991 كجزء من إجراءات التحقيق المطول حول ممارسات أنشطة مسؤولي المخابرات المركزية. ومدى علاقتهم بالفضيحة وبرغم ذلك، فقد تصاعدت الأصوات المعارضة لتعيين غاتز مديرا لوكالة المخابرات المركزية في عام1991.
نشرت الانترناشيونال هيرالدتريبيون اليوم 9 تشرين الثاني تقريرا حمل عنوان (روبرت غاتز اللاعب الحذر ضمن فريق بوش الأب)، ورد فيه إن محاولة تعيين غاتز وزيرا للدفاع تعود في الماضي إلى مرحلة مبكرة من توجهات وسياسات الحزب الجمهوري إزاء السياسة الخارجية، وبالذات ما تميزت به آنذاك من حذر وبراجماتيه ذرائعية. تختلف وتتباين عن توجهات جماعة المحافظين الجدد الذين عملوا على دفع إدارة الرئيس بوش باتجاه حرب العراق. والمواجهات ضد ايران وكوريا الشمالية.
يعتبر الكثير غاتز معارضا لرامسفيلد في العديد من الجوانب والتوجهات، وهناك إشارات للعديد من الانتقادات التي وجهها واتهم فيها إدارة بوش بالفشل في تنفيذ الخطط العسكرية والسياسية الخاصة بالعراق، كذلك فقد وجه انتقادا لإدارة الرئيس بوش بسبب رفضها للحوار المباشر مع ايران.
من أبرز مؤلفات روبرت غاتز:
- من بين الظلال: القصة الكاملة يرويها شخص من الداخل لخمسة رؤساء وكيفية كسبهم للحرب الباردة.
- مخابرات الولايات المتحدة ونهاية الحرب الباردة.
- خط جبهة حرب الخليج: تاريخ شفهي.
الجمل:قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد