حوار بين فاتح المدرس وأدونيس
في الذكرى العاشرة لغياب الفنان السوري الرائد فاتح المدرس صدر كتاب حمل عنوان «فاتح وأدونيس، حوار»، وفيه نص الحوار الذي جرى في دمشق ذات يوم من العام 1998، أي قبل سنة من رحيل الفنان السوري، بين المدرس والشاعر أدونيس، برعاية صاحبة غاليري الأتاسي منى الأتاسي، ومن إعدادها.
الكتاب مرفق بفيلم من إخراج عمر أميرالاي ومحمد ملص وأسامة محمد، يسرد فيه الفنان سيرته مع الفن والحياة، مثلما نرى عرضاً فنياً لصور عدد لا بأس به من لوحاته. في مستهل الكتاب تقديم من أدونيس، وفي آخره رسائل من المدرس إليه، وفي المتن حوار موزع على أربعة أيام بين الرجلين، حوار تبادلي لا يمترس كل منهما أمام فنه، فكلاهما خاض الفنين طويلاً، أدونيس الشاعر يمارس الرسم، والمدرس الرسام مارس الشعر أيضاً، للأول لوحات ومعارض، وللثاني قصائد ومجموعات. فالحوار لم يبقَ حبيس الاختصاصين، بل تعمق في الفكر والفلسفة، وتبسّط ليستعيد الطفولة والأحلام، وكان رزيناً وجدياً من جهة، ومتفلتاً وفيه الكثير من الشيطنة من جهة أخرى. حوار حر بكل معنى الكلمة، حرية تبادل الأدوار بين السائل والمجيب، وحرية المقاطعة والاستطراد والتعليق والممازحة. لذا أتى الحوار مسلياً ومفيداً في آن، يخض الذاكرة وينكأ جراحها ويتجرأ في تقويمها، ويرسم خرائطها بحدود غير نهائية بالطبع.
إضافة تعليق جديد