حماية إسرائيل أولوية قمة الدول الثماني
بعد يوم على تبنّي الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب على لبنان، أكدت مشاورات قادة دول مجموعة الثماني على هامش قمتهم في سان بطرسبرغ، أمس، تمسكهم بالعمل على ضمان أمن إسرائيل، وحازت فكرة تشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار، تتكوّن من ثمانية آلاف عنصر ويوازيها حزام للمراقبة، على مباركة واسعة.
أنان وبلير
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى وقف الأعمال العسكرية للسماح بتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار، مطالباً بمنحه الوقت والمجال لضمان تشكيل القوات المدربة والمسلحة بشكل جيد حتى تنتشر بشكل سريع.
وأضاف أنان في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كلما سارع المجلس إلى أخذ قراراته كان الأمر أفضل، لكن على الأطراف ألا تنتظر تنفيذها بالكامل لتباشر وقف أعمال العنف وتوفر المدنيين وتحييد البنى التحتية المدنية. وذكر أن على أعضاء مجلس الأمن الدائمين، الامتناع عن استخدام حق النقض لإعاقة نشر القوة. وقال: أنتظر منهم التعاون معنا.
من جهته، اعتبر بلير أن الوسيلة الوحيدة لوقف العنف هي نشر قوة دولية في المنطقة. وأضاف :الوضع حرج والأولوية الفورية هي إيجاد الظروف لوقف العنف. وقال إن قوة إرساء الاستقرار التي يتمّ بحثها ستكون أكبر من قوة المراقبة الدولية ومهمتها أكثر وضوحاً ودقة.
وأضاف بلير أنه بالطبع سيستغرق تشكيلها وقتاً، محذراً من أن القوة لن يكون في وسعها العمل إلا في ظروف توقف أعمال العنف. كما اعتبر أن أي بلد، سواء سوريا أم إيران أم أي بلد آخر، له تأثير على حزب الله يجب أن يستخدم هذا التأثير في وضع كهذا.
برودي
واقترح رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي أن يكون قوام القوة الدولية نحو ثمانية آلاف رجل. وقال في المنطقة ألف جندي ويمكن أن يبلغ عددهم ثمانية آلاف. وأضاف انه تعاون مع أنان وبلير كثيراً وتوصلنا لاتفاق على عديد هذه القوة. وأكد برودي أن أنان يرى أن هذه القوة يمكن أن تقدّم مساهمة حاسمة في تسوية النزاع، مؤكداً أنها ستكون قوة لحفظ على السلام، في حين تحدّث أنان عن قوة استقرار.
شيراك
وفي السياق، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه يؤيد منح قوة دولية ب<وسائل رادعة>. وقال في مؤتمر صحافي <ينبغي إقامة نوع من حزام السلامة، ولا بدّ في الوقت ذاته من وجود قوة دولية وحزام للمراقبة> في جنوب لبنان. وسُئل عن تطبيق القرار الدولي 1559 فأجاب إن <هذا الأمر يتطلّب على الأرجح بعض الوسائل الرادعة>. وأضاف <لا يمكن ترك الأمور على حالها، يجب إيجاد وسيلة للردع في وضع مماثل، وعلى الأقل للمراقبة>.
واعتبر شيراك أن أمامنا وضعاً يستدعي تدخلاً خارجياً بهدف تحديد الحدود وتفادي الاعتداءات المتبادلة عبر الحدود، من دون أن يتطرّق إلى مدة عمل القوة وعديدها، مشدّداً على أنه يعود للأمم المتحدة أن تناقش هذا الأمر في مجلس الأمن وتحدّد آلياته. وأضاف :على الأمم المتحدة الآن أن تتحمّل مسؤولياتها، ولا أشك في أنها ستقوم بذلك بذكاء. وقد دعا شيراك الى إجراء مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، معتبراً ان هذا الشعب (اللبناني) التعس يتحمّل وزر سلوك عنيف ومنحرف.
بوتين
وفيما أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن مشاركة قوات ألمانية في القوة الدولية ليس مقرراً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستبحث في المساهمة في هذه القوة بعد توقيع مجلس الأمن على قرار تشكيلها. كما رأى أن تشكيل القوة يتطلّب موافقة لبنان وإسرائيل.
ورأى بوتين أن الوضع لم يخرج تماماً عن السيطرة بعد. بيد أنني لا أستطيع التأكيد أن عودة الجنديين ستضع حداً للنزاع. وأضاف من المؤكد أن الوضع يبقى تحت السيطرة. وأعرب عن أمله بأن نتوصل في أقرب وقت ممكن إلى عودة المخطوفين ووقف إراقة الدماء. وقال إنه يجب ألا نسمح للمتطرفين بإغراق المنطقة في الفوضى والتسبّب باتساع رقعة النزاع ودعا بوتين إلى إعطاء الأولوية للطرق السياسية والدبلوماسية وإسناد دور محوري للأمم المتحدة.
الموقف الإسرائيلي الأميركي
وفي تعليقها على إمكان تشكيل القوة الدولية، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية ميري ايسين <لا اعتقد أننا بلغنا هذه المرحلة بعد. نحن في مرحلة نريد أن نتأكد خلالها أن حزب الله ليس منتشراً على حدودنا الشمالية>. كما أعلن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمورالأمر يتعلق قبل أي شيء بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجموعة الثماني حول وقف العنف.
وطرح السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون سلسلة من التساؤلات بخصوص الفكرة. وقال <يتعيّن أن نسأل عما قد يجعل قوة جديدة متعددة الجنسيات مختلفة أو أكثر فعالية> من قوة الأمم المتحدة الحالية. كما تساءل عما إذا كانت القوة ستفوّض في نزع أسلحة <حزب الله>، وعن احتمال أن تقوّض مثل هذه القوة دور الجيش اللبناني.
بوش وهاربر
إلى ذلك، رأى الرئيس الأميركي جورج بوش أن البيان المشترك الصادر عن مجموعة الثماني سيساهم في تهدئة الوضع في المنطقة عبر معالجة أسباب العنف. وقال <لأول مرة بدأنا فعلياً بمعالجة جذور النزاع بشكل واضح>. كما اعتبر خلال لقاء مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أن حزب الله الذي تدعمه سوريا وتموّله ايران مسؤول عن هذه الأنشطة التي تعرقل الجهود الرامية إلى إرساء السلام. ونأمل في التوصل إلى تهدئة باجتثاث أسباب هذا العنف.
وبالنسبة إلى كندا، رفض رئيس وزرائها المحافظ ستيفن هاربر إدانة إسرائيل بعد مقتل سبعة كنديين في العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال <لا ننوي الإشارة الى إسرائيل> التي كانت ضحية هجوم في الأساس، داعياً في الوقت ذاته إلى تجنّب المدنيين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد