حصاد منتدى دافوس
جاء منتدى دافوس الاقتصادي العالمي ليفرش لنا الأرض ورداً حيث أعلن مؤسسوه أن هدفهم الأوحد تحقيق التنمية والرخاء والرفاهية للشعوب، ولكن على ما يبدو فان هذا هو القناع الوردي الذي يتسترون به ليتوغلوا في كيان الشعوب محاولين فرض مخططاتهم عليه ، مستغلين ضعف الشعوب الأخرى التي تسمح لهم بإقامة مثل هذه المؤتمرات على أراضيها.
ومن هنا جاءت الفكرة لنقابة الصحفيين لعمل ندوة تفضح من خلالها الأهداف الخبيثة لهذا المنتدى وكشف النوايا الحقيقية والخفية وراء هذا المنتدى، واحتضنت النقابة عدداً من الشخصيات من مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والسياسية وغيرها من الفئات التي جاءت لتبرهن بالأدلة والمستندات الأسباب الحقيقية وراء هذا المنتدى.
في البداية أكد ممدوح حبشي منسق الندوة على أن كافة القوى المجتمعة في منتدى دافوس بشرم الشيخ لم تأت حباً في الشعوب الفقيرة أو سعياً لحل مشاكلها ولكنها جاءت لتحقيق مآرب أخرى ومن أهمها العمل على انتشار سياسات الرأسمالية النيوليبرالية والتي تسعى للتوسع في السوق الحر، العمل على فرض إجراءات لتخصيص خدمات الصحة والإسكان والتعليم والاتصالات التأمين لكي تصبح جميعها موجهة لخدمة الفئات الأكثر ثراء في مجتمعاتنا، ولخدمة مصالح الشركات المتعددة الجنسيات في العالم.
وعن خصخصة الطاقة وعلاقة إسرائيل باقتحام مجال النسيج للمنطقة العربية تحدث د/ عمرو حمودة والذي أكد أن موضوع الطاقة هو من أهم الموضوعات التي تناقش في منتدى الاقتصاد العالمي ( دافوس) والذي عقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ وحيث أن إسرائيل تضع في اهتماماتها الأولية هذا الموضوع حيث أنها أتت للمؤتمر بوفد كبير ومنتقى على رأسهم وزارة البنية التحتية لإسرائيل والتي من ضمن مسئوليتها ملف الطاقة وكذلك وفد من "مركز بيريز للسلام" والذي من أهم نشاطاته هي عمل دراسات مستمرة حول التعاون الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية في العديد من المجالات منها الطاقة والزراعة والمياه.
وأوضح د/ حمودة بأن السبب الرئيسي وراء حضور هذا الوفد الإسرائيلي للمنتدى هو لتنفيذ الخطة التي وضعوها مسبقاً، حيث قام "مركز بيريز للسلام" في شهر أغسطس الماضي بوضع مجموعة من الدراسات للرؤية الإسرائيلية لموضوع الطاقة والمياه والتي قدمت حالياً " بدافوس" ، وقال أن من أهم المشروعات المطروحة في هذه الخطة هي إقامة محطة كهرباء مشتركة بين مصر وإسرائيل بطاقة إنتاجية تبلغ 1200 ميجا وات وسينشأ معها محطة لتحلية المياه، وهناك الشائعات تقول بأنها ستعمل بالطاقة النووية ولكنها غير مؤكدة، فهناك مخاطر تنجم عن الإشعاع الناتج عن مفاعل ديمونة في سيناء والعريش فما الحال عندما تكون هذه المحطات بسيناء ذاتها.
وأشار ممدوح حبشي منسق الندوة أن هذا اللقاء مخصص لتوصيل صوت المواطن الفقير المطحون لهذا المنتدى فكل ما يطلبه المواطن العادي هي أدنى حد من الإمكانيات التي تضمن للإنسان أن يحيا الحياة الكريمة وليست الرفاهية كما يعدنا أصحاب المنتدى، فالندوة قامت بتقديم عدد من النماذج التي مازالت تعاني من الفقر والتعصب والقهر والظلم على الرغم من الشعارات البناءة التي يرفعها البعض .
التعليم هو حق للمواطنين في أي دولة مهما كانت إمكانياته ميسوراً كان أو معدوماً ولكن من الواضح أن هذا الحق لم يعد من حق الفقراء في المجتمع فالتعليم "الجيد" في المرحلة القادمة سيقتصر على الأغنياء فقط من دون الفقراء وهذا ما أشارت إليه راندا أبو بكر- المدرس بكلية الآداب جامعة القاهرة – حين قالت أن تجليات العولمة أصبحت تتوغل بكياننا التعليمي دون الانتباه له فمنذ عام وأصبح مصطلح توكيد الجودة والاعتماد هو السائد بجامعاتنا ليدل على التقدم المرغوب تحقيقه في حين أنه الدليل الأكبر على السيطرة على نظام التعليم ومحاولة خصخصته فهي تعطي الأولوية في مشروعات التعليم للتعليم الخاص على حساب التعليم في الجامعات الحكومية وأكبر دليل على ذلك هو زيادة أعداد الطلاب المنتسبين بالجامعات المصرية عن غيرهم من الطلاب في أقسام الانتظام .
قدمت السيدة صبرية عبد الله مأساة قريتها قرية سنديون بمحافظة البحيرة والتي تعرضت لأبشع أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان والتي جاءت من قبل السلطات الحكومة ، حيث أقدم شخص من أصحاب النفوذ المعروفين لدى أهل هذه القرية وبمساعدة قوات من الأمن المركزي المصري بعمل حملة اعتقالات واسعة لأبناء القرية – من بينهم أبنها- وحظر التجول الذي فرض عليها كذلك قامت قوات الأمن بمساعدة عدد غفير من البلطجية المستأجرين الأمر الذي أدى إلي مقتل السيدة نفيسة المراكبي وإصابة العديد من أبناء القرية .
والسبب وراء كل هذا هو محاولة هذا الشخص الاستيلاء على أراضي الفلاحين بالقرية والانتفاع بها لأغراض شخصية، وبعد كل هذا الذل تم تهديدهم من قبل مجموعة من المسئولين متوعدين لهم بأن من يقود بالإبلاغ عما حدث أو محاولة الاتصال بأي من وسائل الإعلام سوف ينال العقاب عما قام به ، وطالبت صبرية كافة الحضور والممثلين عن حقوق الإنسان أن يقفوا بجانب أهالي سنديون في القضية المرفوعة ضدهم والمتهمون بموجبها بالتجمهر ومناهضة قوات الأمن .
وأوضح مصطفى عبد التواب مشكلة ساكني بدرومات أرض عزيز عزت بإمبابة حيث بين أن الأهالي يعيشون بهذه البدرومات منذ أكثر من عشرون عاماً ومازالت شكواهم كما هي فهي مدفونة تحت الأرض بأربع أمتار ولا يدخلها هواء أو كهرباء ومياه الصرف الصحي تسبح في الشقق وما تبعها من حشرات وأوبئة قضت على بواقي الصحة الموجودة بأهالي المنطقة فأصبح الجميع يعانون من ضعف النظر وأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها من الأمراض الوبائية المرتبطة بالتلوث.
وأوضح أن المحافظ السابق لمحافظة الجيزة المستشار محمود أبو الليل قد وعدهم بتوفير عدد من الشقق السكنية بمدينة السادس من أكتوبر وبالفعل تم تخصيص عدد500 شقة في حين أن عدد ساكني البدرومات لا يتعدى الـ200 أسرة وبالرغم من ذلك لم يتم حتى الآن استلام أياً منها، وحين تقدمنا بالشكوى لم يستجب لنا أي مسئول حتى الآن. فهل هذه هي الرفاهية التي نحياها في هذا المجتمع؟.
ومن سيناء جاء مندوباً عن اللجنة الشعبية لحقوق المواطن أشرف الحفني ليوضح آخر ما وصلت إليه الأمور هناك من استبداد وظلم بينين فبعد تفجيرات دهب الأخيرة أصبح الوضع غير محتمل فقوات الأمن المدعمة بالـCIA الأمريكي والموساد الإسرائيلي وتجار المخدرات بسيناء يقومون مجتمعين باقتحام البيوت ليفتشوا عن ما يطلقون عليهم مطلوبين أمنياً، هذا عن الجانب الأمني، أما عن الجانب الصحي فلقد عانى أهالي سيناء لسنوات طويلة ومازالوا يعانون من الأمراض السرطانية التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء سيناء وعند قيام هيئة الطاقة الذرية المصرية بعمل قياس لنسبة الإشعاع وجد أن نسبتها أعلى بكثير من المعدل الطبيعي فلا يوجد أسرة من أسر سيناء والعريش لم يصاب أحد أفرادها بالسرطان أو العقم والسبب وراء كل هذا هو مفاعل ديمونة الإسرائيلي والذي يلقي بنفاياته داخل وادي الجرافي الذي يمتد بين مصر وفلسطين ومازالت السلطات المختصة غير عابئة بما يحدث وما سيترتب عليه.
فاطمة الزهراء أحمد
المصدر: المحيط
إضافة تعليق جديد