حراك أميركي ـ روسي لإنعاش «جنيف 2» وتفجيران في دمشق والسويداء
لم يكد يمر يوم على إعلان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي فشله في تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2» حتى تصاعدت وتيرة الهجمات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في العديد من جبهات القتال، وخصوصاً في ريف حلب، بالإضافة إلى عودة ظاهرة التفجيرات التي طال أحدها منطقة السويداء التي كانت تعتبر آمنة نسبياً.
وفي محاولة لتبديد أجواء الفشل التي لاحت في جنيف، أمس الأول، سارعت واشنطن وموسكو إلى تكثيف الجهود لحل معضلة تمثيل المعارضة المشرذمة في المؤتمر الدولي، وذلك من خلال سلسلة لقاءات عقدت يوم أمس، مع ممثلي المعارضة السورية في المدينة السويسرية، فيما يرجح أن ينتقل السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد إلى اسطنبول خلال الأيام المقبلة للضغط على «الائتلاف السوري» المعارض قبل انعقاد اجتماعه المخصص لمناقشة مسألة المشاركة في «جنيف 2».
وفي موقف لافت، تجاهل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بيان الأخضر الابراهيمي الذي حمّل أمس الأول، المعارضة السورية مسؤولية عدم تحديد موعد لعقد «جنيف2»، إذ سارع إلى تحميل النظام السوري المسؤولية عن هذا الفشل الديبلوماسي، معتبرا أنه «رفع السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف، برفضه بيان جنيف 1».
وقتل 8 أشخاص، وأصيب 50 مدنيا، في انفجار عبوة في ساحة الحجاز وسط دمشق، التي تعرضت مع مناطق في ريفها إلى وابل من قذائف الهاون أدت إلى إصابة العشرات.
وفي مدينة السويداء،استشهد ثمانية أشخاص فيما أصيب 41 آخرين، في تفجير انتحاري بسيارة.
في موازاة ذلك، اشتدت المعارك بين القوات السورية ومسلحي المعارضة يوم امس، حول مهين في ريف حلب.
ديبلوماسيا، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن استعداد بلاده لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة قبل مؤتمر «جنيف2».
والتقى بوغدانوف في جنيف رئيس «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في المهجر هيثم المناع، ووفد «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي برئاسة صالح مسلم، ورئيس «المجلس الوطني الديموقراطي» رفعت الأسد، ورئيسة «الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري» رندا قسيس.
وقال بوغدانوف، بعد الاجتماع، إن موسكو مستعدة لاستضافة اجتماع بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية بمشاركة شركاء أجانب، مؤكدا أن عددا من المعارضين وافقوا على هذا الاقتراح. وأضاف إن «مباحثات ممثلي الحكومة والمعارضة لا يجب بالضرورة أن تتوصل إلى اتفاق ما»، مشددا على «أهمية خلق أجواء الحوار»، موضحا أن «عدم وجود هذه الأجواء لا يساعد على إيجاد حل للقضايا المطروحة».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى انه «لا يشعر بخيبة أمل بسبب تأجيل المؤتمر»، مضيفا «أنها عملية وليست حادثا منفردا فقط. والقضية تكمن ليس في اليوم الذي سيعقد فيه المؤتمر بل في بناء مستقبل سوريا، وهذه عملية طويلة وصعبة ومعقدة. وإذا كان الائتلاف الوطني يحتاج إلى عدة أسابيع إضافية ليستعد كي يكون المعارضون شركاء حقيقيين، ولكي يكون هناك وفد كامل في المؤتمر، فنحن ندعمهم في ذلك».
وأضاف أن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت «فورد سيتوجه قريبا إلى اسطنبول ليساعد المعارضة في جهودها الرامية للتوصل إلى توافق بشأن جنيف 2». وأعرب عن أمله في أن يصوت أعضاء «الائتلاف»، خلال اجتماعهم في اسطنبول في 9 تشرين الثاني الحالي، لصالح المشاركة في المؤتمر.
في هذا الوقت، أبدى العربي استغرابه لعدم تحديد موعد لعقد «جنيف 2» وما أسفر عنه الاجتماع الذي عقد في جنيف بين الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد