جهود المصالحة الوطنية تثمر في ريف حماة الشمالي
استأنفت وحدات من الجيش العربي السوري والجهات المختصة وحفظ النظام، عملياتها العسكرية ما بين محطة ضخ الرصافة في ناحية السعن وحتى مطار الثورة العسكري، باتجاه ناحية المنصورة وسد تشرين في محافظة الرقة، وقتلت خلال ذلك عدداً كبيراً من إرهابيي النصرة والمسلحين، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت بحوزتهم إضافة إلى تدميرها العديد من عربات الدوشكا، بينما أدان الحزب الشيوعي السوري الموحد التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة السلمية الإثنين الماضي وتبنته جبهة «النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة.
وقضت وحدات من الجيش والجهات المختصة، على مجموعة إرهابية تنتمي إلى جبهة النصرة في بلاد الشام، والعديد من الإرهابيين المحليين الذين استطاعت تجنيدهم في صفوفها، وذلك في قرية حيالين وباتجاه بلدة كرناز، وطهَّرت الطريق العام حماة – محردة السقيلبية من الإرهابيين الذين كانوا يقطعونه في بعض المفارق ويعترضون السيارات المدنية العابرة ويسلبون أصحابها وسائقيها أموالهم وأجهزتهم الخليوية وبطاقاتهم الشخصية، وبعض السيارات التي كانوا يستخدمونها باعتداءاتهم على حواجز الجيش ونقاط حفظ النظام بالمنطقة.
ومن جهة ثانية، فجرت مجموعة إرهابية، عبوتين ناسفتين على طريق محردة – تلملح، لاستهداف دورية عسكرية مؤللة، ما أدى إلى تضرر الآلية فيما نجا عناصر الدورية. كما سلبت مجموعة إرهابية أخرى، سيارة حكومية شاحنة قلاب نوع رابا خضراء اللون، وتحمل الرقم (959232) طرطوس، عائدة للشركة العامة للطرق والجسور، وذلك أثناء نقلها بقايا حجر مكسر إلى مشروع توسع المنطقة الصناعية على طريق حماة – سلمية.
وعلى صعيد المصالحة الوطنية في ريف حماة الشمالي، فقد تركز لقاء محافظ حماة أنس الناعم مع وجهاء أهالي مدينة مورك وبلدات حلفايا وطيبة الأمام بريف حماة الشمالي، في مبنى المحافظة أمس، حول تفاصيل وإجراءات المصالحة الوطنية التي تم الاتفاق عليها في هذه المناطق، وأفضت إلى عودة الأمان والاستقرار إلى مناطقهم، ونزع بذور الفتنة والخوف من قلوب الأهالي، وإحلال الألفة والمحبة والتسامح بين الأقارب والجيران. واستمع الناعم إلى الوجهاء، الذين عرضوا لضرورة الإسراع بتأهيل وترميم البنى التحتية، وتأمين المشتقات النفطية، والأهم من ذلك تأمين مادة الخبز بكميات تكفي حاجة المواطنين، بما يساهم في عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها وسابق عهدها. وعبر الوجهاء عن شكرهم وامتنانهم، لجميع من ساهم في إنجاز هذه المصالحة لتؤتي ثمارها المفيدة وتكون مثالاً يحتذى به في المناطق الساخنة والمتوترة في جميع أنحاء سورية. وأكدوا أن أكثر من 90 بالمئة من أبناء هذه البلدات، ممن هجروا من منازلهم، عادوا إلى أحضان بلداتهم وتفقدوا منازلهم وأراضيهم وأشجارهم التي رعوها كأبنائهم، لتعطيهم مواسم الخير، وأن هناك العديد من الأهالي الذين دمرت بيوتهم بنسب مختلفة، بحاجة إلى مد يد العون من قبل الجهات الرسمية والأهلية لإيوائهم ريثما يتمكنون من ترميم منازلهم.
وطالبوا بزيادة مخصصاتهم من الدقيق التمويني للمخابز العاملة، وتوفير الخبز الجاهز من خلال معتمدين للمناطق التي لا تتوافر فيها مخابز، وبضرورة الإفراج عن المعتقلين من الأبرياء والمظلومين الذين اعتقلوا لتشابه أسماء أو لشبهات غير مؤكدة.
ووعد المحافظ بتلبية مطالب المواطنين بالقدر المتاح، بعد أن شكر لهم ما قدموه من جهود وطنية مخلصة، وأكد أن «ورشات الإصلاح التابعة لمؤسسات ومديريات القطاع العام، انطلقت للعمل في المنشآت والمدارس والقطاعات الخدمية التي تعرضت للتخريب».
كما وعد بتلبية طلب جمعية مورك الخيرية التي تحتاج إلى مليوني ليرة لتقديم العون للأسر المتضررة من الأحداث، إضافة إلى تأمين 100 لتر من المازوت لكل أسرة بسرعة، وإعادة المدارس إلى العملية التربوية لاستقرار الأسر وتعليم أبنائها، وتأمين 2700 ربطة من الخبز لأهالي مورك من مخبزي صوران وطيبة الإمام لسد حاجة المواطنين.
إلى ذلك، أدان الحزب «الشيوعي السوري الموحد» بأقصى العبارات التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة سلمية وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين، وقال الحزب في البيان : «إن مدينة السلمية هي مدينة الثقافة، ومدينة الشعراء، لقد اغتالوا أمنها، وروح أهلها السمحة، الذين لم يؤمنوا يوماً بالعنف، بل بالفكر والمحبة والتآخي».
كما توجه الحزب إلى «أحرار العالم لاستنكار هذه الجريمة والضغط على حكوماتهم للمساهمة في وضع حد لهذا الإرهاب الوحشي اللاإنساني الذي يمارس ضد شعبنا». هذا وتبنت جبهة «النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة أول من أمس تفجير السلمية، وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد اتهمت «المجموعات الإرهابية المسلحة» وفي مقدمتها جبهة النصرة بتنفيذه.
محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد