جنود إسرائيل يحملون على قادتهم
تواصلت أمس حملة الاحتجاج التي يقودها جنود الاحتياط الاسرائيليون، على خلفية الفشل الذي تكبده جيشهم في الحرب على لبنان، حيث تظاهر عدد منهم أمام مقر الحكومة الاسرائيلية، فيما وقع آخرون على رسالة احتجاج تضمنت انتقادات قاسية طالت الرتب العسكرية العليا، والتي برز على مستواها كلام لجنرال اسرائيلي، هو الأول من نوعه، تحدّث فيه عن خطيئة الغطرسة التي ارتكبتها قيادته.
ففي تحرّك أعاد إلى الأذهان الأيام الأولى لتظاهرات العام ,1973 التي انتهت بالإطاحة بقادة اسرائيليين بعد الأخطاء السياسية والعسكرية التي رافقت حرب تشرين، تجمّع قرابة مئة شخص، معظمهم من جنود الإحتياط، حيث أقاموا خيمة احتجاج في متنزه مجاورٍ للمجمع الذي يضم مقر الحكومة في مدينة القدس المحتلة، وقد دعا بعضهم رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس الى الاستقالة. وقال أحد الجنود المشاركين في التظاهرة أن الحكومة لم تتعامل بجدية مع أرواح قواتنا.
وفي الاطار ذاته، طالب عدد من ضباط وجنود الاحتياط في الجيش الاسرائيلي، بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في ما وصفوه بـ التردد الذي رافق الحرب في لبنان، وانعدام الثقة بين الجنود والقادة العسكريين، مطالبين بتغييرات جذرية في الجيش بهدف الإستعداد لـ المعركة القادمة.
وقال الجنود، في رسالة موجهة الى كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان دان حالوتس، نحن ضباط وجنود الاحتياط في لواء حود حاشنيت، تم استدعاؤنا للانخراط في حالة التعبئة الطارئة، في الثلاثين من تموز ,2006 واكتمل حضورنا في كافة الوحدات، بعد أن تركنا زوجاتنا وأبناءنا وصديقاتنا وعائلاتنا، وتخلينا عن أعمالنا، وكنا على استعداد لتولي المهام الموكلة الينا في أصعب الظروف، وسط الحر والعطش والجوع.
وأضافت الرسالة إلا أن الأمر الوحيد الذي لم يكن بإمكاننا أن نوافق عليه هو حالة التردد التي سادت خلال هذه المعارك، فأهدافها لم تكن محددة بشكل واضح، كما انها تغيّرت كثيراً مع استمرار الحرب.
وقال الاحتياطيون أن حالة التردد تلك ظهرت من خلال التكاسل، وعدم اعتماد الخطط الميدانية، وفي إلغاء المهمات التي أعطيت لنا خلال المعركة، ما أدى الى إبقائنا في المناطق الخطرة من دون أهداف محددة، في ظل عدم وجود أي رغبة لمقاتلة العدو لاعتبارات غير تخصصية.
وأكملت الرسالة، بالنسبة لنا هذا التردد يعبّر عن عدم احترام لإرادتنا في انضمام الى المعركة، كما انه يتعارض مع مبادئ القتال التي تدربنا على أساسها في الجيش الاسرائيلي.
وأشار الجنود في رسالتهم، الى أنهم شعروا بحالة من سوء الإستعداد على مستوى الرتب العسكرية العليا، إضافة الى اجواء من النفاق وقلة التبصّر، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الجذرية، متسائلين هل تم تجنيدنا من أجل لا شي؟. وقال الجنود في ختام رسالتهم أن أزمة الثقة بيننا وبين القيادات العليا لن تحل من دون تشكيل لجنة تحقيق شاملة وتتمتع بالكفاءة تحت رعاية الدولة، على ان تكون نتيجة تحقيقاتها أساساً لأي خطة استراتيجية مقبلة، مطالبين باتخاذ تغييرات جذرية لمواجهة المعركة الجديدة التي يتم التحضير لها والتي قد تحدث قريباً.
إلى ذلك اعتبر قائد وحدات المظليين الجنرال يوسي هايمان، خلال حفل تسليم مهامه الى قائد جديد، ان قيادة الجيش الاسرائيلي أخطأت في لحظة ما من شدة الغطرسة في مواجهة أعداء تحسنوا وتعززوا وازدادوا احترافاً.
وقال هايمان، بالرغم من البطولة التي أظهرها المقاتلون وقادتهم على الارض، ينتابنا احساس بالفشل والاحباط، وأضاف ان مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي لأنني لم اتمكن من تحضير المشاة بشكل افضل للحرب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد