تونس: دعوة أمير قطر إلى اجتماع "التأسيسي" تثير ردوداً غاضبة وتهديدات بالنزول إلى الشارع

14-11-2011

تونس: دعوة أمير قطر إلى اجتماع "التأسيسي" تثير ردوداً غاضبة وتهديدات بالنزول إلى الشارع

أثارت الأنباء عن مشاركة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الاجتماع الأول للمجلس التأسيسي التونسي، ردود فعل غاضبة من عدد من القوى السياسية المحلية التي رفضت هذه المشاركة واعتبرها البعض "تدخلا خارجيا" على خلفية "دعم الإسلاميين" وبعد زيارة زعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي لقطر بعيد فوز الحركة في الانتخابات، فيما عادت "العريضة الشعبية" إلى واجهة الأحداث بعد تقرير من لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة عن ضلوع زعيم "العريضة" الهاشمي الحامدي الذي أجل عودته إلى البلاد، بقضايا فساد إعلامي إبان حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وهدد أمين عام حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي بأن حزبه "سينزل بكامل مناضليه إلى الشارع لمنع زيارة" محتملة قد يقوم بها أمير قطر إلى تونس يوم 22 تشرين الثاني الحالي لحضور الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي. وقال الهمامي في تصريح أدلى به لموقع "الساعة" الإلكتروني التونسي إن قطر "دولة عميلة ... وأداة في خدمة الولايات المتحدة الأميركية"، وإن حزبه الفائز بـ 3 مقاعد في المجلس التأسيسي "سينزل بكامل مناضليه للشارع لمنع هذه الزيارة".

كما هدد الحزب الديموقراطي التقدمي (16 مقعدا) بمقاطعة الجلسة الافتتاحية للمجلس إذا حضرها أمير قطر. واعتبر عضو المكتب التنفيذي للحزب مولدي الفاهم في تصريح لصحيفة "الجريدة" الإلكترونية أنه "ليس هناك أي مبرر لحضور الأمير القطري لان هذا يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي للبلاد الأمر الذي يجعل السيادة الوطنية محل شك".

وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل عبيد البريكي في تصريح للصحيفة نفسها إنه "لا مكان لأحد مهما كانت جنسيته في الجلسة الأولى للمجلس التأسيسي" باستثناء التونسيين. واعتبر حزب "حركة الشعب الناصرية" زيارة أمير قطر "تدخلا في الشأن الداخلي". وأطلق نشطاء صفحات خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ضمت آلاف الأنصار للتنديد بالزيارة المحتملة لأمير قطر إلى تونس ودعا بعضهم إلى الخروج في تظاهرات إن حل الأمير ضيفا على تونس.

ونظمت جمعية "شباب الثورة" الأسبوع الماضي تظاهرة أمام مقر سفارة قطر ردد المشاركون فيها شعارات معادية لأمير قطر ورفعوا خلالها لافتات نددوا فيها بما وصفوه بـ"التدخل السافر" لدولة قطر في الشأن الداخلي التونسي. وقال مؤسس الجمعية عصام الراجحي إن "دولة قطر تحاول التدخل في السياسة التونسية وتسعى لفرض أجندة سياسية بعد أن فرضت أجندة إعلامية عبر قناة الجزيرة". وقال: "نحن بصفتنا شباب الثورة نقول لها (قطر) إن تونس دولة ذات سيادة وعليها أن تكف عن دعم الإسلاميين والترويج لهم، يكفيها ما فعلت في ليبيا... جئنا هنا أمام السفارة لنقول لدولة قطر أن تونس في غنى عن استثماراتها لأنها تريد رشوة شعب لا يقبل الرشوة".

وقام راشد الغنوشي بزيارة الى قطر نهاية شهر تشرين الأول الماضي التقى خلالها الأمير القطري وولي عهده. وكانت قطر أول دولة يزورها الغنوشي بعد فوز حزبه في الانتخابات. وذكرت وسائل إعلام تونسية أن "النهضة" هي التي وجهت دعوة إلى أمير قطر لحضور افتتاح اجتماعات المجلس الوطني التأسيسي. لكن الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي الذي سيكون على الارجح رئيس الحكومة المقبلة أعلن أن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي وجها دعوات لحضور أول اجتماع للمجلس إلى قادة دول غربية وعربية ومن بينها دولة قطر.

من جهته، ناشد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الشعب التونسي اتخاذ الحذر تجاه "ما قد يحاك من مؤامرات" من قبل من وصفهم بـ"القوى المتغطرسة"، وذلك لدى استقباله عددا من ممثلي النخبة الثقافية والفنية التونسية في العاصمة الإيرانية طهران.

في الأثناء، قال الامين العام لحزب "المحافظين التقدميين" اسكندر بوعلاقي إن زعيم "العريضة الشعبية" الحامدي الهاشمي أجل عودته إلى تونس التي كانت مقررة السبت الماضي بسبب "حملة تستهدفه". وتحدث المسؤول الحزبي عن "حملة تستهدف" الحامدي و"العريضة" تجسدت برأيه في نشر تقرير "اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة" قبل يوم من موعد عودته المعلن وايضا في تركيز التلفزيون الوطني مساء الجمعة الماضي على "تشويهه". واوضح "ليس مصادفة ان يتم نشر تقرير اللجنة الجمعة" معتبرا ان ذلك هدف الى "تشويه العريضة والهاشمي الحامدي".

وكانت اللجنة اشارت في تقريرها الى شيوع الفساد على نطاق واسع في تونس في عهد بن علي واشارت الى الاشخاص المتورطين بالحرفين الاولين من اسمائهم لكنها نشرت ملاحق تضمنت العديد من مراسلات بن علي مع شخصيات ووسائل اعلام مقربة من النظام. ومن بين هؤلاء الهاشمي الحامدي الثري المقيم في لندن وزعيم تيار "العريضة الشعبية" الذي فاز بـ26 مقعدا في انتخابات 23 تشرين الاول الماضي. وانتقد بوعلاقي بشدة القناة الوطنية التونسية التي قال انها "بثت عن قصد صورة رسالة الحامدي لبن علي وخصصت حيزا كبيرا للموضوع"، مضيفا "هذه حرب علينا انهم يريدون محونا وكأننا لسنا تونسيين" مشيرا الى انه سيطالب بحق الرد على هذا "التلاعب".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...