توقيع اتفاق شامل بين فلسطين والفاتيكان
وقّع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزير خارجية الكرسي الرسولي المطران غالاغر، اليوم الجمعة، اتفاقاً شاملاً بين دولة فلسطين ودولة الفاتيكان، في حاضرة الفاتيكان بحضور وفود رسمية من الدولتين.
والاتفاق هو الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة مع دولة فلسطين التي تعترف بها رسمياً دولة الفاتيكان.
وقال المالكي إن هذا "الاتفاق التاريخي لم يكن ممكناً من دون الدعم والالتزام الشخصي للرئيس محمود عباس، ومباركة قداسة البابا فرانسيس لجهودنا في هذا الصدد"، مضيفاً أن هذا الاتفاق يُساهم في تعزيز العلاقات الخاصة بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي، ويبني على الاتفاق الأساسي بين منظمة "التحرير الفلسطينية"، والكرسي الرسولي الموقع في العام 2000.
وتتضمّن أحكام هذا الاتفاق الشامل والتاريخي، رؤية الطرفين المشتركة للسلام والعدالة في المنطقة، وحماية الحريات الأساسية، ووضع وحرمة الأماكن المقدسة، وسبل تعزيز تواجد الكنيسة الكاثوليكية وتعزيز أنشطتها في دولة فلسطين.
وأكد التزام دولة فلسطين بتنفيذ هذا "الاتفاق التاريخي نصاً وروحاً" في مرحلة تتّسم في ازدياد التطرّف والعنف والجهل الذي يُهدّد النسيج الاجتماعي والهوية الثقافية والتراث الإنساني في المنطقة، وفي ظل هذا الوضع.
وشدّد على التزام فلسطين بمكافحة التطرف، وتعزيز التسامح وحرية الديانة والضمير وصيانة حقوق جميع مواطنيها بالتساوي، مشيراً إلى أن هذه هي القيم والمبادئ التي تُعبّر عن تطلّعات ومعتقدات الشعب الفلسطيني وقيادته، وهي الركائز التي نستد اليها في سعينا المستمر إلى تجسيد دولتنا المستقلة والديموقراطية.
ويشتمل الاتفاق على اعتراف رسمي من قبل الكرسي الرسولي بدولة فلسطين، واعترافاً بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرّف في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة، خالية من آثار الاحتلال.
كما تدعم الاتفاقية رؤية تحقيق السلام في المنطقة وفقاً للقانون الدولي وعلى أساس حلّ الدولتين اللتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن على أساس حدود العام 1967، ويُعزّز العلاقة بين الطرفين بتضمّنه أحكاماً جديدة تتعلّق بوضع فلسطين الخاص كمهد للديانة المسيحية وأرض الديانات السماوية.
كما تجسد الاتفاقية القيم المشتركة للطرفين والمتمثلة في ضمان احترام الحرية والكرامة والتسامح والتعايش المشترك والمساواة للجميع.
كذلك يساهم هذا الاتفاق ويطور من الوضع الحالي الذي تتمتع بموجبة الكنيسة الكاثوليكية بالحقوق والامتيازات والحصانات، ويشيد بدور بدورها المركزي في حياة العديد من الفلسطينيين.
("وفا")
إضافة تعليق جديد