تسهيل إجراءات دخول المعابر وتخفيض الرسوم بين دمشق وأنقرة
أكد الاجتماع السياحي الاقليمي السوري، التركي الرابع، الذي عقد في مدينة اللاذقية يوم الخامس عشر من الشهر الجاري.
على ان ثمة اهدافاً سياحية مشتركة يمكن لها تقديم البلدين الجارين كاقليم سياحي واحد موجه للعالم، فسورية وتركيا تربطهما منذ عقود طويلة علاقات تاريخية موغلة في القدم، وقد تعززت اواصر وروابط هذه العلاقات، اثناء قيام السيد الرئيس بشار الاسد بزيارته التاريخية لتركيا عام 2004
وقد حفل يوم عقد هذه الاجتماعات، بفعاليات عدة بدأت صباحاً باجتماع لمكاتب السياحة والسفر التركية، مع فعاليات سياحية سورية ممثلة برئيس غرف السياحة السورية السيد نشأت صناديقي، واعضاء من مكاتب السياحة والسفر في سورية... ومع الانتقال للاجتماع الرسمي بين وزيري السياحة السوري ووزير السياحة والثقافة التركي، جرى الحديث عن كيفية تقديم البلدين كاقليم سياحي واحد، وتطرق الحديث الى أهمية ايجاد مرونة في المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية خاصة... وقد أكدت السيدة غيداء عبد اللطيف ممثلة شركة الطيران العربية السورية على ان المؤسسة لن تألو جهداً في تقديم المرونة الكافية على خطوطها لمنح السياح القدرة على استخدام الطيران السوري، مع الخطوط الاخرى وذلك لتسهيل عملية الانتقال من والى تركيا وسورية ودول العالم البعيدة، لاسيما الهند والصين والامريكيتين وقد يكون من المفيد القول، أن معبر باب الهوى الحدودي البري، يجري تجهيزه وسيكون خلال شهرين من الان صالحاً للاستخدام، الامر الذي ادى كما اشتكى احد الحضور ـ الى حدوث فوضى وتعقيدات في معبر باب السلام البري نظراً للاقبال الشديد على هذا المعبر إلا أن المسؤولين في البلدين طمأنوا الحضور ان هذا الازدحام لا يلبث ان يتلاشى عندما يوضع معبر باب الهوى في الخدمة..
وقد شملت التسهيلات التي قام بها الجانب التركي، على تخفيض رسم الخروج وجعله/10/ دولارات أميركية بدلاً من / 50/ دولاراً وكذا فعل الجانب السوري، إلا أن التعقيدات كما قيل اثناء جلسات الحوار ـ لاتزال قائمة في اثناء الحصول على تأشيرة الدخول لتركيا، وقد طالب الحضور بتخفيض رسوم الفيزا ايضاً.
وفي الجلسة الصباحية اكد رئيس جمعيات وكالات السفر السياحية بين البلدين أن الحركة السياحية بين البلدين قد شهدت تطوراً ملحوظاً، وادى التعاون بين البلدين الى نتائج مثمرة وبناءة وتمنى تحقيق السهولة اللازمة لعبور السيارات عبر الطريق البري، وان يحصل اصحاب الباصات على الرخصة التي تمكنهم من نقل السياح الاتراك براً الى سورية واضاف:
نحن على استعداد لتقديم العون كجمعيات وحركات سياحة وسفر لغرف السياحة في سورية لزيادة الخدمات بين البلدين كأن ننظم دورات تدريبية، فسورية مهد الحضارة والتاريخ، وفي هذه المناسبة اوجه الدعوة منذ الآن لسورية للمشاركة في فعاليات المعرض السياحي في تركيا ازمير وقد شدد وزير السياحة والثقافة،التركي / اتيلا كوتش/ على أهمية المساعدات التي قدمتها وزارة السياحة السورية والجهود الدؤوبة لزيادة التعاون بين البلدين وقال:
نحن كشعبين شقيقين وجارين، من الضرورة الاستفادة من الامكانات السياحية المتاحة لدينا.
وبعد ان رحب وزير السياحة الدكتور سعد الله آغة القلعة بوزير السياحة والثقافة التركي واعضاء الوفد المرافق، أعرب عن عزم الوزارة لتوفير الظروف الملائمة لمزيد من الحركة السياحية بين البلدين، وما اجتماعنا هذا إلا لمناقشة وضع الاجراءات الكاملة لكي تكون سورية وتركيا مقصداً سياحياً للاخرين، نظراً لان المقومات السياحية الموجودة بين البلدين مشتركة ومتكاملة.
وقد حفلت الجلسة المسائية بكلمات من الوفدين المشاركين، بدأها محافظ هاتاي، موجهاً الشكر لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وأشار الى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ولاسيما المحافظات الحدودية، وقد أشار محافظ هاتاي الى أن الدورة الخامسة للاجتماع السياحي الاقليمي السوري ـ التركي الخامس ستكون في هاتاي..
ومن الكلمات التي قيلت خلال جلسة المساء، كلمة محافظ اللاذقية زاهد حاج موسى، والذي رحب بالحضور وتحدث عن ان الشاطئ السوري منه انطلقت أول ابجدية في التاريخ( أوغاريت) فاللاذقية ـ كما قال ـ وبما تمتلكه من مقومات سياحية ـ مستعدة لإقامة علاقات سياحية مع تركيا ـ وتسعى لتوثيق وتعميق علاقات التآخي بين البلدين...
اللقاء كان مثمراً ومفيداً، هكذا قال رئيس اتحاد مكاتب السياحة والسفر التركية ـ وأضاف: لقد أجرينا مباحثاتنا في جو أخوي... ونحن كقطاع خاص نستطيع المساهمة في تقدم بلدينا..
وتقديم سورية وتركيا، كإقليم سياحي واحد موجه للعالم، سيمكننا اكثر من توطيد أواصر التعاون المشترك.
وقد شكر السيد نشأت صناديقي، رئيس اتحاد غرف السياحة السورية دعوة والي ماردين، خلال الجلسة الصباحية لضرورة تنظيم جواز سفر خاص لزوار اليوم الواحد، او بموجب الهوية الشخصية الصادرة عن البلدين.. وقد أعرب صناديقي، عن سروره جراء تعاون وتجاوب/tursab/ مع اتحاد الغرف السورية للتوجه معاً للمقاصد السياحية البعيدة... وهذا يدل على ان التعاون بين البلدين بدأ يعطي ثماره، ودعا المستثمرين الاتراك للاستثمار في سورية.
وقد اثنى سفير تركيا في سورية، على الجهود المبذولة من قبل الطرفين لدفع العلاقات السورية التركية الى الامام، وقد عبر القطاع السياحي عن تطور ملحوظ في هذه العلاقات وأكد على أهمية تجهيز بوابات العبور لراحة المواطنين، واعرب عن رغبة تركيا في تذليل الصعوبات الناجحة عن منح تأشيرات الدخول... ولقاء هذا اليوم مهم للترويج المشترك وتنظيم حزمة سياحية للسياح من مختلف الدول.
وفي ختام هذه الجلسة اكد وزير السياحة والثقافة التركي، على أهمية التعاون بين البلدين، ليس فقط في الميدان السياحي، بل على مختلف اوجه التعاون الاقتصادي فالتطور السياحي ـ كما قال بين البلدين قد شهد تطوراً ملحوظاً ـ ونحن نشجع مواطنينا لزيارة سورية. وقد بدأ النقل البحري بين مرسين واللاذقية ـ وكذا بدأت الرحلات الجوية بين مطار حلب والمطارات الاخرى في تركيا، وخلال هذه الزيارة شاهدت مناطق جميلة وتحدثنا عن أوجه الاستفادة من اسواق الصين والدول المجاورة، وعلينا ازالة الصعوبات للحصول على التأشيرة، وأوجه الدعوة للمستثمرين السوريين للدخول في هذا الميدان في تركيا، إذ سينفذ ميناء لليخوت في استانبول، تستفيد منه الدول المطلة على البحر الاسود، وسيكون مقصداً للقادمين عن طريق البحر الابيض المتوسط.
واختتم وزير السياحة الدكتور سعد الله آغة القلعة أعمال اللجنة الاقليمية السياحية السورية التركية.. فقال:
نحن نلتقي اليوم اللقاء الرابع، بعد ان بدأناه في مرسين عام/2004 وهذه الاستمرارية تؤكد على اهمية توطيد العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد.
وأضاف: نحن اليوم نبحث عن شراكة أكبر، لتقديم بلدينا كمقصد سياحي مشترك للآخرين، في أوروبا، وفي المقاصد البعيدة الصين والهند والمغتربات وهذا يتطلب جهداً كبيراً ونعمل على ان تكون مستلزمات العبور بين البلدين ميسرة ومريحة... ونحن من خلال هذه الاجتماعات توصلنا الى رؤية مشتركة وواضحة، وأشهد هنا أن لوزير السياحة والثقافة التركي أيادي بيضاء لتطوير العمل وتوفير كل مايلزم من القطاع الخاص والمحافظين الذين اكدوا على مستوى سلطاتهم المحلية لتأمين الخدمات اللازمة للسياح... هذه المساعي الحميدة هي التي ستترجم عملنا الى حيز الواقع، وهي ستؤدي الى النجاح.... نأمل ان يحمل اللقاء الخامس كل نتائج هذا الاجتماع.
نابغة زيني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد