تركيا تخوض معركة حلب على اكثر من محور عسكري وسياسي
تستمر المعارك في الشمال السوري على اكثر من محور ومنطقة وهي تتسع جغرافياً مع امتداد امدها بينما تبقى مدينة حلب محور معركة جيواستراتيجية إقليمية دولية، تخوضها تركيا بكل قوتها العسكرية ويشارك ضباط اتراك في إدارة العمليات العسكرية على اكثر من محور في مدينة حلب وحولها.
معركة حلب وخصوصا ريفها الشرق حسمت، ويأتي تحول جديد في الموقف التركي وهذه المرة مع الأكراد الذين يفاوضهم اردوغان على قضيتين:
1 – حل القضية الكردية في تركيا عبر ترحيل المقاتلين الأكراد الى إقليم كردستان العراق حيث يتولى رعايتهم مسعود البرزاني رئيس اٌلإقليم.
2 – وقف اطلاق النار في مدينة راس العين على الحدود السورية التركية والتي استنزفت طاقات المسلحين الموالين لتركيا وذهبت بهيبتهم.
تركيا التي تفاوض الأكراد عبر زعيمهم عبدالله اوجلان الموجود في سجونها ، تستمر في قصف قراهم بالطائرات، وتطمح ان يرحل عن كاهلها شبح الجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني عبر اتفاق كان موقع المنار قد أشار اليه قبل أكثر من عام وتحديدا في موقف الجمعة بتاريخ (26 تشرين ثاني 2011). أما على الجبهة السورية فهي تريد أن تريح المسلحين الموالين لها بعد ان شجعتهم على خوض المعركة طوال الفترة السابق. وهذا التغير في الموقف التركي جاء ليمكن المسلحين من التفرغ اكثر لمدينة حلب وإرسال المقاتلين اليها بشكل أكبر خصوصا ان اتساع رقعة الأرض الجغرافية التي بات المسلحون يسيطرون عليها أثر كثيرا على تماسك جبهاتهم ما خلق وضع جديدا تمكن فيه الجيش العربي السوري من احداث اختراقات كبيرة والتفافات واسعة على مناطق سيطرة المسلحين خصوصا في محيط مدينة حلب، حيث يقترب الجيش من فكك الحصار عن معامل الدفاع قرب المدينة وبالتالي فتح طريق بري بين مطار النيرب العسكري ومطار حلب وبالتالي تلقائيا فتح طريق بري الى داخل المدينة.
وفي تفاصيل الاتفاق الذي يعمل على تثبيته بين تركيا وحزب العمال الكردستاني عبر وسطاء اكراد التقوا زعيم حزب العمال عبدالله اوجالان في المسجون في سجن (امرالي – بورصا)، تلتزم تركيا القيام بخطوات جدية لتحسن وضع القومية الكردية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا دون تحديد محاور هذا الالتزام التركي ولا عناوينه في نفس الوقت يغادر مقاتلو حزب العمال جبال قنديل والمناطق الجبلية في تركيا الى إقليم كردستان حيث يتولى امرهم رئيس الإقليم مسعود برزاني الذي يعول على الاستفادة من خبراتهم القتالية في تعزيز قوات البيشمركة التي يقودها وعند اتمام هذه المرحلة تطلق تركيا سراح عبدالله اوجلان. هذا التسريع التركي اتى بعد فشل المسلحين في السيطرة على مدينة رأس العين الكردية على الحدود التركية السورية و بعد فشل السيطرة على ريف إدلب بسبب عقبة الفوعة كما يسميها صقور المعارضة السورية ومن ثم اتت المفاجأة غير السارة عبر فتح الجيش السوري خط إمداد لمدينة حلب واقتراب رتل كبير للجيش من معامل الدفاع عبر طريق التفافي شرق المدينة ما يهدد كل المشروع التركي بالانهيار في الشمال السوري.
معركة الريف الشرقي لحلب: الأهداف والنتائج..
تقوم قوات من الجيش العربي السوري منذ عدة أيام بهجوم واسع يستهدف معاقل المسلحين في الريف الشرقي لمدينة حلب خصوصا في مدينة السفيرة التي يتخذها المسلحون مركزا أساس لمحاصرة معاقل الدفاع، وينوي الجيش السوري فتح خط امداد بري يفك الحصار عن معامل الدفاع ويمكنه من الزحف باتجاه مطار حلب الدولي. وكان رتل تابع للجيش العربي السوري قد ظهر فجأة منذ ثلاثة أسابيع على مشارف بلدة خناصر المجاورة للسفيرة آتيا من حماه وتمكن الرتل من دخول بلدة خناصر بعد معركة عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة الذين كانوا ينتظرون تقدم الرتل من خناصر باتجاه السفيرة ، لكن الرتل المؤلف من ثلاثة آلاف جندي مدعوم بالدبابات غير وجهته بحركة التفافية من جهة الشرق متوجها الى قرية تل عرن حيث تمكن من السيطرة على الحي الغربي منها بعد معركة مع مسلحي المعارضة شارك فيها الى جانبهم مسلحون اكراد. واستمر الرتل بالتقدم باتجاه قرية تل حاصل التي وصلها منذ عدة ايام ويحاول اقامة نقطة عسكرية ثابته في جهتها الغربية حيث الطريق الواصل الى السفيرة ، حلب، مطار النيرب العسكري، وقد ارسلت جبهة النصرة الى المنطقة الف مسلح حيث يعتقد ان المعركة هناك سوف تكون حاسمة لوضع مدينة حلب.
وقامت جبهة النصرة بنقل مسلحيها من مدينة حلب عبر سيارات رباعية الدفع تحمل مدافع رشاشة فيما تقول معلومات المعارضة السورية لموقع المنار ان قائد المجلس العسكري للمعارضة في حلب وريفها (عبد الجبار العكيدي) و قائد لواء التوحيد (عبد القادر الصالح) وصلا الى مدينة السفيرة منذ عدة ايام للإشراف على المعركة بشكل مباشر.
مصادر المعارضة السورية تقول ان تركيا تدرك الهدف الاستراتيجي لتحرك الجيش العربي السوري في الجبهة الشرقية، وهي متخوفة من نجاح هذا التحرك الذي سوف يضع مدينة حلب تحت طوق عسكري سوري من الشرق ومن الغرب ما يخرج المدينة من المعادلة العسكرية ويعطي دفعا عسكريا ومعنويا للنظام في دمشق وهي من اجل هذا الوضع بالتحديد سرعت في عملية التفاوض مع الأكراد التي تحتاجها حاليا.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد