"تذكرة إلى عزارئيل": شباب غزّة يوأدون أحياء
يحكي عبد الله الغول في فيلمه التسجيلي "تذكرة إلى عزرائيل" (30 دقيقة) عن المخاطر التي يواجهها شباب فلسطين أثناء قيامهم بحفر الأنفاق بين غزة ومصر. شريط المخرج الفلسطيني الشاب يشارك حالياً في "مهرجان الإسماعيلية الدولي للفيلم التسجيلي والقصير"، وهو إنتاج مصري فلسطيني مشترك، وقد عرض في السابق على شاشة "الجزيرة الوثائقية".
يتحدث الغول عن صعوبات كثيرة واجهته أثناء تصوير شريطه الأول بعد تخرّجه من "المعهد العالي للسينما في مصر". "يواجه العمال في هذه الأنفاق خطر الموت. وقد مات بعضهم في حوادث متفرقة تحت الأرض"، يقول. "لك أن تتخيل معاناة شعب بأكمله، يحفر بيديه مسافات طويلة، من أجل الحصول على الغذاء".
أراد الغول إنجاز فيلم بأبعاد إنسانيّة، من دون التركيز على الأبعاد السياسيّة. لذلك سلّط الضوء على الشباب غير المنتمين إلى أحزاب سياسيّة، والذين يعملون في حفر الأنفاق، وكيف يواجهون خطر الموت للحصول على أجر زهيد، لا يزيد عن 70 شيكلا إسرائيليا. "أردت ألّا تزيد مدة عرض فيلمي عن 30 دقيقة، رغم التفاصيل والمعلومات الكثيرة المتوفرة حول الموضوع. ولم أتطرّق للجوانب السياسية في القضيّة، رغم أنها شيقة، وتحتوي مفاراقات غريبة". ومن هذه المفارقات مثلاً، يذكر الغول، أنّ أي مواطن فلسطيني لا يستطيع حفر نفق، إلا بعد حصوله على ترخيص من حكومة حماس. لكنّ هذا الترخيص يشمل بداية النفق في غزة، ولا ينسحب على نهايته في الأراضي المصريّة، ما يسبب للعاملين في الحفر مشاكل كثيرة مع أجهزة الأمن المصري. لكن بالرغم من القيود والعراقيل، فإعدد الأنفاق في تزايد مستمر، وقد بلغ حوالي 800 نفق.
ويقول الغول: "تستخدم هذه الأنفاق في جلب الغذاء والمؤن والسلاح من مصر إلى غزة. ويتمّ تمرير الأغنام والماعز والأبقار تحت الأرض أيضاً، في الممرات الضيّقة". ويضيف: "ذات مرّة قررت حكومة حماس افتتاح حديقة حيوانات، فجلبت أسداً من مصر. وأثناء تمريره داخل النفق، استفاق الحيوان المفترس من التخدير، وقتل اثنين ممن كانوا ينقلونه، قبل أن يرديه ثالث بالرصاص. وهذه واحدة من عشرات القصص التي عاشها العاملون في حفر الأنفاق". ويختم: "كلّ ما أتمنّاه أن يحظى العمل بقبول النقاد والجمهور، لأنني تعبت كثيراً في صناعته".
محمد حسن
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد