بعد أزنار وقبل بلير .. بيرلسكوني يدفع ثمن انحيازه لبوش !؟

مازالت واشنطن تتلقى ضربة تلو الأخرى بخسارة مزيد من حلفائها في أوروبا ، وذلك بعد أن منى رئيس الوزراء الايطالى المنتهية ولايته اليمينى سليفيو بيرلسكونى بهزيمة فى الانتخابات التشريعية التي أجريت في التاسع والعاشر من إبريل ، بعد هزيمة حليفها رئيس الوزراء الاسبانى السابق خوسيه ماريا أزنار أمام الاشتراكى خوسيه ثابيترو ، المعارض للحرب على العراق ، في الانتخابات التشريعية التى أجريت في مارس 2004.

    وكانت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التى أعلنتها وزارة الداخلية الايطالية في الثانى عشر من إبريل قد أظهرت أن تحالف اليسار بزعامة رومانو برودي فاز بأغلبية المقاعد في مجلسي البرلمان: مجلس النواب ويضم 360 مقعدا، ومجلس الشيوخ ويتشكل من 315 مقعدا ، ووفقا لتلك النتائج ، حصل تحالف برودى على 49.8% من الأصوات المخصصة لمجلس النواب مقابل 49.73% لتحالف اليمين بزعامة بير لسكونى، وبذلك فاز ائتلاف برودي بـ340 مقعدا من أصل 630 مقعدا في مجلس النواب فى حين حصل تحالف اليمين على 277 مقعدا.

   كما أظهرت النتائج أيضا أن التحالف الذي يتزعمه بيرلسكوني المعروف باسم "بيت الحريات" قد خسر أيضا أمام تحالف اليسار في مجلس الشيوخ بحصوله على 156 مقعدا ، مقابل 158 مقعدا لتحالف اليسار وذلك بعد أن حسمت أصوات الايطاليين المقيمين في الخارج الأمر لمصلحة تحالف اليسار رغم أن تحالف بيرلسكونى كان يتقدم وفقا للنتائج شبه النهائية بفارق مقعد عن تحالف اليسار " 156 مقابل 155 " .

   وفي أولى ردود الأفعال على تلك النتائج ، شكك "بيت الحريات" في دقتها وطالب بإعادة فرز دقيق للأصوات والتحقق من محاضر الفرز ، وأعلن باولو بونايوتي المتحدث باسم بيرلسكوني أنه يعترض على أن يكون تحالف اليسار قد فاز سياسيا في الانتخابات، وذلك بالنظر إلى تقدم "بيت الحريات" في مجلس الشيوخ .

   وأضاف بونايوتي أن فارق الفوز في مجلس الشيوخ 25 ألف صوت، وهو جزء ضئيل من مجموع الناخبين الإيطاليين البالغ عددهم 47 مليون صوت ، مايمنح ائتلاف بيرلسكوني حق إعادة فرز الأصوات وتقديم طعن قانوني في نتيجة الانتخابات ، وقال :"الفارق بسيط جدا إلى درجة أنه علينا التأكد من الأصوات الباطلة لا سيّما تلك التي اعترض عليها مندوبونا في المراكز الانتخابية".

   ورد ائتلاف برودي على ذلك بالقول إن من خسر في الانتخابات يواسي نفسه بتلك الطريقة ، وعبر برودي عن فرحته بالفوز وقال فى مؤتمر صحفى عقده بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات إنه لايوجد خلاف فيما يتعلق بنتائج تلك الانتخابات ،واستطرد قائلا :" لا يوجد أى قلق من جانبنا حول هذه النتائج ،ولقد تمت هذة الانتخابات وفقا للقانون الايطالى وليس قانوننا نحن" ، وأعلن برودي أنه بات يملك سلطة قيادة البلاد للسنوات الخمس القادمة بالرغم من الهامش البسيط الذي مكّنه من الفوز ، وأشار إلى أن حكومته ستكون لجميع الايطاليين .

 ويتساءل البعض " هل ينجح برودى فى تشكيل حكومة مستقرة وماتداعيات فوز برودى وهزيمة بيرلسكونى ؟".

   يرى مراقبون أن تشكيل حكومة جديدة قد يكون صعبا في ضوء حصول برودى على أغلبية ضئيلة في الانتخابات ، وأنه بالرغم من أن برودي أمن أغلبية في البرلمان بمجلسيه إلا أن الهامش الضيق الذي فاز به سيجعل من الصعب عليه حكم البلاد ، مما يجعل إجراء انتخابات جديدة أمرا محتملا.

   وأكد المراقبون أن التحدى الرئيس أمام برودي بعد فوزه هو تشكيل حكومة مستقرة تمكنه من تنفيذ وعوده الانتخابية خاصة البرنامج الاقتصادي بعد أن وعد أثناء الحملة الانتخابية بتخفيض ضرائب الأعمال وإيجاد حلول لوقف تصاعد الدين القومي ، وتغيير قوانين مكافحة الاحتكار التي صدرت خلال حكم منافسه،وتمرير مشروع قانون عن تضارب المصالح سيجبر بيرلسكوني على الاختيار بين السياسية ومصالحه المالية الممتدة عبر التليفزيون والسينما والكتب والمجلات وفريق اسي ميلانو أحد أشهر أندية كرة القدم في إيطاليا ، بالإضافة إلى وعوده بمنح مساعدة شهرية للعائلات بقيمة 200 يورو عن كل ولد ما دون الثامنة عشرة، في وقت تسجل ايطاليا معدل ولادات يعتبر من الأكثر تدنيا في أوروبا ولا يكفي لضمان تجدد الأجيال.

   وأوضح المراقبون أن الجانب الاقتصادى حسم بدرجة كبيرة المعركة لصالح اليسار وأن بيرلسكوني دفع ثمن بطء النمو الاقتصادي في عهده واستياء الرأي العام من تحالفه مع الولايات المتحدة على حساب العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي ، وإرساله قوات ايطالية للعراق.

   ورغم أن حكومة بيرلسكوني تعتبر الأكثر استقرارا وبقاء في السلطة منذ الحرب العالمية الثانية ، إلا أنه ، وفقا للمراقبين ، فإن بيرلسكوني دفع أيضا ثمن اتهامات الفساد التي وجهت له منذ دخوله الحلبة السياسية في إيطاليا منذ نحو 12 عاماً ، حيث واجه عدداً من الاتهامات الجنائية من بينها تهم برشوة القضاة والقيام بتبرعات غير قانونية للأحزاب السياسية ، ورغم أن هذه التهم لم تسفر أبداً عن أحكام قضائية بالإدانة ، إلا أنها نالت من شعبيته ،كما بلغ إنفاق الملياردير صاحب الإمبراطورية الإعلامية ثلاثة أضعاف إنفاق نظيره برودي على الحملة الانتخابية، ولذلك وصف البعض الانتخابات الأخيرة بأنها بمثابة تصويت إما مع بيرلسكوني وإما ضده.

   وتوقع المراقبون أن يؤدى فوز برودي إلى إعادة نظر في توجهات السياسة الخارجية الايطالية ، بعد أن أكد إثر الإعلان عن فوزه أنه سيتخذ قرارا بسحب القوات الايطالية البالغ عددها حوالى ثلاثة آلاف جندى بأسرع وقت ممكن ، كما تبنى موقفا معتدلا بشأن الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس بدعوته الأوروبيين إلى مراجعة موقفهم بشأن تجميد المساعدات لتلك الحكومة وإلى الاعتراف بفوز حماس فى الانتخابات التشريعية ومن المتوقع أيضا أن يعتمد موقفا أكثر توازنا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد أن اعتمد بيرلسكوني موقفا اعتبر أكثر انحيازا لإسرائيل.

   وأشار المراقبون إلى أن هزيمة بيرلسكوني ستحرم الرئيس الأمريكي جورج بوش من أحد الحلفاء الأقوياء الذي سانده فى حربه على العراق ، كما أن برودى سيسعى بعد فوزه إلى تقوية علاقات روما مع الاتحاد الأوروبي، بدوله الخمس والعشرين، على حساب العلاقة القوية التي كانت تربط واشنطن ببيرلسكوني ، المشكك في الاتحاد الأوروبي.

  الانتخابات الايطالية .. منافسة شرسة ونتائج غامضة

   يبلغ عدد الناخبين الإيطاليين المؤهلين للمشاركة في الانتخابات 47 مليون شخص، منهم ثلاثة ملايين إيطالي يقيمون بالخارج، وتميزت الانتخابات الاخيرة بأنه شارك فيها للمرة الأولى المقيمون في الخارج كما أنها أجريت على مدى يومين ، وذلك وفقا لقانون انتخابى جديد وضع مؤخرا ، وأدلي الناخبون الإيطاليون بأصواتهم لصالح أحزاب وليس أفراد وانحازت الأحزاب المختلفة في الانتخابات الإيطالية إما إلى تيار اليمين بزعامة بيرلسكوني، أو تيار اليسار بزعامة برودي.

   وبحسب القانون الانتخابي الجديد فإن الائتلاف الفائز بالانتخابات سيحصل تلقائيا على 55 % من مقاعد البرلمان ، ويتمتع مجلسى البرلمان بسلطة متعادلة في النظام الايطالي، ولذا يجب على أي ائتلاف أن يفوز بالمجلسين ليتجنب مواجهة أزمة برلمانية ، وشهدت الحملة الانتخابية تبادلاً للاتهامات الشخصية البذيئة بين برودى وبيرلسكونى ، وهو ما أزعج المواطنين في إيطاليا، إذ قال أحدهم :"لست سعيداً بطريقة سير الحملات الانتخابية، فالسياسيين لم يركزوا على توضيح خططهم السياسية والاقتصادية".

برودى يلحق ثانى هزيمة بغريمه بيرلسكونى

   وقال بيرلسكوني، الذي يتسم بتصريحاته النارية، ويعتبر أطول من تولى رئاسة الوزراء في إيطاليا - خمس سنوات - في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، :" إذا صوّت الناخبون لصالح التحالف الذي يمثله برودي، فإنهم بذلك يختارون الشيوعية ، وفيما تعهد بيرلسكوني بخفض الضرائب وزيادة المعاشات، تعهد برودي بإحداث قفزة للاقتصاد الإيطالي، الذي لم يحقق نموا على الإطلاق (صفر) خلال عام 2005.

   وألقى برودي بمسئولية الاضطرابات المالية التي تعاني منها البلاد على السياسات الاقتصادية الضعيفة التي انتهجتها حكومة بيرلسكوني ، وقال إنه سيسحب قوات بلاده من العراق فور فوز ائتلافه في الانتخابات ، وأثارت النتائج الاولية للانتخابات الايطالية التي أظهرت فوز اليسار في مجلس النواب وتقدم تحالف بيرلسكونى فى مجلس الشيوخ مخاوف من دخوا ايطاليا في أزمة دستورية قد تمتد شهورا ، يسودها الترقب وعدم الاستقرار وصولا إلى تنظيم انتخابات جديدة ، وتوقف مصير البلاد المنقسمة بين معسكرين متخاصمين متساويين في القوة على نتائج أصوات الايطاليين المقيمين في الخارج الممثلين بستة مقاعد في مجلس الشيوخ .

   ومع فارق 25 ألف صوت تقريبا عن اليمين حصل الائتلاف اليساري الايطالي بزعامة رومانو برودي وفق قانون الانتخابات الايطالي على 340 من أصل 630 مقعدا في مجلس النواب وهي أكثرية مريحة ، ولكن انتخابات مجلس الشيوخ أعطت 155 مقعدا من أصل 315 إلى التحالف اليميني بزعامة سيلفيو بيرلسكوني مقابل 154 مقعدا لبرودي ولذلك كانت المقاعد الستة التي تمثل ايطاليي الخارج حاسمة ، وبالفعل حسمت الموقف لصالح تحالف برودى بعد أن حصل على أربعة من تلك المقاعد ليحقق بذلك غالبية مقاعد مجلس الشيوخ (158 من أصل 315).

   وينص الدستور الايطالى على اجتماع غرفتي البرلمان الجديد اعتبارا من 28 إبريل لتحديد رئيسيهما وتشكيل الكتل البرلمانية ، وخلال 15 يوما أي قبل 13 مايو 2006 ، يفترض أن ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية مع انتهاء ولاية كارلو تشامبي التي استمرت سبع سنوات في 18 مايو. ويشكل اختيار شخصية قادرة على الحصول على الاصوات اللازمة للفوز بالمنصب أول اختبار للنواب الجدد ، وفي غياب مرشح آخر يحتمل إعادة انتخاب تشامبي الذي يحظى برضا كافة الأطراف. ويلعب الرئيس الجديد دورا حاسما في الاحداث اللاحقة فإليه يعود تكليف رئيس الوزراء.

   ويصعب توقع ما سيكون عليه الوضع بعد فوز اليسار في مجلسي النواب والشيوخ بأغلبية ضئيلة. فقبل الانتخابات أعلن رومانو برودي رفضه تشكيل "ائتلاف كبير" على الطريقة الألمانية ، وقال حينها :"إذا كانت النتائج متقاربة ينبغي إعادة الانتخابات" ، كما رفض تحالف بيرلسكونى هو الآخر سيناريو تشكيل ائتلاف واسع. وأعرب جيانفرانكو فيني نائب رئيس الوزراء في حكومة بيرلسكوني عن تأييده إعادة الانتخابات بأسرع وقت في حال عدم فوز أي من الطرفين بأغلبية مريحة ولكنه قال حينها إن ذلك لن يكون ممكنا إلا في حال موافقة رئيس الدولة.

   ويمكن لرئيس الدولة أن يسعى إلى تشكيل حكومة تكنوقراط ، حتي يتم حسم تشكيل الحكومة الجديدة ، لكن الاحزاب الرئيسة ترفض هذه الفكرة ، ويفترض خلال هذه الفترة تنظيم انتخابات بلدية في 28 و29 مايو في 1267 بلدية وتجديد السلطات في ثماني مقاطعات وفي جزيرة صقلية ، وقبل نهاية يونيو يفترض تنظيم استفتاء حول التعديل الدستوري الذي يمنح مزيدا من الصلاحيات لرئيس الحكومة وبعض الصلاحيات إلى المناطق ، ويري مراقبون أن التكهن بالوضع السياسى الايطالى في الفترة المقبلة أصبح أكثر صعوبة في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية.

   بيرلسكونى يدفع ثمن غروره

   ولد بيرلسكوني عام 1936 في ميلانو (شمال ايطاليا) في عائلة موظف مصرف وأظهر باكرا موهبة في مجال الاعمال والتواصل مع الناس ، وقد عمل بائعا ثم مغنيا خلال الخمسينات وجمع ثروته من العقارات عبر بناء مجمعات سكنية قرب مسقط رأسه ، وعبر تجهيز هذه المساكن بالقنوات التليفزيونية المشفرة وضع اللبنة الثانية في ثروته: الامبراطورية التليفزيونية "ميدياسيت" التي تدخل قنواتها الثلاث اليوم منازل جميع الايطاليين.

   لكن هذا النجاح لم يتحقق من دون اتصالات كثيفة بعالم السياسة والمال خصوصا حين وطد بيرلسكوني علاقته ببيتينو كراكسي رئيس المجلس الاشتراكي في الثمانينات الذي أصبح مرشده قبل فضيحة عام 1993 اضطرته للرحيل إلى تونس حيث توفي ، وعلى غرار أي ثري ايطالي ارتبط اسمه بنادي كرة قدم ووقع اختياره على نادي ميلان الذي أنقذه عام 1986 من الافلاس وجعله أحد أبرز النوادي في أوروبا.

   ومع دخوله عالم السياسة عام 1994 بلغ رأسمال مجموعته "فينينفست" 12 مليار يورو الامر الذي جعله يحتل المرتبة الخامسة والعشرين على لائحة الاشخاص الاغنى في العالم ، وفي هذه المرحلة ايضا بدأت متاعبه مع القضاء الايطالي الذي طرح تساؤلات حول مصدر جزء من هذه الثروة ، ومنذ أعوام يعيش بيرلسكوني "سباقا" مع القضاء ولا يزال يحاكم في ثلاث قضايا لكنه لم يدن ابدا وبرئ على الدوام أو اطلق سراحه لعدم كفاية الادلة.

   ولد بيرلسكونى سياسيا مع تأسيسه حزب "فورتسا ايطاليا" (الى الامام) عام 1994 على انقاض الديمقراطية المسيحية وشكل حكومته الاولى التي لم تدم سوى سبعة اشهر بعدما انسحبت منها رابطة الشمال العنصرية ، لكن فوزه الثاني عام 2001 اتاح له في المقابل ان يصمد في الحكم ولاية تشريعية كاملة وهو رقم قياسي في ايطاليا ما بعد الحرب.

   ويعرف عن بيرلسكونى أنه ليبرالي في الاقتصاد محافظ من دون مبالغة على الصعيد الاجتماعي مناهض حاد للشيوعية وحليف للامريكيين اكثر من كونه حليفا لاوروبا طوال ولايته التي استمرت خمس سنوات إلى درجة دعم فيها الرئيس جورج بوش في حربه في العراق رغم معارضة الرأي العام الايطالي ، وبيرلسكوني الذي يهزأ خصومه باساليبه الشعبوية والخادعة وعد الايطاليين عام 2001 بأن ينجح في ادارة البلد كما نجح في الاعمال لكنه لم يف بوعده لان الاقتصاد الايطالي يعاني ازمة في مواجهة العولمة تجلت في نسبة نمو معدومة في عام 2005 .

برودى تعهد بالإسراع بسحب القوات الايطالية من العراق

   وأصيب سيلفيو بيرلسكوني بأكبر نكسة في حياته السياسية إثر الهزيمة التي لحقت به في الانتخابات التشريعية الأخيرة بعدما رفض الناخبون الايطاليون منحه الثقة ، وعاقبه الناخبون على غروره وكبريائه ، وركز بيرلسكونى ، الملياردير ورئيس الوزراء منذ عام 2001، حملته الانتخابية على شخصه وشبه نفسه خلال حملته الانتخابية بيسوع المسيح ونابوليون وتشرتشل ولم تراوده أبدا فكرة الهزيمة وحول الانتخابات التشريعية إلى استفتاء حول بقائه في السلطة ، ولم تترك الحملة الانتخابية الهجومية التي أطلقها بيرلسكوني وركزت على شخصه أي مجال لبروز حلفائه وعلى رأسهم جان فرانكو فيني زعيم التحالف الوطني وبييرفيرديناندو كازيني الذي قاد حملة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

   ونظرا لما يعرف عن بيرلسكوني من غرور كبير فإن البعض يشكك في قدرته على قبول دور زعيم المعارضة ، كما أنه فى معسكر بيرلسكوني الذي تتراوح توجهاته بين اليمين المعتدل واليمين المتطرف تعالت أصوات مطالبة بطي صفحة "حقبة بيرلسكوني" وبوضع مستقبل اليمين المعتدل بين يدي شخصية لا تثير جدلا ، خاصة بعد تراجع حزب فورتسا ايطاليا في الانتخابات الاخيرة حيث لم يحصل الا على 20 بالمائة من الاصوات في مقابل 29.4% في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2001.

  برودى .. مهمة شاقة

   تولى منصب رئيس الوزراء في ايطاليا بعد أن هزم بيرلسكوني في انتخابات عام 1996، وشغل أيضا في السابق منصب رئيس المفوضية الأوروبية، وهي أعلى سلطة تنفيذية للاتحاد الأوروبي ، وبعد فشل وعود بيرلسكوني ، اختارت نسبة كبيرة من الايطاليين اليسار الذي يتزعمه رومانو برودي لإخراجهم من الأزمة الاقصادية الحالية في البلاد ، ويرث برودي أوضاعا اقتصادية صعبة مع نسبة نمو شبه معدومة وعجز تقدر نسبته بـ 3.8% من اجمالي الناتج الداخلي ودين يقدر بـ 108% من اجمالي الناتج الداخلي في 2006.

   وسيتعين على برودى الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية أن يحترم الوعود التي قطعها بعدم فرض ضرائب إضافية على جميع الايطاليين، بل فقط أصحاب الدخل المرتفع ، واستعادة "ما لا يقل عن ثلث" المبالغ التي تهرب من الضرائب وتقدر عموما بـ"مائتي مليار يورو".

جهان مصطفى