انعدام ثقة وتخبط مضاربين في أسواق المال العربية
«تشهد حركة التداولات اليومية في عدد من الأسواق العربية تقلبات حادة في الجلسة الواحدة، و «أصبح شبه طبيعي ان تفتح هذه الاسواق على ارتفاعات حادة وتختتم تداولاتها على انخفاضات حادة أيضاً والعكس صحيح»، بحسب تقرير «شعاع كابيتال» الأسبوعي.
ويقول مستشار «شعاع كابيتال» أحمد السامرائي إن «الثقة شبه المنعدمة التي بدأت تطغى على غالبية المضاربين أصبحت الخطر الرئيس على هذه الأسواق، خصوصاً على المستثمرين من الفئات كافة، الذين يدخلون الى أسواق المال كقناة استثمارية ادخارية طويلة الأمد. فتخبط المضاربين «هو ما يبرر كثرة وسرعة التقلبات التي تشهدها اسواق عربية عدة خلال الفترة الحالية، ويبقي باب التأرجح مفتوحاً خلال الفترة القريبة القادمة على الأكثر».
ويختتم السامرائي تحليله بالقول «إن النتيجة الواضحة لهذا التخبط في الأسواق هو التأرجح في الأسعار الذي نشهده كل يوم مع اختلافات طفيفة بين اغلاق اليوم وغداً نتيجة الحذر الذي يشوب التعاملات اليومية، ما يعتبر أفضل بكثير من الدخول في مراهنات ومضاربات على أسهم معينة، من دون وجود دوافع حقيقية لاقتناء هذا السهم او ذاك.
«إلا ان هذه الظاهرة لم تختفِ كلياً نتيجة النفوذ الذي يمتلكه كثير من المضاربين في مختلف أسواقنا العربية. ولم تنفع إعلانات ارباح الشركات خلال الربع الاول في دفع الاوضاع نحو الاستقرار، بل ضاع تأثير هذه الإعلانات وسط الأنباء المتضاربة من هنا وهناك. فتارة حول الاوضاع السياسية ومدى تأثيرها على المنطقة وتارة حول ارتفاع اسعار النفط والذهب. كما لعب سعر صرف الدولار، الذي ترتبط به العملات المحلية كافة لدول المنطقة العربية دوراً اضافياً في زعزعة هدوء الاسواق وسط استمرار انخفاض الدولار».
وبالنسبة إلى أداء اسواق المال العربية خلال الأسبوع الماضي، شهدت السوق السعودية تأرجحاً حاداً ضمن أكثر من 1700 نقطة، تحرك خلالها المؤشر صعوداً ونزولاً وسط عمليات مضاربة كثيفة أذنت بتراجع اعداد المستثمرين، وعودة المضاربين، لتقوم السلطات بالتدخل من جديد في محاولة لإنقاذ الوضع من خلال إصدار توجيهات للسيطرة على تحركات السوق وفق أسس علمية صحيحة. وقد شهد الاسبوع الماضي ارتفاع قيمة التداولات بنسبة 49 في المئة مع ارتفاع المؤشر بواقع 313.1 نقطة وبنسبة 2.36 في المئة حيث أقفل عند مستوى 13574.99 نقطة.
وسيطرت على السوق الكويتية حال من الرتابة والإداء الأفقي المتأرجح مع استمرار تراجع أحجام التداولات للمستثمرين الذين لم تشجعهم نتائج وأرباح الربع الأول التي اعلنت عنها اكثر من 24 شركة مدرجة في السوق، مظهرة ارتفاعاً جاوزت نسبته 40 في المئة مقارنة بأرباح الفترة نفسها من العام الماضي. و تراجع مؤشر السوق بواقع 81 نقطة وبنسبة 0.70 في المئة ليستقر عند 10254.8 نقطة.
وفي البحرين، تمكنت أسهم مصرف السلام من احتلال المركز الأول بحجم التداولات خلال يوم واحد فقط، حيث أدرج السهم في السوق الجديدة التي انشأتها ادارة بورصة البحرين، والتي تتداول الاسهم الحديثة الإدراج فيها فقط. وبلغ مجموع اسهم السلام المتداولة 1.43 مليون سهم. وقد واصل مؤشر السوق تراجعه بواقع 33.95 نقطة ليستقر عند مستوى 2106.05 نقطة كالأسواق المجاورة كافة والتي أثرت نتائجها في شكل غير مباشر على أداء المؤشر البحريني.
وعلى رغم ارتفاعات السوق القطرية في منتصف الاسبوع، التي جاءت على إثر الإعلان عن ارتفاع اجمالي الارباح الصافية لشركات السوق بنسبة 21 في المئة، وبلوغ قيمة التداولات 1.5 بليون ريال، كان التراجع من نصيب المؤشر الذي خسر بواقع 301.99 نقطة مقفلاً عند مستوى 9142.45 نقطة، نتيجة عمليات جني ارباح سريعة قام بها كثير من المستثمرين.
وقاد قطاع المصارف السوق العُمانية للانخفاض إثر سيطرته على 59 في المئة من حجم الاسهم المتداولة، ليتراجع المؤشر بواقع 82.06 نقطة مستقراً عند مستوى 5177.61 نقطة، متجاوزاً بذلك الإعلانات كافة الصادرة عن كثير من الشركات حول نتائج اعمالها خلال الربع الاول، والذي يكون له عادة تأثير شبه منعدم مقارنة بالإعلان عن النتائج نصف السنوية او في نهاية السنة المالية للشركات.
وفي مصر، لم تتأثر أسواق المال كثيراً بانفجارات مدينة دهب على البحر الاحمر، بسبب العطلة الطويلة التي أغلقت السوق على إثرها ليتراجع المؤشر بعد ذلك نتيجة أحداث سيناء، ومن ثم يعود خلال الجلسة الاخيرة ليرتفع بنسبة 0.81 في المئة، لتنهي السوق أسبوعها القصير بانخفاض بواقع 568.58 نقطة وبنسبة 1 في المئة مستقرة عند مستوى 56359.02 نقطة .
اما في الأردن، وعلى رغم ارتفاع حجم التداولات بنسبة 31 في المئة، تراجع مؤشر سوق عمان بعد عمليات جني الأرباح أفقدت المؤشر 27 نقطة ليتراجع بنسبة 0.39 في المئة مستقراً عند مستوى 7039.75 نقطة. ويتوقع ان تشهد السوق خلال الفترة القادمة تراجعاً حذراً قبل ان تعاود الصعود استعداداً للدخول في فصل الصيف الذي يتميز بحركة اقتصادية نشيطة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد