اليونيسيف: 1.5 مليون طفل يموتون سنوياً بسبب انعدام وسائل النظافة
«التقدم من أجل الأطفال» عنوان التقرير الدوري وهو الخامس من السلسلة التي تصدرها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بهدف مراجعة التقدم من أجل الأطفال نحو تحقيق أهداف التنمية الألفية، والتقرير يقيس أداء دول العالم ومناطقة واقاليمه في مجالي المياه والصرف الصحي..
المديرة التنفيذية لليونيسيف وتحت عنوان المياه والصرف الصحي وأهداف الألفية قدمت للتقرير قائلة:
يقدر عدد الأطفال دون سن الخامسة، الذين يتوفون سنوياً بسبب الاسهال، نتيجة استخدامهم مياه الشرب غير المأمونة وافتقارهم الى مرافق الصرف الصحي الأساسية ووسائل النظافة الشخصية بأكثر من /1.5/ مليون طفل، وتؤكد هذه الاحصاءات المأساوية حاجة العالم الى الوفاء بالتزامه بتحقيق هدف التنمية الألفية المعني بالمياه والصرف الصحي «الهدف السابع» الذي يهدف الى خفض نسبة السكان الذين لا تتوافر لهم فرصة مستدامة للحصول على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية بمقدار النصف بحلول عام 2015.
غير ان أولئك الأطفال الذي يتوفون ليسوا بأي حال، الأطفال الوحيدين المتأثرين، فملايين الأطفال غيرهم عطلت أمراض الاسهال أو الأمراض ذات العلاقة بالمياه نماءهم وتطورهم، وأضعفت صحتهم، وفي المجموع يوجد أكثر من مليار شخص لا تتوفر له امكانية الحصول على مياه الشرب من مصادر محسنة وحوالي /2.6/ مليار شخص من دون مرافق صرف صحي أساسية مع أن أسس الحياة الصحية السليمة هذه تعتبرها غالبية سكان كوكب الأرض من المسلمات.
ومع أن المياه والصرف الصحي عنصران حيويان في حد ذاتهما إلا أنهما متطلبان أساسيان مهمان لخفض معدلات وفيات الأطفال والأمهات «الهدفان 4و 5 من أهداف التنمية الألفية» ولمكافحة الأمراض «الهدف 6». وهما أيضاً عاملان مهمان لخفض مستوى نقص التغذية لدى الأطفال «الهدف 1/ ولتحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي «الهدف 2». والفتيات ـ على وجه الخصوص ـ من المحتمل ان يبقين على مقاعد الدراسة مدة أطول عندما يقللن من الفترات الزمنية التي يقضينها في جلب المياه، وعندما تتوافر لهن مرافق الصرف الصحي الملائمة في المدارس.
يؤكد التقرير ان الماء كالهواء الذي نتنفسه أحد المقومات الأساسية لحياة الانسان، ومع ذلك ومن سخرية الأقدار فإن هذا العنصر الجوهري للبقاء على قيد الحياة يمكن ان تكون له آثار ضارة على تلك الحياة ان لم يكن مصدره خالياً من التلوث والعدوى. وان الملوث الأكثر توقعاً للمياه هو المخلفات البشرية التي لم يتم التخلص منها والتي تنتشر نتيجة نقص مرافق الصرف الصحي الأساسية والافتقار الى النظافة الشخصية.
إن صغار الأطفال أكثر تعرضاً من أية فئة عمرية أخرى للتأثيرات المرضية الناجمة عن تناول مياه الشرب غير المأمونة، وتناول كميات غير كافية من المياه وضعف مستوى المرافق الصحية ونقص سبل النظافة الشخصية، وعلى الصعيد العالمي يتوفى /10.5/مليون طفل دون سن الخامسة سنوياً ومعظم هذه الوفيات يقع في الدول الآخذة في النمو، كما أن الافتقار الى مياه الشرب المأمونة والى مرافق الصرف الصحي وسبل النظافة الشخصية الملائمة يسهم في حدوث الأمراض القاتلة الرئيسة للأطفال دون سن الخامسة، بما فيها الأمراض الناجمة عن الاسهال وذات الرئة «الالتهاب الرئوي» والاعتلالات وحالات نقص الوزن التي تصيب الأطفال حديثي الولادة.
وهذا يعني ان الهدف 7 من أهداف التنمية الألفية «ضمان الاستدامة البيئية» وما يرتبط به من غايات يسعى العالم الى تحقيقها بحلول عام 2015، وهي: خفض نسبة السكان الذين لا تتوافر لهم فرصة مستدامة للحصول على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية، تعتبر كلها غايات ملائمة وحيوية للأطفال، ويحظى هذا الهدف السابع أيضاً بأهمية حاسمة فيما يتعلق بتحسين التغذية والتعليم، ومكانة المرأة كما أن النجاح في هذا المجال سيؤدي دوراً رئيساً في تحديد إذا ما كان العالم سيحقق كل غايات أهداف التنمية الألفية.
وعلى الصعيد العالمي، هناك أكثر من 125 مليون طفل دون سن الخامسة يعيشون في أسر لا تتوافر لها امكانية الوصول الى مصادر مياه الشرب المحسنة، وأكثر من 280 مليون طفل دون سن الخامسة يقيمون في أسر لا تمتلك فرصة الوصول الى مرافق الصرف الصحي المحسنة، وكل طفل من هؤلاء الأطفال شخص فريد في حد ذاته انتهكت حقوقه وصحته مهددة بالمخاطر منذ ولادته بسبب افتقاره الى الحصول على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية.
والنظافة الشخصية هي الأخرى أيضاً جزء لا يمكن الاستغناء عنه في هذه المعادلة، فمجرد غسل الأيدي له مضامين مهمة لصحة الأطفال وبقائهم عن طريق خفض المراضة «حالات الإصابة بالمرض» وحالات الوفاة المتعلقة بالاسهال والالتهاب الرئوي والأمراض المعدية الأخرى.
ان الأطفال والكبار، الذين يستخدمون المياه التي يحصلون عليها من الآبار المحفورة أو الأنهار، أو البحيرات أو الجداول والسيول، لأغراض الشرب معرضون للإصابة بعدوى الأمراض المنقولة عن طريق المياه إذا كانت مرافق الصرف الصحي رديئة المستوى، وهناك عدد ضئيل جداً من السكان الذين يستفيدون من متعة الحصول على المياه المأمونة والملائمة، التي تمت معالجتها في ظروف مسيطر عليها وتم نقلها عبر الأنابيب الى منازلهم أو مجمعاتهم السكنية.
وفيما بين طرفي النقيض: المياه المأمونة والمياه غير المأمونة، هناك مصادر لمياه الشرب من المرجح ان تكون مأمونة ويشار اليها بتعبير «المصادر المحسنة» ومن بين تلك المصادر الأنابيب القائمة العامة والآبار الأنبوبية أو الثقوب البئرية المحفورة والآبار المحفورة المحمية والينابيع المحمية ومياه الأمطار.
تشير أحدث التقديرات التي أعدها برنامج المراقبة المشتركة للمياه والصرف الصحي «وهو برنامج تقوم بتنفيذه منظمة الصحة العالمية بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان التغطية العالمية بهذه الخدمات ازدادت من 78 في المئة عام 1990 الى 83 في المئة عام 2004. وهذا يعني أن أكثر من /1.2/ مليار شخص حصلوا على فرصة الوصول الى مصادر مياه الشرب المحسنة خلال تلك الفترة وإذا ما استمر الاتجاه الحالي للتقدم فإن دول العالم تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق غايتها من هدف التنمية الألفية المتعلقة بالمياه /89 في المئة/ بحلول عام 2015. مع أن أكثر من مليار شخص كانوا يفتقرون الى فرصة الوصول الى مصادر مياه الشرب المحسنة عام 2004، وان مواكبة النمو السكاني في هذا المجال تبقى تحدياً رئيساً.
هناك حوالي /2.6/ مليار شخص في العالم؛ أي اثنين من كل خمسة أشخاص، لا تتوافر لهم امكانية الوصول الى مرافق الصرف الصحي المحسنة، وحوالي /2/ ملياري شخص من هؤلاء الناس يعيشون في المناطق الريفية ويكاد أكثر من ثلث السكان يستعمل مرافق الصرف الصحي الملائمة في غرب ووسط أفريقيا /36 في المئة/ وفي جنوب آسيا /37 في المئة/ وفي شرق وجنوب إفريقيا /38 في المئة/.
مرافق الصرف الصحي «المحسنة» هي تلك التي تخفض فرص تماس السكان مع براز الانسان ومن المحتمل ان تتمتع تلك المرافق بنظافة صحية أكثر مما تتمتع به المرافق غير المحسنة، وهذه المرافق المحسنة تشتمل على مراحيض تقوم بتصريف النفايات في شبكة للمجاري عبر الأنابيب أو في حفرة امتصاصية أو في حفرة إضافة الى حفر المراحيض الجافة المنشأة والمجهزة بغطاء ولا تعتبر هذه المرافق محسنة إلا إذا كانت مراحيض خاصة وغير مشتركة مع الأسر الأخرى.
ارتفع مستوى التغطية بمرافق الصرف الصحي على المستوى العالمي من 49 في المئة عام 1990 الى 59 في المئة عام 2004 وتوافرت لحوالي /1.2/ مليار شخص امكانية الوصول الى مرافق الصرف الصحي المحسنة خلال تلك الفترة ومع ذلك فإن دول العالم لا تحقق تقدماً كافياً لتحقيق غاية الصرف الصحي من هدف التنمية الألفية، ولكي تبلغ الدول تلك الغاية يجب مضاعفة معدل التحسن الذي تحقق على مدى الخمس عشرة سنة الماضية ابتداء من تاريخ هذا التقرير وحتى عام 2015 وإذا استمرت الاتجاهات الحالية للتقدم فسيكون هناك حوالي /2.4/ مليار شخص من دون مرافق الصرف الصحي الأساسية في عام 2015 وذلك راجع في جزء منه الى النمو السكاني.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد