"الهويات المشعورة" مقبولة في مؤسسات الدولة أخيراً

13-04-2015

"الهويات المشعورة" مقبولة في مؤسسات الدولة أخيراً

يصفن الموظف، يرفع نظارته، و يرمق المواطن الواقف أمامه من تحت النظارة مع تعابير في الوجه مع هزة خفيفة بنظرة تعني " كمشتك " أو " ممم إنت منهون "، قبل أن يرمي البطاقة في أحسن الاحوال على الطاولة.

ليش هويتك مكسورة ( أو مشعورة ) " .. " انزل من السيارة " ، " روح ع التفييش " " وقف ع جنب " ، هو حال المواطن المفجوع بـ " شعر " أو " كسر " في البطاقة الشخصية ، الغير متينة الصنع أصلا ، كونها مصنوعة من مادة بلاستيكية هشة سهلت الكسر .

وعانى آلاف السوريين خلال الأشهر الأولى من الحرب التي تشهدها البلاد جراء وجود كسر في بطاقتهم الشخصية أو " شِعر " فيها، ولا سيما في المناطق التي شهدت مظاهرات وفوضى أمنية في مطلع 2011.

حيث دأبت الوسائل الإعلامية التي تغذي المعارك الدائرة في البلاد على ترسيخ فكرة أن قوى الأمن الداخلي وحواجز الجيش السوري عملت على كسر البطاقة الشخصية كنوع من الدلالة على أن حامل هذه البطاقة خرج في مظاهرة ضد الدولة السورية أو نظام الحكم القائم فيها.
من جهته ، نادى شيخ " الثورة السورية " وأحد أبرز عرابيها ، عدنان العرعور ، بكسر البطاقة الشخصية ، كدلالة على رفض " النظام القائم " وهو الأمر الذي لباه عدد كبير من أتباعه، لا سيما من كانوا يقرعون الطناجر، أو مؤمنين بفكرة أن " قرع الطناجر " يقرب من سقوط النظام .

وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، عانى خلالها أي مواطن سوري تتعرض بطاقته لكسر ، حتى لو جلس عليها وكانت في جيبه الخلفي ، لمشكلات عدة على الحواجز الأمنية أو الدوائر الحكومية، طلبت رئاسة مجلس الوزراء من الوزارات، والجهات العامة كافةً، قبول البطاقات الشخصية المشعورة، التي لم تفقد أي جزءٍ منها في جميع المعاملات الخاصة بالمواطنين.

ووفق صحيفة رسمية، جاء ذلك ضمن تعميمِ أصدرته الرئاسة، لتخفيف الضغط على المواطنين وعلى أمانات السجل المدني في سوريا، حيث بيّنت أنّ التعميم أتى نتيجةً للظروف الراهنة، وتراكم طلبات البطاقات الشخصية في مديريات الشؤون المدنية، ولكون بعض الدوائر الحكومية لا تقبل إنجاز معاملات المواطنين حاملي البطاقات الشخصية المشعورة.

ومع دخول الحرب عامها الخامس، ربما لم يعد من الواجب على السوري " مكسور البطاقة الشخصية " أن يكرر حكاية " كيف كُسرت هويتي " ، داعيا المولى القدير أن يلمس هذا القرار استجابة على أرض الواقع.

وكان وزير الداخلية، محمد الشعار، أعلن نهاية 2014، إحداث نظامٍ جديد لإصدار البطاقات الشخصية، يجري العمل عليه حالياً.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...