المنشآت الرياضية في أزمة … مسابح بلا تدفئة وملاعب بوضع يرثى له
أكثر ما آلمنا عندما زرنا أكاديمية السباحة أنها وجدت براعم السباحة السورية ومواهبها يتدربون بمياه باردة وأجواء تقترب حرارتها من الصفر، ومع ذلك فإن الإيجابي في الموضوع أن الأبطال الصغار لا يشتكون ويتدربون والبسمة في وجوههم متطلعين إلى سباحة أفضل وأرقام قياسية ومستوى أحسن، لكن ذلك ليس بالجو الطبيعي ولا نقول هنا المثالي، فأين تكمن العلة، وما السبب؟
في صورة ضبابية أخرى، شاهدنا ملاعبنا الخضراء وقد كساها التصحر، فضلاً عن المرافق المتواضعة جداً، والذي قد نجد أفضل منها في ملاعب الأحياء الشعبية، ولا نبالغ هنا، فملعب حمص البلدي شاهد حي على ما نقول، والكثير من ملاعبنا التي تستقبل مباريات الدوري الممتاز ليست بأفضل منه، فهل عجزت الصيانة عن إعادة الصورة الجميلة النضرة لملاعبنا، أم إن الأزمة هي السبب؟
نلقي الضوء على بعض السلبيات في المنشآت الرياضية من باب الحرص ليس إلا، ونأمل أن يبادر القائمون على المنشآت الرياضية بإصلاح ما أفسده الدهر قبل أن نصل لمرحلة نجد فيها أن الإصلاح بات لا يجدي نفعاً، جولة سريعة مع بعض المنشآت الرياضية، والإجابات نتركها لمن يهمه الأمر، وإلى التفاصيل…
صالة الفيحاء
صالة نادي الفيحاء الرياضي أشيدت قبل أكثر من عشرين عاماً ووصل البناء على الهيكل، ولم تتم الكسوة ووضع الرتوش عليه، والصالة مفترض أن تخدم ألعاب النادي وخصوصاً كرة السلة، لكن الصالة على الهيكل جاثمة على قلب الجميع، والفائدة منها معدومة، وكلما تأخر الوقت، إما صارت الأجور مرتفعة عشرات الأضعاف، كما في حالتنا اليوم، وإما أن الصالة ستبلى ولن تعود علينا بالنفع بسبب الطقس والتآكل وما شابه ذلك، وما يلفت النظر أن قبو الصالة كبير ومتسع بالمساحة وسقفه عال وينفع لتخديم العديد من الألعاب الرياضية، فضلاً عن استغلاله استثمارياً.
الصالة هذه بحكم (الوقف) والأسباب المعلنة مادية بالدرجة الأولى، ولأن الصالة معطلة فنادي الفيحاء في إجازة إلى أجل غير مسمى.
لا يمكن أن نقدّم الحلول، لأن القيادة الرياضية أولى بذلك وحتماً هي تملك الحلول، فالكثير من الأندية (مثلاً) تملك فائضاً مالياً تصرفه في رفاهية كرتي القدم والسلة، ويمكن (الاستدانة) منهم لمتابعة أعمال الصالة الإنشائية، ويمكن العمل خطوة خطوة، حتى تتمكن الصالة بنفسها من استكمال أعمالها الإنشائية من خلال وضع بعض المواقع فيها بالاستثمار.
الحل الثاني يكمن بوضع الصالة بالاستثمار وقد يكون حلاً أفضل من الأول، على أن يضمن الاستثمار الحقوق الرياضية لنادي الفيحاء الرياضي.
مسبح تشرين
مسبح تشرين يتدرب به سباحو الأندية والمنتخبات الوطنية والأكاديمية السورية من عمر أربع سنوات إلى أكثر من ثلاثين سنة، لا تدفئة في جو الصالة ولا داخل المياه والسباحون يتدربون بدرجة حرارة منخفضة حسب الأجواء ودرجة حرارة الطقس، وما وجدناه في تشرين إنارة خفيفة تنير للسباحين وطواقم التدريب والحضور رؤية طريقهم، والسبب كما علمنا عدم توافر مادة المازوت وغلاء ثمنها، فضلاً عن الانقطاعات الطويلة للكهرباء.
جواب مسؤول
الدكتور إبراهيم أبا زيد مسؤول الألعاب الفردية قال في رده على هذا التساؤل: الكهرباء والمازوت أزمة، وهما إحدى المشاكل التي يعانيها الاتحاد الرياضي العام نظراً لارتفاع التكلفة العالية.
ونحن دوماً على تواصل مع وزارة الكهرباء لحل قضايا (السعر) أو الانقطاع، والبديل هو تشغيل المولدات على المازوت، والتكلفة هنا باهظة جداً في حال توافر المادة.
لكن لدينا مجموعة من الحلول التي من الممكن أن تساهم بحل المسألة ولو جزئياً، وتساهم أيضاً بوجود أكثر من مسبح مغطى في دمشق وفي بقية المحافظات، والحل بإنشاء برك سباحة 25 متراً تكون مغطاة شتاء ومفتوحة صيفاً ويمكن إنشاؤها في مسبح الجلاء والفيحاء وتعميمها على مسابح الأندية، وهذا يوفر الكثير من الطاقة ويجعل سباحينا ينعمون بحرارة المياه، واستثمارياً يمكن وضع هذه المسابح في الاستثمار شتاء وهو أمر جيد.
ملاعب بالية
مع بدء الدوري الممتاز، انكشف المستور، وبدت ملاعبنا مع مرافقها في حالة يرثى لها، والحلول ما زالت غائبة، وإذا كان ملعب الجلاء خارج التغطية منذ ثلاث سنوات فإن بقية الملاعب قد تدخل المصير ذاته!
فاتحاد كرة القدم نقل مباراة الاتحاد والفتوة إلى أحد الملاعب التدريبية لعدم صلاحية ملعب المدينة الرياضية، أما ملعب خالد بن الوليد فإن قضيته توحي بالبؤس الشديد، وهي صورة واضحة لإهمال متعمد من القائمين على الصيانة، فبعد بطولة كأس التحدي التي اختتمت مبارياتها قبل شهرين واستضاف الملعب المذكور بعض مبارياتها، أعلنت شركة الصيانة دخولها الملعب ومنعت فريقي الوثبة والكرامة من الدخول، وعندما خرجت منه بعد شهرين وجدنا أرض الملعب في حالة يرثى لها، وكراسي الاحتياط للفريقين ممزقة، والمرافق في وضع لا يسر صديقاً ولا عدواً.
هذان نموذجان من ملاعبنا نكتفي منهما ببعض السرد، على أمل أن تواجه القيادة الرياضية هذه المشكلة المعضلة بمسؤولية وحزم كبيرين.
ناصر النجار
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد