المعلم في بغداد:جاهزون لمساعدةأوباما لإنجاح قراره الانسحاب من العراق
أعلن وزير الخارجية وليد المعلم، من بغداد أمس، أن دمشق مستعدة لتقديم المساعدة لإنجاح قرار الرئيس الأميركي باراك اوباما الانسحاب من العراق، فيما امتدح نظيره العراقي هوشيار زيباري سوريا لمساعدتها بغداد على تثبيت الأمن والاستقرار.
وأعلن المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري في بغداد، أن «زيارته إلى بغداد جاءت بتوجيه من الرئيس بشار الأسد لنقل تهانيه وسوريا قيادة وشعبا للأشقاء العراقيين بنتائج ونجاح الانتخابات العراقية، آملين أن يستمر العراق الشقيق في هذه المسيرة التي تؤدي إلى الوفاق الوطني بين جميع مكونات الشعب العراقي بما يصون وحدة العراق أرضا وشعبا».
وقال المعلم، الذي التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي، انه جاء إلى بغداد لبحث «المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية، واطلاع القيادة العراقية على القمة الرباعية في الرياض والتشاور حول سبل إنجاح قمة الدوحة. إن الوضع العربي اخذ بالتحسن وهذا شيء أساسي. أملنا أن نستمر في هذا المنحى لتحقيق تضامن عربي شامل يحقق لامتنا العربية ويحقق للشعب العراقي خروج القوات الأجنبية وحسب الجدول الزمني المتفق عليه، كما يحقق للعراق عودة قوية إلى أشقائه العرب لكونه من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية».
وأعلن المعلم انه لا يحمل مقترحات للحكومة العراقية بشان المصالحة الوطنية «بل نحمل أمنيات لتحقيق المصالحة بين جميع مكونات الشعب العراقي... كما نحمل استعدادات سورية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف». وتابع «لمسنا تقدما في العراق. نحن مرتاحون للعملية السياسية، ونأمل أن تتواصل الجهود لتحقيق مصالحة حقيقية وطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي».
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة عرضت على سوريا استخدام أراضيها للخروج من العراق، قال المعلم «سوريا جاهزة لتقديم المساعدة اللازمة لإنجاح قرار اوباما للخروج من العراق، لكن الولايات المتحدة لم تطلب مساعدتنا».
وامتدح زيباري دمشق لتقديمها المساعدة لبغداد. وقال «حدث تطور جيد في العلاقة العراقية السورية، قياسا بالسنوات الماضية لاستجابة سوريا لمطالبات عراقية بتثبيت الأمن والاستقرار. هذه شهادة نعلنها: التعاون الأمني أفضل بكثير خلال الفترة الماضية». وأضاف «بحثنا التعاون الأمني، هناك مسؤولون أمنيون ضمن الوفد لتأكيد هذه النقطة، وهذا دليل على حرص الحكومة السورية على معالجة الأمور».
وأوضح زيباري «بحثنا العلاقات بالتفصيل بمودة وصراحة ووضوح، نحن متفقون على الهدف الاستراتيجي». وتابع «هناك تحركات لمعارضين عراقيين (في سوريا)، ونحن بلد نتفهم المعارضة الديموقراطية غير المسلحة».
وقال المعلم، ردا على سؤال حول خط أنابيب كركوك ـ بانياس، «مع الأسف لا توجد عقبات سورية بشان التعاقد لتشغيل الخط، هناك اتفاق مع شركة روسية لإعادة تشغيله إلا أنها لا تزال مترددة، لكن الإرادة السياسية موجودة». وعبّر عن الأمل بان «يتم ذلك خلال وقت قريب جدا».
أما زيباري فأكد أن «الأسباب فنية. كانت هناك إمكانية لتفعيل الاتفاقية، والإسراع في تنفيذ المشروع الحيوي الاستراتيجي، خصوصا أننا بحاجة إلى تنويع تصدير النفط. إن شبكة الخطوط عبر سوريا مسالة حيوية وستنفذ». وأضاف «هناك تقصير في تسريع العملية وعلى الأقل من حيث تأهيل الخطوط داخل العراق. هذا الموضوع جدي وهناك رغبة مشتركة لتسريعه».
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله خلال لقائه المعلم «كنا في بداية الأمر منشغلين بالجانب الأمني، واليوم نتجه لتقوية العلاقات مع جميع الأشقاء العرب. نريد تكوين علاقات قوية معهم بعيدا عن المحاور وسياسات الماضي».
وأكد المالكي «توافر الإرادة السياسية لدى القيادة العراقية للمضي باتجاه تعزيز العلاقات الثنائية مع سوريا في مختلف المجالات، وحرصها على استمرار التشاور والتنسيق مع الشقيقة سوريا».
ونقل البيان عن المعلم قوله «أدعو علنا أن يعود العرب إلى العراق بما يعزز علاقته مع محيطه العربي». وكرر دعم دمشق «للحكومة العراقية ووقوفها إلى جانبها في كل ما تسعى إليه في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية».
من جهة ثانية، قال مصدر في وزارة الخارجية العراقية، لوكالة «أصوات العراق»، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل إلى بغداد اليوم في زيارة رسمية.
من جهة أخرى، أعلن «رئيس حكومة» إقليم كردستان شمال العراق نيجيرفان البرزاني، في اربيل، تأييده مطالبة الطالباني حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح نهائيا أو مغادرة العراق. وقال «ليس من المعقول أن تهاجم جماعة دولة أخرى وتعود إلى الإقليم. حتى الدستور العراقي لا يسمح بذلك».
وفي باريس، أعلن وزيرا الدفاع الفرنسي ايرفيه موران والعراقي عبد القادر العبيدي ان باريس وبغداد وقعتا عقدا بقيمة 360 مليون يورو، يشتري العراق بموجبه 24 مروحية عسكرية من طراز «أي . سي 635» من انتاج شركة «يوروكوبتر»، وهو اول عقد تسلح بين البلدين منذ العام 1990.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد