المعارضة اللبنانية: جنبلاط يعد لحرب تموز جديدة
أجّجت مواقف النائب وليد جنبلاط في واشنطن الأزمة السياسية، خلافاً للمساعي السعودية ـ الايرانية المستمرة، حسبما أكد مصدر سعودي رسمي، أعرب عن أمله في حل حقيقي قبل القمة العربية، في وقت أشيع فيه أن دعوات وجهتها الادارة الاميركية الى اركان آخرين من قوى 14 آذار لزيارتها، ومنهم قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
وقال مرجع بارز في المعارضة، إن كلام جنبلاط في واشنطن ينقل الوضع بين السلطة والمعارضة من الخلاف على المشاركة الى التحضير لـ“حرب تموز جديدة” على المقاومة وعلى المعارضة بكل مكوناتها السياسية. ورأى “أن المستغرب واللافت هو وجود النائب السابق من تيار “المستقبل” غطاس خوري مع جنبلاط في العاصمة الاميركية، وهو ما يطرح السؤال عن موقف النائب سعد الحريري مما ذهب جنبلاط من اجله الى واشنطن”.
وتساءل المرجع نفسه “الى أين سيؤول مصير البلد إذا ذهب كل فريق الى الاستقواء بطرف خارجي على الفريق الآخر، فهل مسموح لحزب الله بأن يأتي بقوات إيرانية لمواجهة الآخرين؟! وهل مسموح لسعد الحريري بأن يستقدم قوات سعودية للاستقواء بها على الآخرين... إن تصرفاً كهذا يدفع بالبلد الى الخراب”.
ونقل سياسيون عن دبلوماسي شرقي تعليقاً على زيارة جنبلاط لواشنطن ومن سيتبعه من اركان فريق السلطة لزيارتها قوله “إن الادارة الاميركية عندما تكثر من الاستقبال والاحتفاء بأصدقائها يكون ذلك بمثابة التعويض عن الإسناد الفعلي لهم وتقديم العون الذي يقلب المعادلات لمصلحتهم”. وأضاف “ان هذه المقاربة تتضح اكثر عندما يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير ملزم باستقبال النائب سعد الحريري، وهو رئيس اكبر كتلة نيابية في لبنان، عندما يزور روسيا وتكون الادارة الاميركية مضطرة لاستقبال النائب وليد جنبلاط على مستوى الرئيس وسائر أعضاء الإدارة”.
وكان جنبلاط قد أعلن من واشنطن أنه يزورها للحصول على مساعدة سياسية وعسكرية من الولايات المتحدة ضد ما سمّاه “الاحتلال السوري غير المباشر” للبنان. وقال، في محاضرة ألقاها في معهد “أميركان انتربرايز انستيتيوت”، إن “هذا ليس سراً. نعم، أبحث عن المساعدة”. وأضاف “أحتاج الى مزيد من المساعدة السياسية والعسكرية ضد الاحتلال السوري غير المباشر لأن الاحتلال السوري المباشر لم يعد قائماً”.
وأوضح جنبلاط، الذي سيلتقي اليوم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بعدما كان قد التقى الرئيس جورج بوش أول من أمس، أن سوريا لا يزال لديها تأثير في لبنان “باحتلال غير مباشر” وتعمل عن طريق “حزب الله” وحلفاء آخرين، مشدداً على “أني سأفعل ما في وسعي لتحرير بلدي من الاحتلال السوري غير المباشر”. وأضاف “يجب ان نتمكن، بدعم دولي، من التحكم في حدودنا مع سوريا. إذا لم نستطع التحكم في حدودنا مع سوريا وإذا استمر تدفق الاسلحة والذخيرة والارهابيين من سوريا إلى لبنان، فلن نحقق الاستقرار أبداً. وسيستطيع حزب الله وحلفاؤه دائماً زعزعة الاستقرار على حساب استقلال لبنان وديموقراطيته”.
وقال جنبلاط إن “النموذج اللبناني على المحك. لبنان مجتمع متعدد الطوائف متنوع. لدينا صحافة حرة. واقتصاد واستثمار حر. بلد حر. ليس بعد. لكنه على الدرب. يواجهنا حلفاء سوريا من خلال حزب الله. حزب شمولي له ايديولوجية شمولية مدعوم من نظامين شموليين، السوري والايراني. هذا أكبر تحدّ”.
وأضاف جنبلاط “إذا انهرنا نحن.. فستسود حالة من عدم الاستقرار في كل مكان. من يدري؟ في كل مكان. ستكون نهاية المعتدلين، مثقفين وسياسيين وحكاماً، في الشرق الاوسط كله. سيكون لدينا في كل مكان حكام من نوع (الامين العام لحزب الله السيد) نصر الله أو من نوع (الرئيس) بشار الأسد. وستكون نهاية هذا النموذج الثري للتعايش والنظام المتعدد الطوائف والتنوع والسوق الحرة والصحافة الحرة في لبنان”.
في هذا الوقت، اتصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه آخر التطورات الجارية في لبنان والمنطقة. وقال، على هامش المنتدى الاقتصادي المنعقد في جدة، إن حل الأزمة اللبنانية يجب أن يكون على أساس “لا غالب ولا مغلوب.. وهذا المبدأ الذي أدخله لبنان على السياسة الدولية مبدأ سليم جداً وهذا ممكن جداً”. وحذّر من أن يكون هناك “غالب أو مغلوب لأن لبنان سيحترق” عندها.
وقال: “لن أقول من يعرقل.. لكن هناك عرقلة وهناك تباطؤ”.
ونقل زوار دمشق عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى تأكيدهم ارتياح القيادة السورية للموقفين الإيراني والروسي، وحرصها على نجاح القمة العربية المقررة في 28 آذار المقبل في الرياض. كما نقلوا عن الجانب السوري تفاؤله بحصول حلحلة في شأن تأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان قبل انعقاد القمة، وثقته بأن الطريقة التي تتبعها المعارضة اللبنانية ستوصلها الى الاهداف التي ترمي إليها.
إلى ذلك، كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن الإمارات قررت تقديم هبة للجيش اللبناني هي عبارة عن أسطول جوي، يضم 12 مروحية، وآخر بحري، يضم 10 زوارق حربية بكل أعتدتها وأسلحتها. وقالت إن لبنان تبلغ القرار الإماراتي منذ مدة عبر نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، الذي نقله بدوره الى رئيس الجمهورية وقيادة الجيش.
وفي المعلومات أن الهبة من الطائرات المروحية تضم 12 طائرة من نوع “أوغستا بيل” فرنسية الصنع، التي يمتلك مثيلاتها سلاح الجو في الجيش اللبناني منذ فترة طويلة، لكنها أكثر تطوراً وتقدماً. وهي تحتاج الى طاقم من طيارين ومساعد تقني، وتتسع لما بين ستة وثمانية عسكريين. ويمكن ان تحمل رشاشين حربيين وقاذفة صواريخ.
أما الزوارق الحربية، فهي من النوع المتطور أيضاً، وبطول 12 متراً، تتسع لنقل أكثر من عشرين عسكرياً، ويمكن أن تحمل قاعدة لسلاح رشاش ثقيل ومضادّ للطائرات وقاذفة صواريخ بحرية ــــــ بحرية قصيرة المدى. وتتضمن الهبة كميات كبيرة من الصواريخ والذخائر وقطع الغيار، وتشمل أيضاً مساعدة تقنية وفنية، منها تدريب مجموعة من ضباط وعناصر البحرية والطيارين الحربيين ومساعديهم.
كما أن طليعة الضباط والعسكريين من سلاحي الجو والبحر توجهت منذ أيام الى الإمارات، حيث سيخضعون لتدريب مكثف في المدارس العسكرية الإماراتية، تمهيداً لتسلم الهبة.
وتتضمن الهبة تزويده بالمعدات التقنية المتطورة لتعزيز شبكة الاتصالات الخلوية التابعة له، بعدما تبيّن أنها لا تزال تتأثر بالأعطال التي تصيب الشبكة الخلوية العادية التابعة للشركتين المعنيتين في لبنان، وخصوصاً أثناء الأحداث الأخيرة عندما توقفت شبكة الجيش عن العمل كما حصل يومي 23 و25 كانون الثاني الماضي.
وقال مرجع أمني أن هبة أمنية وعسكرية تسلمتها قوى الأمن الداخلي وتضمنت اسلحة فردية متوسطة وخفيفة، وألبسة خاصة لعناصر مكافحة الشغب، وذحائر متنوعة وسيارات رباعية الدفع. وقال “ننتظر المزيد من المساعدات في وقت قريب”.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد