المرتزقة الأجانب يسخنون جبهة الضمير بريف دمشق
بالرغم من كونها معبراً استراتيجياً بين الغوطة والبادية والقلمون، بقيت بلدة الضْمَير بعيدةً عن الحرب لأكثر من سنة ونصف السنة. خلال الأيام الماضية، أطلق المسلّحون معركة «عواصف الصحراء» في محيطها. تمثل بلدة الضْمير بوابة العبور الرئيسية ما بين منطقتي الغوطة الشرقية والجزء الشرقي من جبال القلمون، وتقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة، وتبعد عنها 45 كم.
لتلك البلدة أهمية استراتيجية كونها تمثّل آخر البلدات في الغوطة الشرقية والقلمون معاً، من جهة البادية السورية، ويقع شرقها مطاران عسكريان، هما مطار الضْمير ومطار السين.
قبل أن تبدأ الهدن في أي منطقة من ريف دمشق، سَرت هدنة غير معلنة في الضمير، بدأت منذ نحو سنة ونصف السنة، بموجبها سيطر الجيش السوري على مدخل البلدة، وله هناك حاجزان فقط، أما داخل البلدة، فيوجد مسلّحون منضوون في عداد «الجيش الحر». يقول غياث، القاطن في البلدة: «ليس للجيش والمسلّحين أية مصلحة في الاشتباك في تلك المنطقة، فالجيش حريص على تأمين القوافل العسكرية التي تذهب باتجاه مطاري ضمير والسين، شرقي البلدة، والمسلّحون في المقابل يحفظون أمنهم داخل بلدتهم». ويضيف: «انعكس هذا الهدوء إيجاباً على الأهالي والنازحين في البلدة، البالغ عددهم نحو 130 ألف، فالطلبة والعمال يواصلون دخولهم وخروجهم إليها دون مضايقات تذكر من الطرفين».
بدأ ذلك الوضع بالتبدّل مع قدوم موجات جديدة من المسلّحين من الأردن، قبل أشهر، ومع تضييق الخناق على مسلّحي القلمون وصولاً إلى إنهاء وجودهم فيها، إذ «أصبحت الضمير محطة انتقال مسلّحي الغوطة الشرقية لمؤازرة مسلّحي القلمون. ومعسكراً يتجمّع فيه المسلّحون القادمون من الأردن أو الذاهبين إليه بغرض التدريب»، يقول عبد الله فهد، المقيم في الضمير. ويضيف: «إلّا أن الجيش لا يزال يتجنّب خوض المواجهات في تلك البلدة». ويعزو فهد سلوك الجيش هذا إلى سببين: فمن جهة يحافظ الجيش بذلك على سيطرته على الطريق الواصلة بين الطريق العام والمطارات العسكرية، ومن جهة أخرى يحفظ حياة المدنيين الذين قد «يتحولون إلى رهائن بيد المسلّحين القادمين من الغوطة ومن الأردن، على غرار ما جرى في عدرا العمالية». لكن الجيش في المقابل «لجأ إلى آليات بديلة لضرب هؤلاء المسلّحين، فهو استخدم الكمائن للإيقاع بهم، نتيجة حيازته معلومات دقيقة عن تحركات المسلّحين»، يقول قائد ميداني. كذلك هو يرجئ مواجهة مسلّحي الغوطة الذاهبين إلى القلمون حتى يصلوا إلى هذه الأخيرة، «حيث الأفضلية هناك كانت للجيش على الدوام».
يربط مصدر عسكري ما بين العمليات العسكرية في الجزء الغربي من جبال القلمون، في الشهرين الماضيين، وما بين إطلاق الجيش لعمليته الأخيرة في المليحة وجوبر، في بداية الشهر الماضي. فبواسطة هذه العملية الأخيرة «تمكّن الجيش من إجبار المسلّحين على التوزّع على ثلاث جبهات أساسية في الغوطة، المليحة وجوبر ودوما، فلم تعد قواهم كافية لمؤازرة مسلّحي القلمون الذين كانوا يواجهون الهزائم الواحدة تلو الأخرى». وهكذا «تمكّن الجيش من التحكّم بتدفّق المسلّحين إلى القلمون، عبر بلدة الضمير، دون اللجوء إلى عملية عسكرية في تلك المنطقة الحساسة».
مؤخّراً، أطلق المسلّحون عملية «معركة عواصف الصحراء» في منطقة «القلمون الشرقية»، والتي تضمّ الأراضي الممتدّة ما بين بلدة الضمير ومطاري الضمير والسين شرقاً، وما بين الضمير والرحيبة شمالاً. مصادر إعلامية تابعة للمعارضة تحدّثت عن سيطرة مسلّحي «فيلق الرحمن» و«الجبهة الإسلامية» على مطار الضمير العسكري، إلا أن المصادر الإعلامية الرسمية سرعان ما نفت تلك الأنباء.كذلك نفت مصادر أهلية ان يكون مسلحو المعارضة قد سيطروا على المطار، مؤكدة انهم لم يهاجموه أصلاً إلا بعدد قليل من قذائف الهاون وعن مسافة بعيدة. إلا ان المصادر اكّدت ان مقاتلي المعارضة حققوا تقدماً في المنطقة، وتمكنوا من السيطرة على مخزن للسلاح. وتوقعت مصادر عسكرية ميدانية حصول معارك عنيفة في المنطقة قريباً، وخاصة أن دبلوماسيين أوروبيين تحدّثوا عن وجود مخزن للأسلحة الكيميائية تسيطر عليه القوات الحكومية السورية، لكن المعارضين قطعوا الطريق إليه.
ليث الخطيب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد