المجلس الوطني للإعلام نموذج على غير المطلوب!
الجمل ـ ابتسام مغربي: فاجأت الجميع أسماء الخيارات المقدمة في المجلس الوطني للإعلام، ورغم أن اللافت الاستهجان لدى كثر من خارج الوسط الإعلامي، وتساؤلهم عن هذه الخيارات، وكيف يتم اعتمادها؟ وهل هذا التغيير فعلاً هو لمصلحة الإعلاميين وخطوة لتطوير الواقع الإعلامي؟
الاعتراضات الكثيرة المسموعة هي حق مشروع، ولو تمّ فعلاً سبر هذه الآراء، والاهتمام بطروحاتها، والاستماع إلى شكاويها، ربما كانت هناك فعلاً خطوات تغييرية تسير باتجاه التطوير ولو بشكل بطيء.. لكن أن يتم زجّ أسماء خارجة عن العمل الإعلامي، والإبقاء على البعض ممن لم يقدموا أي عمل إجرائي يعكس فعلاً اطلاعهم على الواقع الإعلامي، وسعيهم إلى دخول معترك التغيير المطلوب، فهذا أمر شديد الحساسية في هذه المرحلة، ودافع كبير للإحباط، ولنكوص الكثير ممن يسعون إلى المساهمة عن بعد أو عن قرب في تقليص المسافات بين الآراء المتباعدة، وصولاً إلى تقاطع يفيد في السير قدماً باتجاه المطلوب.
هل باتت الأسماء رمية نرد لاختيار من يفترض أن له دوراً في هذه المرحلة الشديدة الصعوبة والمسار؟أم أنّ الأمر تجميد للمجلس كما حدث منذ تأسيسه؛ فلم يشعر الإعلاميون بأية إجراءات تعكس التحول المطلوب الذي يسعون إليه.. ولماذا هذا الغياب لأداء أعضاء المجلس السابق، ومعظمهم لم يكن متواجداً إلا في الاجتماعات المعدودة والرسمية، والتي لم يكن فيها رأي يتم الاستناد إليه.!؟
الواقع أننا استبشرنا خيراً بتأسيس مجلس للإعلام الوطني، وأملنا بأن هذا المجلس سيشعرنا أننا إعلاميون لهم معاناتهم ومطالبهم، في ظل امتداد دور الإدارات الإعلامية؛ التي أتت أيضاً إلى المؤسسات الإعلامية كأحجار نرد لم يتم اختيارها أبداً وفق معايير وأسس.. والأهم إقحام أسماء من خارج الأوساط الإعلامية، وعدم متابعة عملها وثقله على المؤسسات التي لايهمّنا كإعلاميين إلا الجانب المتعلق بالمهنية والأداء المهني..
ويزيد الطامة فوق رؤوسنا، اتحاد صحفيين لايخفى على أحد كيفية اختياره، والأهم وقوفه موقف المتفرج، وعدم دخوله إلى معترك العمل الصحفي، والسعي إلى القفز بالسوية المهنية، وهو بعيد كل البعد عن تحقيق أية إيجابيات تعني الإعلاميين سواء في مهنتهم أم في حياتهم!!! و مع هذا الحضور الهيكلي للأداء النقابي لانرى وجوب اضافة هيكلية أخرى وتسميات ومكاتب وأكلاف ورواتب، وفي معظم الأوقات -إن لم يكن كلها- لايتواجدون في مكاتبهم، ولا يتواصلون مع الواقع الإعلامي.. والمؤلم أنهم لايعرفون إلا القليل القليل عن واقع المؤسسات الإعلامية والإعلاميين!!.
نحن بحاجة إلى هيكليات تساهم بالنهوض بالواقع الإعلامي، لا أن تكون إطاراً فقط، بل أن تدخل في صميم الأداء المطلوب للنهوض بالإعلام السوري ،الذي هو مظلوم جداً بالقيادات التي يتم اختيارها، وهي وإن كانت في معترك الحضور الإعلامي إلا أنها للأسف بعيدة كلياً عن معترك الأداء المهني.. لماذا هذا الاصرار على الأسماء التي تصطدم فعلياً بتواجدها الدائم في الحضور الإعلامي، وعندما نراجع ما قدمته لا نجد أبداً ما يميز أداء معظمهم، وهل كتب على المجلس حضور مؤسسة الإعلان الدائم في قيادته؟ أمر مستغرب ومؤسف! متى سيحضر التقييم المتعلق بالأداء المهني فعلياً، وندخل في مجال الرجوع إلى الرقميات في التقييم ومتابعة العمل الإعلامي، وليس إلى أسماء تُقترح ويتم اختيارها على مبدأ النرد و"حجره بكره وعد للعشرة"؟!.
إضافة تعليق جديد