اللبنانيون يحتجون على«سياسة التجويع والظلم»والإضراب يشل بيروت
شهد لبنان، امس، اضراباً عاماً شمل معظم المناطق، وبخاصة العاصمة بيروت، وسط مخاوف من تطورات تنذر بعواقب وخيمة. وترافق الإضراب مع اغلاق المداخل الأساسية لمدينة بيروت، وخاصة اغلاق اوتوستراد المطار ومرفأ بيروت واشعال الاطارات في جميع الطرقات التي تُعتبر شرايين حيوية للعاصمة وضواحيها وخاصة عند مطار بيروت، كما ترافق مع اقامة السواتر الترابية في الطرقات وحرق سيارات قديمة، ما أدى الى حالة شلل تام، اقفلت على اثرها جميع المؤسسات التجارية والعامة داخل بيروت، وكان لافتا حصول اشتباكات بين انصار الموالاة والمعارضة في احياء عدة، استخدمت فيها الحجارة، والاسلحة الرشاشة ورصاص القناصة، فيما لقي الاضراب تجاوباً شاملاً داخل محافظتي الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك والهرمل وبيروت، حيث تعطلت المدارس والجامعات وحركة الملاحة الجوية في المطار الدولي، ما أدى الى اعادة جدولة 32 رحلة، فيما كان التجاوب معها أخف في الشمال وجبل لبنان.
وتحت عنوان “الاحتجاج على سياسة التجويع والظلم “الحكومية عمّ الاضراب معظم المناطق اللبنانية وخاصة في بيروت، حيث كان لبنان مع ساعات الصباح الاولى على موعد مع بدء التحرك النقابي والمطلبي فقطعت الطرقات الرئيسية بالاطارات المشتعلة والحجارة والرمال، لا سيما تلك المؤدية الى مطار بيروت الدولي وفي الطيونة ومار الياس وظهر البيدر. كما قطع طريق شتورة المصنع وطريق شتورة زحلة.
الدعوة للإضراب لاقت استجابة واسعة وأقفلت المحال التجارية ابوابها على طريق المطار.
وأحرقت الاطارات وشلت حركة السيارات التي ندر مرورها على الطرقات وأدت التجمعات الشعبية الى قطع الطريق المؤدي الى مطار بيروت، وترافقت هذه الاحتجاجات مع تواجد وانتشار لعناصر الجيش اللبناني الذي تدخل لفض اشتباكات بين انصار الموالاة والمعارضة. وعمّ الشلل الحياة ايضا في بعلبك والنبطية وصيدا وصور.
وقرر الاتحاد العمالي العام تأجيل التظاهرة التي كانت مقررة امس، وعزا قرار التأجيل لأسباب أمنية، وعقد رئيسه غسان غصن مؤتمرا صحافيا اعلن فيه تعليق التظاهرة بعد ان تبين ان الحكومة عاجزة عن حماية حرية التحرك فتقرر تعليق التظاهرة مطالبا الجهات المختصة بحماية التحرك السلمي لافتا الى انه من واجب الدولة ان تكون ساهرة على أمن الناس. وحمّل الحكومة مسؤولية الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها عمال لبنان، ودعاها الى ايجاد حلول جذرية لها وليس “جرعات مخدرة”، منتقداً دعوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة النقابات الى التحاور مع اصحاب العمل بدلا من ان تكون الدولة هي الوسيط. لكن وزارة الداخلية استغربت ان “تتم الدعوة من قبل الاتحاد العمالي العام للاضراب والتظاهر، وتلجأ في الوقت ذاته قوى سياسية بحجة دعم الاضراب الى قطع الطرق واحراق الاطارات ما يساهم في تغيير اجواء الاضراب الذي يفترض انه اضراب سلمي مطلبي الى سياسي. وقارنت بين قرارات الحكومة التي عملت على زيادة الرواتب وتصرفات وافعال قوى سياسية لا تخدم مصلحة العمال ولا الطبقات الشعبية”.
واتهم مصدر حكومي “حزب الله” بحشد مسلحين وسط بيروت، واشار الى احتمال وجود نية لدى الحزب لتوسيع انتشاره المسلح واستخدامه في خطوات لاحقة، واعتبر ما يجري ليس عصيانا مدنيا، بل عصيان مسلح للاستيلاء على السلطة.
واعتبرت المعارضة ان الاضراب سيستمر حتى تراجع الحكومة قراراتها بشأن شبكة هاتف المقاومة وإقالة رئيس جهاز امن المطار، واكدت مصادر المعارضة انها ستعتصم في خيام في حرم مطار بيروت على غرار الاعتصام المستمر منذ عام ونيف امام السراي الحكومي، وقالت إن الإضراب سيتحول إلى عصيان مدني.
وفيما اجرى “حزب الله” وحركة “أمل” والمجلس الاعلى الاسلامي الشيعي مشاورات، وتدارسوا القرارات الحكومية، يتوقع ان يرد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على هذه القرارات اليوم الخميس. وهاجمت قوى “14 آذار” حزب الله واتهمته بأنه حدد بالسواتر والمكعبات والدواليب المشتعلة حدود دولته، وأنه يتبع أسلوب الثورة بالعنف والنار، وأنه أخذ بيروت “رهينة”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد