القيلولة ضرورة للموظفين
«عالمي مزيج من النيكوتين والكافيين»، تقول سناء، الموظفة في شركة للإعلانات في دبي، وهي تنفخ دخان سيجارتها في مدخل المبنى الذي تعمل فيه، وقوانينه تمنع التدخين في المكاتب وأروقة الشركات. وتضيف: «عليّ أن أتناول كمية كبيرة من الكافيين في الصباح المبكر كي أتحمّل أزمة السير الخانقة وأتمكن من التركيز، وضغوط بيئة العمل تجعلني أواصل التدخين حتى ساعة متقدمة من الليل».
لكنّ حال سناء ليست استثنائية، فآلاف الشباب الذين يعملون في الإمارات ودول خليجية أخرى تتمتع ببيئة عمل ضاغطة نتيجة النمو الاقتصادي المتسارع، يقبلون على التدخين لا سيما عندما يتعرّضون لحالات من الكآبة والإرهاق العقلي، هذا ما أكدته دراسة أجرتها شركة استشارات توظيف عربية بالتعاون مع إحدى المستشفيات في دبي. وبينت نتائجها أن 80 في المئة من شريحة شملت 3224 شخصاً يعيشون في الإمارات، يحتاجون إلى ما بين 7 و8 ساعات من النوم حتى يتمكنوا من الإنتاج في شكل أفضل. لكن هذه الشريحة لا تحصل على قسط كاف من النوم على رغم تحذير الخبراء من أن ثماني ساعات من النوم قد لا تكون كافية في بيئة عمل حادة.
وقال 84 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون فكرة القيلومة مدة 20 دقيقة خلال وقت العمل إذا أتيح لهم المجال.
ويقول ايلي الدنا (مدير في شركة تسويق) إنه لن يمانع منح موظفيه فرصة للنوم خلال الدوام، مشيراً إلى أنه «سبق أن طبقت تلك الآلية في اليابان وبرهنت عن نتائج إيجابية، من حيث تأثيرها على قدرة الإبداع لدى الموظف، وحضوره الذهني طوال وقت العمل». لكنه اشترط «أن تحسم العشرون دقيقة من ساعة استراحة الغداء التي تمنح للموظفين يومياً عند الواحدة ظهراً». لكن التحدي الآخر الذي قد يواجه مفهوماً مماثلاً في بيئة مماثلة لبيئة دبي، هو عدم وجود المساحات الملائمة في مكاتب الشركات لتجهيزها بأسرة أو أرائك مريحة لـ «القيلولة». فالمكاتب تكون عادة مكتظة بالموظفين والأثاث، ما يجعل رنا، (موظفة في أحد المصارف)، تشبهها بـ»علب السردين».
لكنّ المدير التنفيذي لشركة «بيت دوت كوم» التي أعدت الاستفتاء يؤمن في إمكان تنفيذ اقتراحه ومطلب الجمهور المستطلع. لكنه يلفت إلى أن «شركات عدة لسوء الحظ لا تدرك أن الافتقار إلى النوم على المدى الطويل من شأنه أن يؤثر سلباً على إنتاج المؤسسة. لكن نتائج بحثنا أثبتت ضرورة أن يكون هنالك تغيير في التفكير. فالشركات في حاجة إلى التعامل مع الأنظمة الراهنة في العمل، والى إظهار عقلية منفتحة عند البحث عن طرق وأساليب لاستخلاص أفضل ما عند موظفيها».
ويقول سوريش منون، الطبيب المتخصص في مستشفى جبل علي في دبي التي شاركت في الدراسة إن بحوثاً أجريت في الهند أظهرت أن القيلولة السريعة في فترة الظهيرة تزيد من إنتاج الموظفين وإبداعهم ومهاراتهم وتساهم في حل المشكلات في العمل. ويضيف: «والأهم من ذلك أن القيلولة تعد من الأمور المهمة لسلامة الموظفين لا سيما أولئك الذين يقومون بأعمال جسمانية تتضمن التعامل مع آلات ثقيلة. وتشير غالبية الدراسات إلى أن القيلولة وإن لمدة 15 أو 20 دقيقة يمكنها أن تعزز الأداء العقلي والجسماني، إضافة إلى الحالة المزاجية لفترة ما بعد الظهيرة».
إبراهيم توتونجي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد