القاهرة: خلاف جديد بين السلطة والثوار
منذ ان فضت قوات الأمن بالقوة اعتصام مجموعة من الشباب في ميدان التحرير في أول أيام شهر رمضان، والمشهد اللافت في الميدان هو الوجود الكثيف لقوات الشرطة والجيش فيه، وكذلك الآليات العسكرية وناقلات الجند المنتشرة في الشوارع القريبة منه والمحيطة به.
وعلى مدار شهر الصوم منعت هذه القوات أي مجموعات من التجمع في الميدان، وأصرت على عدم تمكين أي مجموعات من الوصول إلى حديقته المركزية التي يحيطها عشرات الجنود طوال ساعات اليوم. وليل أول من أمس أصيب عدد من المتظاهرين واعتقل آخرون بعد اشتباكات مع قوات الأمن في الميدان بسبب سعي مجموعات من الشباب الدخول إلى الحديقة التي تتوسط الميدان. واستخدمت قوات الأمن المركزي الهروات ورد المتظاهرون برشق افرادها بالحجارة، ورددوا شعارات مناوئة للجيش والحكومة.
ولوحظ زيادة عدد قوات الشرطة والجيش في ميدان التحرير أمس. وتراصت سيارات الأمن المركزي في الشوارع القريبة منه، فيما تواجدت قوات الجيش بكثافة عند أطرافه. وكانت غالبية القوى الشبابية أعلنت تعليق اعتصاماتها خلال شهر رمضان. وبدا أن السلطات اتخذت قراراً بمنع المتظاهرين من تكرار تجربة الاعتصامات في الميدان أو حتى التظاهر فيه، ما يتضح جلياً من كثافة الوجود الأمني في محيطه، غير أن منسق حركة «شباب 6 أبريل» محمد عادل اكد ان «أحداً لن يستطيع منعنا من التظاهر في ميدان التحرير وسنعود إليه قريباً لأنه أصبح ملكاً للثوار لا لقوات الأمن». وأضاف أن الثوار لا يريدون الاصطدام مع قوات الشرطة أو الجيش ولكن لا بد من احترام حق الثوار في التظاهر في الميدان الذي بات رمزاً للثورة. وأوضح أن ائتلاف شباب الثورة يجري مناقشات للدعوة إلى تظاهرات جديدة في ميدان التحرير يوم الجمعة 9 أيلول (سبتمبر) لإعلان رفض المحاكمات العسكرية للمدنيين. وستكون هذه التظاهرت اختباراً لطريقة تعامل السلطات مع أي تجمعات كبيرة تسعى للوصول إلى الميدان بعدما أصبح منع المتظاهرين من التجمع في ميدان التحرير مدعاة للاحتجاج في حد ذاته.
من ناحية أخرى، يعتزم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب استئناف لقاءاته عقب انتهاء اجازة عيد الفطر مع المثقفين والمفكرين من مختلف الانتماءات للاتفاق على اقتراح وسائل تنفيذية لتفعيل «وثيقة الأزهر» بعدما أقرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة واتفقت عليها غالبية القوى السياسية والحزبية كإطار استرشادي للمرحلة المقبلة.
ومن المقرر أن تتركز هذه اللقاءات في بدايتها على ملفي الثقافة والتعليم لوضع اقتراحات لتطوير الملفين.
أحمد رحيم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد