الفيصل يعرض على إيران تخصيباً مشتركاً لليورانيوم

02-11-2007

الفيصل يعرض على إيران تخصيباً مشتركاً لليورانيوم

اعلنت الرياض امس، انها تقدمت مع الدول الخليجية الاخرى، بعرض لانشاء هيئة محايدة لتزويد ايران ودول المنطقة الراغبة باليورانيوم المخصب، وأشارت الى ان الايرانيين أبدوا اهتمامهم بالمسألة، متوقعة الا تعارضها واشنطن، التي أكدت ان الأسبوعين المقبلين «حاسمان» بالنسبة للملف النووي الايراني، متوعدة طهران بان «تدفع الثمن» في حال رفضت تعليق التخصيب.
وقال وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل لمجلة «ميدل ايست ايكونوميك دايجست»، «اقترحنا حلا وهو اقامة كونسورتيوم لكل مستخدمي اليورانيوم المخصب في الشرق الاوسط». واضاف ان هذا الاقتراح سينفذ «بأسلوب جماعي من خلال كونسورتيوم سيوزع طبقا للاحتياجات ويعطي كل محطة نووية الكمية اللازمة لها ويضمن عدم استخدام هذا اليورانيوم في الاسلحة النووية».
وتابع الوزير السعودي «نعتقد انه ينبغي ان تكون (المحطة) في دولة محايدة مثل سويسرا على سبيل المثال.. وأي محطة في الشرق الاوسط تحتاج الى اليورانيوم المخصب ستحصل على حصتها. لا اعتقد ان الدول العربية الاخرى سترفض. والواقع ان دولا عربية اخرى عبرت عن رغبتها في ان تكون طرفا في الاقتراح».
وفيما اكد سعود الفيصل ان «الولايات المتحدة غير معنية (بالمشروع)، ولكن لا اعتقد انهم سيرفضون هذا الاقتراح الذي من شأنه حل احد اكبر عناصر التوتر بين الغرب وايران»، قال ان الايرانيين «ردوا بانها فكرة مثيرة للاهتمام وانهم سيعودون للتحدث معنا. نأمل ان يقبل الايرانيون هذا الاقتراح. نواصل التحدث معهم ونحثهم على الا ينظروا الى المسألة من منظور احتياجات ايران من الطاقة فقط، ولكن بما يخدم ايضا مصالح امن المنطقة».
في طهران، دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بعض الدول الأوروبية إلى المبادرة إلى تعديل مواقفها من الولايات المتحدة، والكف عن دفع أثمان «أنانية» إدارتها. وقال «اننا قادرون على إبداء رد الفعل وانتم بحاجة إلينا أكثر من هذا.. لو أردتم مواصلة طريقكم السابق فإننا سنرد بالمثل ونتخذ القرار المناسب».
من جهته، وصف رئيس مجلس خبراء القيادة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران، هاشمي رفسنجاني، الأوضاع في المنطقة بـ«الملبدة»، داعيا المسؤولين والشعب الى «التحلي باليقظة وصون مصالح الشعب والبلاد». واعتبر ان «أعداءنا المنهزمين عادوا الى المنطقة مرة أخرى ويقومون عبر إنشاء قواعد عسكرية على حدود ايران بإثارة الدعاية الإعلامية السيئة وإطلاق التهديدات وحياكة المؤامرات ضدنا».
ورأى رفسنجاني ان «الاعداء منذ بداية الثورة ولغاية الآن نفذوا العديد من المؤامرات ضد ايران، لكن الاوضاع الحالية لم يسبق لها مثيل ولهذا ينبغي ان يبقى الجميع متأهبا». وأضاف ان «وجود القوات الاميركية وأنصارها في المنطقة وتنقلاتها ومناخ التهديد والخوف الذي تخلفه، لا سابق لها».
وفيما أشاد رفسنجاني بالحرس الثوري والجيش، قال ان «وعد النصر الإلهي في طور التحقق». وأضاف ان «الآيات القرآنية تتحقق بمرور الزمن، فأين هم الآن، صدام (حسين) وحزب البعث وأميركا ودعاة الحرب الذين كانوا يتآمرون ضد الثورة الايرانية؟».
واختتمت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية جولة مفاوضات في طهران استهدفت المساعدة في تبديد شكوك تحيط بأنشطة طهران الذرية. وقال رئيس الوفد الايراني جواد واعدي انه جرى تقديم «الإجابات والمعلومات الضرورية» على أسئلة أثارها مسؤولون من الوكالة الدولية خلال أربعة ايام من المحادثات في طهران.
في غضون ذلك، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز، قبيل اجتماع مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا، انه «من المهم جدا ان نبعث برسالة ان هناك ثمنا لما تفعله ايران». واضاف «اذا لم تعلق ايران برنامجها للتخصيب في نتانز خلال اسبوعين، فإن هذا سيكون عاملا مهما جدا».
وسيلتقي ممثلون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا، في لندن اليوم لبحث تشديد العقوبات على ايران. وقد ناقش وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية كوندليسا رايس عبر الهاتف المسألة النووية الايرانية.
ودعت «اللجنة البرلمانية البريطانية لحرية ايران»، الاتحاد الاوروبي الى ان يحذو حذو الولايات المتحدة ويفرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني. وجاء في الرسالة «ندعو حكومات الاتحاد الاوروبي الى إصدار حظر على مؤسسة الارهاب هذه حتى لا نمنح النظام وقتا اضافيا لبناء قنبلة نووية وتنفيذ مشاريعه المشؤومة في الشرق الاوسط». وأضافوا ان العقوبات الاميركية «ستساهم بشكل كبير في خفض التمويل للدولة الرقم واحد الراعية للإرهاب».
وفي السياق، تحدث وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير عن إمكان فرض «عقوبات اوروبية» على ايران اذا استمرت في تطوير برنامجها النووي. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك خلال لقائهما شتاينماير، انهما يعتمدان على «اهمية ان تدعم المانيا العقوبات بحق ايران».
وقال ضابط إسرائيلي كبير خرج مؤخرا من الخدمة العسكرية ويقوم بزيارة الى كندا، في تصريح لصحف كندية، ان إسرائيل قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وان الجهود الدبلوماسية الجارية في هذه الأثناء لوقف البرنامج النووي الإيراني ليست مفيدة وبالإمكان ضرب نقاط الضعف في إيران.
في واشنطن، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان ايران أعطت بغداد «تأكيدات» بشأن المساعدة التي ستقدمها لوقف تدفق العبوات المتفجرة التي تصل الى العراق. وفي حديثه عن العبوات المتفجرة الايرانية الصنع المنتشرة في العراق، قال غيتس «في رأيي، ان أعلى الهيئات القيادية الايرانية على علم بها».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...