الفطور السوري يكلف 10 آلاف ليرة وأكثر .. هل غدا تراثنا ترفاً ؟
لطالما اشتهرت بلادنا بخيراتها عبر التاريخ، إذ يعد صحن “الفول”، مثلاً، تراثاً دمشقياً خالصاً لايمكن للسوري الاستغناء عنه يوم الجمعة، وكثيراً ماتعتبر العائلات أن فطور العطلة هو فطور اختلطت مكوناته بنكهة العائلة وحميميتها.
فالفول والفتة من الأطعمة الشعبية الأولى في سوريا، وتقدّم بأكثر من طريقة وتعتمد بشكل كامل على الفول والحمص الممزوجين بعصير الليمون وبعض التوابل إلى جانب بعض الإضافات كالثوم والبصل ودبس الرمان.
لكننا اليوم ومع الموجة الاقتصادية التي أتت على تفاصيل كثيرة مما كان يعيشه السوريون، نجد الألوان ودعت موائد أغلب السوريين حيث اقتصرت على مكونين “فطوريين” ليس أكثر.
وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه أسعار المواد الأساسية المحلية والتي كانت ملاذاً لكافة الطبقات في المجتمع تراوح ارتفاعات تختلف بين مدينة وأخرى لكنها تتفق على التكلفة المضاعفة.
ويصل سعر كيلو الفول المعد للتحضير إلى 2000 ليرة، وصديقته “المسبحة” التي تختلف تسميتها حسب المنطقة يصل سعر الكيلو منها إلى 2500 ليرة، ولتكتمل اللوحة التراثية يجب أن تزين أقراص الفلافل أحد الزوايا وهي التي وصل سعر القرص الواحد منها فيما بين 30 إلى 40 ليرة.
وتحتاج العائلة المكونة من 6 أشخاص إلى قرابة ال 15 قرص فلافل يصل سعرهم إلى أكثر من 500 ليرة، عدا عن ذلك ارتفاع أسعار الخضار المرافقة، من بندورة وبصل وثوم ..الخ.وفي حال أرادت العائلة ملء برادها بمكونات الإفطار اليومية من “الحواضر” التي يعتادها السوريون لمدة أسبوع، فيصل سعر كيلو اللبنة، وسطياً، إلى 3000 ليرة، والجبن البلدي الأبيض يصل سعره وسطيا، إلى 7000 ليرة.
أما البيض، والذي يعد مكوناً غذائياً أساسياً موصى به عالمياً، فيتراوح سعر الكرتونة منه فيما بين 4500 إلى 5000 ليرة، عدا عن ذلك أيضاً المادة الأهم قبل كل ذلك وهي الخبز التي تعيش مآزق اقتصادية لم تمر قبل ذلك على السوريين.
في الوقت الذي يصل فيه راتب الموظف العادي وسطياً إلى 60 ألف ليرة، والذي غالباً ما يكون مسؤول عن إعالة أسرة ممكن أن يصل عدد أفرادها إلى الست أو خمس أفراد، وهناك أكثر.
يذكر أنه في تلك الحسبة لم يتم شمل الزيارات العائلية التي اعتادها السوريون الذين لايمكن لهم الاستغناء عن “لمّاتهم” ففي حال توسعت الزيارة من فنجان القهوة إلى دعوة إفطار فستختلف الحسابات تبعاً لزيادة الأعداد، فالبركة التي كان يتغنى بها كثيرون في السابق لم تعد كذلك.
الخبر
إضافة تعليق جديد