العراقيون يدعمون المعارضين بالسلاح
فيما يبدو واضحاً بصورة متزايدة أن الأزمة السورية تتحول إلى نزاع إقليمي، يشير تسارع الأحداث، بما في ذلك تفجيرات واغتيالات في دمشق وحلب والاشتباكات الطائفية في طرابلس، إلى أنّ سورية تواجه الآن أعداء عبر الحدود.
ويؤكد تاجر سلاح في الأنبار، يستخدم الاسم المستعار أحمد المصري، أنه بدأ بشراء الأسلحة نفسها التي سبق وباعها لمقاتلين في الأنبار والموصل بعدما وصله قبل خمسة أشهر أن هناك طلباً على السلاح عند الحدود السورية.
وكشف أحمد أنه يبيع مدافع الهاون والقنابل اليدوية والبنادق، وأن حلقة الوصل في سوريا أيضاً مواطن عراقي، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات يتنازل عراقيون عن أسلحتهم مجاناً، وعندها لا يطلب مقابلها إلا كلفة نقلها عبر الحدود. وعلّق أحمد "إنها تجارة رابحة، ولكنها محفوفة بالمخاطر".
وكشف عدد من شيوخ العشائر والمسؤولين الأمنيين عن تهريب السلاح إلى سوريا من محافظة الأنبار والمناطق المحيطة بالموصل، شمالي العراق، بكميات قليلة لكنها تتزايد بوتيرة متسارعة. وأعلنت المصادر أن أسعار بعض الأسلحة ارتفعت بحدة من 300 دولار إلى 2000 دولار، فيما قال الشيخ علي حاتم سليمان من مقره في بغداد "إن شيوخ عشائر الأنبار سيجتمعون هذا الأسبوع لبحث سبل دعم "الثوار".
ومن جهته، كشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمّري عن تهريب كميات من المتفجرات والأسلحة عبر منطقة ربيعة على الحدود. كما تحدث تاجر سلاح، رفض الكشف عن اسمه، عن تهريب قطع من السلاح في صناديق سجائر فارغة وأنه ربح مؤخراً 4000 دولار من صفقة بيع سلاح "بي كا سي". وأضاف إن عدداً من السوريين بدأوا يقايضون أغناماً وماشية مقابل السلاح.
في هذه الأثناء، يسعى تنظيم القاعدة في العراق، الذي تعرّض لضربات قاضية خلال السنوات الأخيرة، إلى استغلال أعمال العنف في سوريا لمصلحته. ويؤكد ذلك ما أشيع عن ضلوع القاعدة في التفجيرين الأخيرين في دمشق وربما أيضاً في حلب يوم الجمعة الماضي. وكان زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري أصدر بياناً، أمس الأول، دعا فيه مسلمي المنطقة والعراق تحديداً إلى دعم الانتفاضة السورية. وفي الأردن وجهت جماعة الإخوان المسلمين ذات النفوذ الواسع دعوة خاصة بها إلى السلاح معتبرة أن الجهاد ضد نظام الأسد فرض عين على المسلمين في كل مكان.
وأكد عضو مجلس محافظة الانبار فيصل العيساوي أن "الأهالي يريدون مساعدة السوريين، لا بالسلاح وإنما بأي شكل آخر من أشكال المساعدة يمكن تقديمها"، لافتاً إلى استقبال مئات آلاف اللاجئين العراقيين في سوريا لأن علينا أن نقف بجانب الشعب السوري مثلما وقف إلى جانبنا".
يُذكر أن الحكومة العراقية سعت إلى الحفاظ على توازن دقيق في موقفها من الأزمة السورية، في وقت قال وزير الخارجية هوشيار زيباري "نحن جيران مباشرون، كما المكسيك بالنسبة للولايات المتحدة. وإذا حدث تغيير في سوريا فإن الجميع يخشى وصول التداعيات إليهم"، مضيفاً "إن هذا لا يعني أننا ندعم النظام السوري، فنحن لا نستطيع الوقوف ضد الشعب السوري".
ولا يخفي زعماء الانبار غضبهم من سياسة بغداد تجاه الأزمة السورية. وقال الشيخ محمد خميس أبو ريشة "ندعم سوريا ونريد وقف إراقة الدماء، ونريد من الحكومة العراقية أن تدعم الشعب لا القتلة. إنهم يساعدون الحكومة السورية على قتل هؤلاء المسلمين".
السفير نقلاً عن "نيويورك تايمز"
إضافة تعليق جديد