السنيورة تلقّى دعماً من السعودية ومصر والأردن والاتحاد الأوروبي
وسط تظاهرات قوى المعارضة اللبنانية امس في وسط بيروت، بدا محيط السرايا اشبه بثكنة عسكرية اذ انتشر فيه الاف من افراد قوى الامن الداخلي والجيش وعشرات الملالات وزنرته أسلاك شائكة حالت دون دخولها لسوى من يحمل اذناً بذلك.
غير ان النشاط داخل السرايا بدا طبيعياً وحضر موظفوها الى مكاتبهم، ومارس رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء نشاطاتهم كالعادة وتابعوا تطورات الاوضاع وقد ادلى عدد من هؤلاء بتصريحات الى وسائل الاعلام.
وقد استقبل السنيورة ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن وعرض معه الاوضاع في الجنوب.
كما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في حضور الوزراء حسن السبع واحمد فتفت ومحمد الصفدي وخالد قباني والامين العام للقمة الروحية الاسلامية محمد السماك ونجل المفتي الشيخ راغب وعميد كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى انس طبارة.
بعد الاجتماع قال المفتي قباني: "نريد ان نؤكد له ثقتنا الكاملة بدولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ودعمنا الكامل له ولحكومته التي اكتسبت ثقة الشعب اللبناني الممثلة بالمجلس النيابي الكريم الذي منحها ثقته، ونريد ان نقول للجميع ايضاً ان ممارسة العمل السياسي الديموقراطي الحر يكون من خلال المؤسسات الدستورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراءـ، هكذا تسلك جميع الدول الديموقراطية الحرة، وليس في الشارع. لا يجوز اطلاقاً أن نعرض لبنان وامنه وسلامه واستقراره للضياع، الشعب اللبناني بتنوعه لا يمكن ان يرضى بان تحل الفوضى غداً في شارعه، ينزل هؤلاء ثم ينزل اولئك في المقابل. ان التعبير عن الرأي مكفول بحكم الدستور ولكن محاولة اسقاط الحكومة في الشارع فهذه دعوة الى الافساد بين الناس ونحن لا نرضى بهذه الطريقة. ليكن معلوماً اننا مع حرية الرأي السياسي وحرية العمل ولكن في اطار من الامن والاستقرار ومن خلال المؤسسات الدستورية.
لقد كان هذا نداء غبطة البطريرك الماروني وهذا هو نداؤنا اليوم ايضاً ونداء جميع القيادات الروحية فلنحفظ لبنان ولنحافظ على شعبه ولقمة عيشه واقتصاده وامنه وسلامته واستقراره. ان الخوف بدأ يدب في صفوف اللبنانيين ونحن نطلب من المعارضة ان تتعقل وان تلجأ الى المؤسسات الدستورية وتقلع عن استخدام الشارع من اجل اسقاط الحكومة.
أريد ان اؤكد ايضاً ان لبنان يعيش مرحلة اخطار كبيرة بسبب الاوضاع في المنطقة العربية، والتي تنعكس على الاوضاع في لبنان. ونحن لا نريد ان نضيف الى هذه المصائب مصيبة اخرى فيكون لبنان سبباً لانعكاسات سلبية اخرى على المنطقة العربية. ينبغي لرجال المعارضة الحكماء ان يتعقلوا وان يدركوا هذا الامر، لا يجوز اطلاقاً ان نعمل على اسقاط الحكومة في الشارع والا غداً سيكون هناك تصرف مقابل وكل حكومة اذا لم يرض بها احد سوف يعمل على اسقاطها في الشارع، هذه سابقة خطيرة في تاريخ لبنان، الدعوة الى اسقاط الحكومة في الشارع سابقة خطيرة لأن كل مجموعة من المجموعات والتيارات السياسية يمكن ان تتضامن وتسقط اي حكومة في المستقبل في الشارع، يجب ان يقلع الحكماء عن هذا الاسلوب في العمل السياسي في لبنان وان نلجأ الى مؤسساتنا الدستورية، حفظ الله لبنان ووقاه من الشتات". وظهراً ادى السنيورة والوزراء المسلمون يتقدمهم قباني صلاة الجمعة في قاعة الاستقبال الكبرى التي حولت مصلى.
والقى خطبة الجمعة الشيخ طبارة وعنوانها "الصبر"، وشدد على ضرورة ان يصبر المؤمن لأن الله مع الصابرين، واشار الى "ان الحركة الاقتصادية والمعيشية في البلاد معطلة".
- واجرى السنيورة، بعد الظهر اتصالات هاتفية بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وكان بحث في التطورات في لبنان والمنطقة.
وقد أبلغ هؤلاء الى السنيورة "دعمهم الكامل" لحكومته.
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد