السلاح الأمريكي يصل الى نهر البارد وفتح الاسلام تتوعد بالرد
تواصل هبوط طائرات الشحن العسكرية الأميركية المحملة بمعدات للجيش اللبناني في مطار بيروت، فيما استمر الهدوء الحذر مخيما على مخيم نهر البارد للاجئين في مؤشر على صمود الهدنة الإنسانية بعد مواجهات بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام.
وذكر مصدر في مطار بيروت أن ثلاث طائرات شحن عسكرية أميركية محملة بمعدات وذخائر حطت اليوم مع العلم أن ست طائرات نقل أميركية وأردنية وإماراتية نقلت أمس معدات عسكرية للجيش.وقال مسؤول لبناني -فضل عدم الكشف عن هويته- أن الطائرات وصلت اليوم قادمة من الكويت.
ويخوض الجيش اللبناني منذ الأحد مواجهات مع مسلحين من جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد أوقعت 78 قتيلا هم 33 جنديا و25 مقاتلا من فتح الإسلام، ودفعت الجيش لإرسال تعزيزات إلى محيط المخيم وفرض حصار عليه.ورفضت السفارة الأميركية في بيروت ما اعتبرته "تضخيما" لموضوع المساعدات العسكرية، مؤكدة أنها جزء من مساعدات تم الاتفاق عليها مع بيروت قبل عام.
وأصدرت فتح الإسلام اليوم بيانا تعقيبا على شحنات الأسلحة الأميركية قائلة إنها تتضمن غاز الأعصاب وقنابل عنقودية.وقال بيان تلاه المتحدث باسم الجماعة أبو سليم طه "إذا استخدموا ضدنا أسلحة غير تقليدية سنرد بأسلحة غير تقليدية في كل مكان". واعتبر متحدث عسكري لبناني من جهته أن هذه الاتهامات "لا تستحق الرد عليها".
في السياق نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية لبنانية أن أجهزة الأمن نفذت عمليات تفتيش في مدينة طرابلس القريبة وبعض القرى بحثا عن مسلحين يخشى أن يكونوا قد تسللوا عبر الطوق المفروض على نهر البارد.
سياسيا ذكرت وكالة الأنباء المركزية في بيروت أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة عرض اليوم الوضع في مخيم نهر البارد خلال اتصالات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال مصدر رسمي إن السنيورة أبلغ عباس بأن حكومته تترك للفصائل الفلسطينية في لبنان وقتها لمعالجة مشكلة منظمة "فتح الإسلام لناحية إيجاد الحل لعصيانهم في المخيم".
من جهته اعتبر الرئيس اللبناني إميل لحود في تصريحات للجزيرة أن الهجوم على الجيش اللبناني سيفيد إسرائيل.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اعتبر أمس في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة لتحرير الجنوب أن مخيم نهر البارد والمدنيين الفلسطينيين خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.
ودعا أمين حزب الله إلى أن تكون المعالجة "سياسية أمنية قضائية تحفظ الجيش ولا تؤدي إلى حرب مخيمات جديدة". وحذر أيضا من التدخل الأميركي في الأحداث متهما الأميركيين بالسعي لتحويل لبنان إلى ساحة صراع بين القاعدة والولايات المتحدة.
في هذه الأثناء أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير آلاف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في نهر البارد وخاصة الأطفال الذين يتعرضون "لصدمات تفوق الوصف".
وقال بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن "حوالي عشرة آلاف مدني -بحسب التقديرات- لا يزالون في المخيم ويتلقون فقط مساعدات إنسانية متقطعة أثناء فترات توقف إطلاق النار القصيرة جدا".
وذكر أن قافلة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الفلسطيني دخلت اليوم إلى المخيم حاملة مواد غذائية وطبية. وأضافت أن القافلة أجلت عددا من المرضى والمسنين.
جاء ذلك بعد نجاح نحو أربعين من سكان المخيم معظمهم من النساء والأطفال بالفرار وسط معلومات أن قناصة من فتح الإسلام يطلقون النار منذ الجمعة لمنع السكان من المغادرة.
وخيم اليوم هدوء حذر في المخيم ومحيطه في حين عزز الجيش اللبناني مواقعه حوله وسط تأكيدات ضابط لبناني بحصول إطلاق نار متقطع خلال الليل.
ووزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاثين طنا من الأغذية على 12 ألفا من سكان المخيم الذين يقيمون في أماكن مؤقتة في مخيم البداوي المجاور بعد نجاحهم بالفرار.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد