الرياض تستبق وصول ميتشل: التطبيع يأتي بعد الحل

وجهت الرياض، امس، رسالة الى جولة المبعوث الأميركي في المنطقة جورج ميتشل، التي تروج لمبادرات عربية تجاه اسرائيل، مؤكدة ان السياسة الاسرائيلية تتسم بالانفصام، وانها لن تعترف بالدولة العبرية الا بعد انسحابها من الاراضي العربية المحتلة وقبولها مبدأ الدولتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي، إن السياسة الاسرائيلية تعاني من الانفصام، معتبراً انها تنسف عملية السلام التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية. وقال إن «موقفنا معروف جيداً وهو انه على اسرائيل ان تحرز تقدماً جدياً في اتجاه عملية السلام».
ويأتي تصريح المسؤول السعودي بعد دعوات وجهها ميتشل للقيام بمبادرات من دول عربية تجاه اسرائيل. وقال المتحدث السعودي «كما نعلم جميعا، اسرائيل تواصل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتغيير المعطيات الجغرافية والديموغرافية على الارض عبر بناء مستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة».
واضاف النقلي ان «مبادرة السلام العربية واضحة جدا»، مؤكدا ان «على اسرائيل الانسحاب من الاراضي العربية وإنهاء الاحتلال وحل القضايا الكبرى في النزاع» مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين وتقاسم مصادر المياه ومستقبل القدس المحتلة. وتابع «يجب حل هذه المسائل للوصول الى سلام دائم وعادل مرتكز على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة». وقال انه «في خطة السلام العربية.. التطبيع (مع اسرائيل) يتم بعد بلوغ هذه الأهداف وليس قبل ذلك».
وكان الموفد الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل قد حث خلال جولته الاخيرة في المنطقة الدول العربية على القيام بمبادرات ايجابية حيال اسرائيل من اجل إيجاد «جو» لمفاوضات سلام شاملة مع الدولة العبرية. وقال «لا نطلب من احد تطبيعا كاملا في هذه المرحلة. نقر بانه سيحصل في وقت لاحق من هذه العملية».
وكان عدد من النواب الاميركيين وجهوا رسالة الى الملك السعودي عبد الله دعوه فيها للقيام بـ«مبادرة قوية» تجاه اسرائيل مثل تلك التي أدت الى سلام بين الدولة العبرية وكل من مصر والأردن. غير ان النقلي اكد ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي يمنع اي تقدم في اتجاه السلام. ورأى ان السياسة الاسرائيلية تتسم بالانفصام حيث ان الدولة العبرية تتحدث عن مصلحتها في السلام من جهة، فيما تقوم باعمال تعيق عملية السلام وتعقدها وتعرضها للخطر من جهة ثانية.

المصدر: أ ف ب