الدراسة في غزة تسبق الضفة: فرض «الزي الشرعي» و«التأنيث»
وصل الانقسام السياسي الفلسطيني إلى المؤسسات التعليمية، بعد الإعلان عن بدء العام الدراسي في غزة قبل أسبوع من بدئه في الضفة الغربية. وقد تزامن ذلك مع فرض مديرية التعليم في الحكومة الفلسطينية المقالة قراراً يلزم طالبات الثانويات بارتداء «الزي الإسلامي الشرعي» و«تأنيث» المدارس.
وتوجه، أمس، نحو 250 ألف طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة في غزة موزعين على 383 مدرسة حكومية. كما توجه أكثر من 200 ألف طالب وطالبة إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا».
ودعا مدير التربية والتعليم في غرب غزة محمود ابو حصيرة الطالبات إلى «ارتداء الزي الشرعي». وقال «إننا نطالب جميع الطالبات بالتزام الزي الفضفاض»، وهو عبارة عن جلباب كحلي ووشاح أبيض وحذاء اسود أو ابيض. وأوضح أن هناك قرارا من مديرية التعليم في غزة بـ«تأنيث المدارس»، اي منع الرجال من مدرسين أو إداريين من التواجد في مدارس البنات في جميع المراحل.
وقد وضع الأسبوع الماضي على مدخل المدارس الثانوية الخاصة بالإناث في غرب غزة ملصق موقع من إدارة المدرسة يفيد بأن على الطالبات الالتزام بارتداء الزي الجديد، تحت طائلة الفصل.
واعتبرت الطالبة سعاد ابو راضي (16 عاما) أنّ «هذا القرار ليس لمصلحتنا، فهو يعتبر تعديا على حريتنا الشخصية وسيؤثر على نفسيتنا، ولا يجوز تطبيقه». لكن الطالبة سمر (17 عاما)، وهي مسيحية، فقالت أنها لا تمانع لبس الجلباب ووضع غطاء الرأس «لان ذلك ضمن قرارات الدولة وعلينا احترامها ما دمنا نسكن داخل حدودها».
ويرى استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر ابو سعدة أن «فرض هذه الأمور بالقوة على المواطنين سيكون له رد فعل سلبي تجاه حماس»، فيما اعتبر نقيب المعلمين وائل البلبيسي أن فرض الزي الشرعي «إذا لم يكن نابعا من الداخل فهو غير مقبول، لأن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، وإذا فرض فرضا فسيعمل ذلك دون قناعات».
ويقول «ابو محمود» انه اضطر لنقل ابنتيه من مدارس حكومية إلى مدرسة خاصة، بسبب فرض الزي الشرعي. ووصف منع المدرسين من التدريس في مدارس الإناث بأنه «جريمة كبيرة في حق أبنائنا وفي حق التعليم»، معتبراً أنّ «هذا الفصل تفرقة عنصرية لأنه يشكك في نزاهة المدرسين الذين هم أمناء على أبنائنا وبناتنا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد