الحكيم يطالب بإعدام بندر والتكريكتي وقلل من شأن شعبية صدام
في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة على ظروف إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل تسعة أيام، طالب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم الحكومة بالإسراع في تنفيذ حكمي الإعدام اللذين صدرا بحق برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، وعواد البندر رئيس محكمة الثورة بأسرع وقت ممكن.
وقال الزعيم الشيعي في احتفال بمناسبة ذكرى يوم الغدير أمام عدد من النواب من قائمة الائتلاف الموحد الشيعية "يجب أن لا تتوقف المحكمة بل تحاكم كل المجرمين، يجب أن تنفذ الأحكام بكل المجرمين".
واستخف الحكيم بشعبية صدام ومؤيديه في العراق والعالم العربي قائلا "الإعدام كشف عدد الموالين له، إنهم لا يمثلون نسبة كبيرة من الشعب العراقي هذا هو حجم صدام، والشيء ذاته حدث في العالم العربي".
وعبر الحكيم عن اقتناعه بأن التظاهرات التي خرجت في العالم العربي تنديدا بإعدام صدام، هي بالأساس صغيرة الحجم، لا يتجاوز عدد المشاركين فيها بضعة مئات، لكن "تم تصويرها بتهويل".
ودافع الحكيم عن الحكومة العراقية الحالية التي تتهم بإثارة النعرات الطائفية "نحن ندفع ضريبة اعتقادنا بالإمامة، وتشن حرب إبادة طائفية علينا لماذا؟ ماذا صنعنا لأننا متمسكون بالغدير.. بما قاله رسول الله".
ويحظى يوم الغدير بأهمية لدى الشيعة الذين يقولون إن النبي محمدا -صلى الله عليه وسلم- أوصى خلال خطبة ألقاها في العام العاشر للهجرة في مكان يسمى "غدير خم" بالولاية لابن عمه الإمام علي بن أبي طالب من بعده.
وفي إطار ردود الفعل الدولية انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية موقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ورأت أن تعامله مع القضية يذكر بما أسمتها الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق.
وتأتي ملاحظات المنظمة ردا على تصريحات للمالكي قال فيها إن "إعدام الطاغية لم يكن قرارا سياسيا" وأن "تنفيذ الحكم القضائي جاء بعد محاكمة نزيهة وعادلة لم يكن يستحقها".
في غضون ذلك تواصلت الانتقادات والمظاهرات المنددة بإعدام صدام حسين داخل وخارج العراق. ففي العراق تظاهر المئات من أهالي مدينة سامراء الأحد أمام مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي والحسن العسكري تنديدا بإعدام صدام. كما تظاهر المئات من طلاب جامعة الموصل شمالي العراق احتجاجا على إعدام الرئيس السابق.
وفي المغرب تظاهر الآلاف في شوارع الدار البيضاء استجابة لدعوة من نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وهي إحدى نقابات العمال الرئيسية.
أما في الجزائر فقد طالب برلمانيون حكومة بلادهم بقطع علاقاتها مع الحكومة العراقية إذا لم يتوقف ما أسموه التطهير الطائفي الذي يستهدف السنة في العراق وتتراجع حكومة المالكي عن إعدام برزان التكريتي وعواد البندر.
في سياق متصل ندد مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي بطريقة إعدام صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى.
وقال المجالي في أول جلسة بعد عطلة العيد، إن "الأمر بدا وكأنه مقصود ومتعمد في اختيار الزمان والمكان والظروف، ويرمي لإيذاء مشاعر العرب والمسلمين عمدا وعن سبق إصرار، إضافة إلى ما رافق عملية الإعدام من مظاهر الانتقام والطائفية خلافا لكل الشرائع السماوية".
من جانبها انتقدت نقابة الصحفيين الأردنيين تهديدات المالكي بإعادة النظر في العلاقات مع أي دولة ترفض احترام إرادة العراقيين. واعتبرت أنها تحمل في طياتها دلائل واضحة على استمرار الحكومة العراقية في "تغذية بذور الفتنة الطائفية داخل العراق وخارجه".
وفي بريطانيا اعتبر رئيس الوزراء توني بلير الطريقة التي أعدم بها صدام حسين "غير مناسبة على الإطلاق".
وكالات
إضافة تعليق جديد