الجيش يستعيد المبادرة في جزل و«النصرة» تدعو إلى توحيد عصابات المخربين في الغوطة

11-06-2015

الجيش يستعيد المبادرة في جزل و«النصرة» تدعو إلى توحيد عصابات المخربين في الغوطة

مع تفاقم الخلافات بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، وانشغال أجزائها الرئيسية في القتال على جبهة البادية، تقدِّم «النصرة» دعوتها الرامية إلى «جمع الكلمة» عبر إنشاء «جيش الفتح» في الغوطة الشرقية، على غرار ما حصل في إدلب والقلمون. بيان التنظيم الذي نشر يوم أمس على صفحاته ومواقعه الالكترونية، دعا «المجاهدين الصادقين وكل الفصائل على أرض الغوطة الشرقية إلى إنشاء جيش الفتح في الغوطة.

جيشٌ واحد يجمع كلمتنا ويلم شعثنا ويقوي ضعفنا... إن الواجب في حقنا آكد، فإن كان إخواننا هناك (إدلب والقلمون) يقاتلون أطراف النظام... فنحن مما يلي رأسه في دمشق، فحسم المعركة عندنا بإذن الله».
حراك «النصرة» في الغوطة، كان قد وازاه ارتفاع في وتيرة المعارك على الجبهة الجنوبية لدمشق، حيث كان الجيش يخوض معاركه على خطوط تماس يدخلها للمرة الأولى في شارع الثلاثين والحجر الأسود - المعقل الجنوبي لـ«داعش»- ما أدى، في حصيلة أولية الى سقوط أكثر من 12 مقاتلاً في صفوف التنظيم.
وبحسب مصادر من داخل المخيم، فإن «ارتباكاً واضحاً أبداه داعش عندما اضطر للقتال على جبهتين، الأولى مع الجيش السوري على مشارف اليرموك، والثانية مع أكناف بيت المقدس على حدوده الشرقية».
وفي مقابل ارتباك التنظيم في العاصمة، اشتد قتاله يوم أمس في محيط جزل وحقلها النفطي في الريف الشرقي لمحافظة حمص، إذ كانت الأنباء المتضاربة من تلك الجبهة، التي حاول «داعش» من خلالها ترويج نبأ تقدمه في جزل والحقل، تشي بـ «معركة كبرى جرت في محيط الحقل وفي كامل الريف الشرقي للمحافظة».
لذلك، استقدم الجيش تعزيزات نوعية إلى ريف حمص الشرقي، ما أدى إلى وقف حالة التراجع التي سادت اليومين الفائتين، إذ حاولت وحدات عسكرية استعادة السيطرة على نقاط خسرها الجيش أول من أمس أمام تقدم مسلحي «داعش» باتجاه حقل جزل. عناصر الجيش خاضوا اشتباكات عنيفة لاستعادة السيطرة على قرية جزل المجاورة للآبار النفطية، التي تؤلف الحقل الأهم في سوريا حالياً. مصدر ميداني أكد أن «الجيش السوري أشعل جميع النقاط وخطوط التماس في محيط الحقل، منعاً من سرعة تمركز المسلحين في النقاط التي استولوا عليها خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى استعادة السيطرة على بئرين من أصل ٦ آبار باتت خالية من أي تواجد للمسلحين، وتحت سيطرة الجيش نارياً». وبحسب المصدر، فإن «الاشتباكات جارية حتى السيطرة على الآبار الستة، مع استعادة الجيش المبادرة الميدانية، ومنعه التفاف المسلحين على قواته في نقاط عدة».
وبدورها، انعكست مجريات المعركة في جزل على دمشق عبر ارتفاع ساعات تقنين التيار الكهربائي التي تبيّن لاحقاً ازدياد وضعها سوءاً بعد تفجير عناصر «داعش» أحد خطوط الغاز الواقع بالقرب من مطار «تي فور» في الريف الشرقي للمحافظة، وفيما خسر التنظيم أكثر من 13 مسلحاً في صفوفه خلال الاشتباكات مع الجيش على أطراف قرية الفرقلس، تمكن مقاتلوه من تحقيق خسائر مباشرة في صفوف «جيش الإسلام» خلال الاشتباكات التي اندلعت بين التنظيمين في محيط بلدة المحسا في الريف ذاته.
كذلك، قتل أكثر من 17 مسلحاً من «داعش» في استهداف سلاح الجو مواقع التنظيم في منطقة البيارات الغربية في الريف الشرقي أيضاً.
في موازاة ذلك، وبعد سيطرة المعارضة المسلحة على أجزاء واسعة من شرقي محافظة درعا، أعلن «جيش اليرموك» في «الجبهة الجنوبية» إطلاق ما سماها معركة «سحق الطغاة»، حيث كشف بيان التنظيم الصادر عصر أمس، عن بدء مقاتليه «هجوماً مباغتاً على مطار الثعلة العسكري والسرية الرابعة في ريف السويداء.. سائلين المولى عز وجل نصراً وفتحاً مبيناً»، فيما أكدت مصادر محلية أن ارتفاعاً كبيراً في أعداد الصواريخ على مطار الثعلة كان قد جرى مساء يوم أمس، ما قد يعني اضطرار وحدات الجيش للانسحاب منه باتجاه قرية الثعلة في محافظة السويداء.
إلى ذلك، خاضت وحدات الجيش السوري قتالها على الجبهة الجنوبية لمحافظة حلب ضد تجمعات المعارضة المسلحة على عدة محاور في حي العامرية، وعلى جبهة المدينة في أحياء الخالدية والأشرفية. وفي وقتٍ اشتد فيه قتال «الجبهة الشامية» ضد مسلحي «داعش» في تل قراح بالريف الشمالي للمحافظة، تمكن فريق مشترك من «الهلال الأحمر السوري» و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» من إدخال 32 شاحنة محملة بالمواد الغذائية إلى مناطق الريف الغربي للمحافظة.

أحمد حسان

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...