البحث عن مرشح
مصرٌّ أنا على ممارسة حقي في انتخاب ممثلي ف إلى مجلس الشعب, والشروط التي أطلبها في المرشح بسيطة وواضحة:
-أن يجيد الضرب على الطاولة احتجاجاً, أكثر من إجادته التصفيق ابتهاجاً;
-إذا اضطره أمر ما إلى التصفيق (قليلة هي الأمور التي تضطر عاقلاً إلى التصفيق) فيصفق بنعومة, برزانة, بثقل, تصفيق رجال, وليس مثلما تصفق عمتي لطفية في أعراس أبناء أخوتها;
-أن يملك الشجاعة ليقول الحقيقة أو الوقار ليبقى صامتاً;
-أن يهز رأسه, فقط عندما يسمع كلاماً يفهمه, وإذا لم يفهم, فيرفع يده, ويسأل مثل تلميذ شاطر;
-أن يغفو ساعة القيلولة في بيته, وليس أثناء مداولات المجلس;
-أن يضيف بنداً, أي بند, إلى البرنامج الانتخابي الأزلي والموحد لجميع المرشحين, والمؤلف من بندين: (الحصول على سيارة, الحصول على شقة).
منذ سنوات, وأنا متمسك بهذه الشروط. منذ سنوات, وأنا أذهب إلى الصندوق من أجل المرشح نفسه: ورقة بيضاء.
الطبيعة, مثل المسؤولين السوريين, تخطئ - أحياناً - في قراراتها:
ربة منزل, في قرية نائية, كان بإمكانها أن تغدو وزيرة مالية لواحدة من الدول الثماني الكبرى; مدير عام يملك بالكاد مهارات بقال; موزع غاز بقدرات خبير بورصة; كاتب عضو في اتحاد الكتاب العرب مصمم في الأصل ليغدو عرضحالجي أمام القصر العدلي..
ويحدث - أحياناً - أن تفقد الطبيعة رشدها تماماً, كأن تضع ملاكماً محترفاً في إدارة مدرسة (الآسية) الخاصة في باب توما, رجلاً بصحة موفورة وعضلات مفتولة, يحوم حول تلاميذه الصغار كالفراشة ويلسع كالنحلة (تماماً مثل محمد علي كلاي).
إنه يقوم, وبأمانة, بما خلق من أجله: أن يوجه اللكمات. وإذا كان من أحد يستحق اللوم, فهو الذي وضعه في هذا المكان غير المناسب.. بين هذه الجماجم الصغيرة, التي لا تحتمل اللكمات.
سلمان عز الدين
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد