البابا بنديكيت: الإسلام دين عظيم
في لقاء اعتبره الكثير من المراقبين "فريدا" استقبل البابا بنديكتوس السادس عشر السبت 11-11-2006 على انفراد مفكرا جزائريا إسلاميا وتناقشا في الفقه الإسلامي وسبل "الحد من الكراهية الدينية". وأوضح الباحث مصطفى شريف أن هذا اللقاء الذي لم يعلن عنه الفاتيكان عقد في المكتب الخاص للبابا واستمر نصف ساعة. وقال مصطفى شريف إن "البابا استمع إلي باهتمام شديد وطيبة كبيرة وحصل بيننا تبادل حقيقي" للحوار.
وكان شريف الأستاذ في جامعة الجزائر, وهو أحد مؤسسي مجموعة الحوار الإسلامي-المسيحي, طلب لقاء البابا منذ أشهر قبل الخطاب الذي ألقاه الحبر الأعظم في راتيسبون وأثار استياء كبيرا في العالم الإسلامي. لكنه أوضح أن اللقاء تناول في جزء كبير منه هذا الخطاب لأنه رغب في أن يبدا "بالإجابة على التساؤلات التي أثارها خطابه" ولا سيما بشان الحرية والفكر والعنف في القرآن.
وقال شريف "إن القرآن شأنه شأن الإنجيل يطلب من المؤمنين التسامح والصبر والرحمة وإعلان الجهاد لا يكون إلا في حالة التعرض لعدوان وبشروط صارمة كما يقول أيضا القديس أغسطينوس". وأوضح المفكر الجزائري أنه قدم عدة اقتراحات للبابا من بينها تنظيم ندوة عالمية إسلامية مسيحية حول "مكافحة الكراهية العنصرية والدينية".
وأضاف: "قال لي البابا إنه يعتبر الإسلام دينا عظيما، وعلينا أن نؤكد معا على البعد الديني للوجود". وتابع شريف "وقال لي إنه يرفض منطق صدام الحضارات"، وأوضح الأستاذ الجامعي الذي يبلغ الخمسين لوكالة الصحافة الفرنسية: "تحركي هو تحرك مفكر ديني يسعى إلى الحوار ويرفض الجدل".
يشار إلى أن مصطفي شريف أعرب علنا في إبريل/ نيسان الماضي عن قلقه لرحيل الأسقف المكلف في الفاتيكان بالحوار مع الإسلام المونسنيور مايكل فيتزجيرالد الذي يلقى تقديرا كبيرا في العالم الإسلامي. وكتب آنذاك رسالة أولى للبابا أتبعها برسالة ثانية بعد خطاب راتيسبون، كما تجدر الإشارة إلى أن لمصطفى شريف عدة كتب من بينها "الإسلام وامتحان الزمن" و"الإسلام والغرب".
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد