الاشتراكية سيغولين رويال: هل تصل إلى الأليزيه
بعد أن نجحت في إقناع الاشتراكيين الفرنسيين بجدوى التغيير والتجدد الذي أطلقته شعاراً لحملتها الانتخابية الأولية وانتخابها مرشحة حزبهم للسباق الرئاسي الذي يجري في الربيع المقبل، تطمح الاشتراكية سيغولين رويال 53 عاماً أن تصبح أول امرأة تصل إلى قصر الأليزيه في فرنسا.
تطرح رويال مسائل غالباً ما يهملها الرؤساء الذكور، كمناهضة الإساءة للأطفال، وفرض الرقابة على البرامج التلفزيونية، والرعاية الصحية والتركيز على شؤون تربوية وبيئية، تحت شعار ديموقراطية المشاركة. وستبرهن الانتخابات الرئاسية في الربيع عما اذا كانت هذه المبادئ ستكون كافية للناخبين الفرنسيين عموماً لحملها الى سدة الرئاسة.
وفي أول رد فعل لها بعد فوزها في انتخابات ترشيح الحزب الاشتراكي لها، قالت رويال، التي حازت على نحو 61 في المئة من الأصوات، الملقبة بفاتنة الانتخابات والتي تسمي نفسها بغزال السياسة الفرنسية، إنه لأمر استثنائي ومميز، إنني سعيدة جداً لاختياري بهذه الحماسة وبهذه الطريقة، داعية إلى رص الصفوف، فيما تدارك منافساها، وزير الاقتصاد السابق دومينيك شتراوس كان (الذي حصل على نحو 21 في المئة من الأصوات) ورئيس الوزراء الأسبق لوران فابيوس (الذي حصل على نحو 19 في المئة من الأصوات) هزيمتهما، ودعيا إلى دعم رويال من أجل تحقيق فوز على اليمين. كما هنأها اشتراكيو أوروبا بفوزها العظيم، متمنين لها الفوز في الانتخابات الرئاسية.
ولأن المسائل التي تطرحها رويال ذات طابع أمومي، فإن منتقديها يهاجمونها بها، متهمين إياها، وهي أم لأربعة أولاد، بالضعف وقلة الحيلة حيال المسائل الكبرى، مقللين من قدرتها على مواجهة تهديد خارجي محتمل لفرنسا.
وبرغم كونها مرشحة للاشتراكيين، فإن رويال تتجرأ على التطرق إلى مواضيع يعتبرها الحزب الاشتراكي من المحرمات، مثل تأييدها لتشجيع بعض الشباب الجانحين على القيام بمهمات إنسانية أو تشكيل لجان تحكيم من عامة الشعب لتقييم عمل السياسيين. كما تطرح رويال مسائل يمينية مثل التشديد على القيم الأخلاقية والعائلية تحت شعار النظام العادل.
أما بالنسبة إلى أوروبا فتطمح رويال إلى إعادة بنائها من خلال مشاريع تطال حياة الفرنسيين اليومية، متخذةً، في بعض الأحيان، مواقف يمينية أكثر منها اشتراكية، في ما يتعلّق بالأمن والهجرة.
ولدت رويال عام ,1953 في دكار في أسرة كاثوليكية مؤلفة من ثمانية أولاد، وقد تلقت من والدها، الذي كان ضابطا، تربية صارمة جداً ساهمت في تنمية الجانب المتمرد في شخصيتها. حازت على شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية في باريس، وانضمت إلى صفوف الحزب الاشتراكي عام 1978 حيث التقت صديقها فرنسوا هولاند (الذي أصبح في ما بعد رئيساً للحزب الاشتراكي)، وقد عملت مستشارة الشؤون الاجتماعية للرئيس فرنسوا ميتران عام .1982 وقد تولت خلال حياتها السياسية ثلاث حقائب وزارية: البيئة (في العامين 1992 93) والتعليم المدرسي (19972000) والأسرة والطفولة (20002002). وانتخبت عام 2004 رئيسة لمنطقة بواتو شارينت، وهو الفوز الساحق الذي سلط عليها أضواء الشهرة على المستوى الوطني.
وبرغم طغيان شعبيتها كامرأة جذابة وجريئة وأنيقة على طموحات هولاند (ولها منه أربعة أولاد)، فإن رويال تؤكد أنه لا خلافات بينها وبينه، ولكن اهتماماتنا مختلفة، موضحةً أنها تولي اهتماماً اكبر للقضايا الاجتماعية كالبيئة ومكافحة العنف الذي يتعرض له النساء والمراهقون.
كما أجمعت الصحف الفرنسية أمس على أن فاتنة الانتخابات ستشكل منافسة قوية لليمين الفرنسي، وعلى رأسه وزير الداخلية المحافظ نيكولا ساركوزي.
وكتبت صحيفة لو فيغارو اليمينية لم تخطئ استطلاعات الرأي: لقد تمكنت المرشحة من إقناع الحزبيين كما حصلت من قبل على تأييد أنصار الحزب، مضيفة أن سيغولين رويال ستكون خصما قويا بالنسبة لليمين.
بدورها، اعتبرت صحيفة ليبيراسيون اليسارية أن أعضاء الحزب الاشتراكي كانت عليهم مسؤولية كبيرة، ليس في اختيار الذي يمثل حزبهم إلى الرئاسة فحسب، وإنما الأقدر على مقارعة اليمين، وأضافت ها نحن أخيرا أمام امرأة تتمتع بالقدرة على الفوز بالرئاسة.
ورأت صحيفة فرانس سوار انه انتصار كبير يضعها في موقع يؤهلها لخوض السباق إلى الاليزيه، فيما اعتبرت صحيفة لو باريزيان أن مسيرة رويال المظفرة وضعتها على طريق المصاعب الحقيقية، وهي خوض المعركة الحقيقية في العام 2007 واحتمال مواجهة نيكولا ساركوزي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد