الإرهابيوبلقان يتدفقون إلى سورية وإرهابيون تونسيون يعودون من سورية

06-08-2013

الإرهابيوبلقان يتدفقون إلى سورية وإرهابيون تونسيون يعودون من سورية

"قاتل البعض منهم في النزاعات الدامية التي شهدتها تسعينات القرن الماضي في دول البلقان وشب البعض الآخر متأثرين بإسلام متطرف وجد أرضا خصبة لدى المجموعة الإسلامية في هذه المنطقة الفقيرة من أوروبا" بهذه الكلمات الواضحة وصفت وكالة الصحافة الفرنسية مئات الإرهابيين الذين تدفقوا إلى سورية من دول البلقان للقتال ضد الدولة السورية ضمن أجندة تنفذها تنظيمات إرهابية تابعة للقاعدة وتقودها أجهزة استخبارات إقليمية ودولية.
وقالت الوكالة في تقرير لها اليوم إن "هذا الخليط يحركه هدف واحد يتمثل بالانضمام إلى المقاتلين في سورية وأن كثيرين منهم يعودون إلى منازلهم محمولين في نعوش ولا تكتشف عائلاتهم إلا في هذه اللحظة أنهم كانوا في ميادين القتال".

ونقلت الوكالة عن ميجينا ماليكاي من مدينة بروش القريبة من تيرانا بالبانيا أنها "لم تتلق أخبارا عن زوجها خليل منذ تشرين الثاني عندما قال لها إنه متوجه إلى تركيا بحثا عن عمل ولكنها تلقت في حزيران رسالة نصية من رقم هاتف مجهول أبلغتها أن خليل لقي حتفه في سورية".
وقالت زوجة هذا الإرهابي وهي تبكي للوكالة "دعوني وشأني، ليس لدي ما أقوله لكم".

وتوضح الوكالة أن البانيا آخر انضم إلى المجموعات المسلحة في سورية هو ارمال خيلو 35 عاما وأنه أبلغ والدته أنه سيسافر أيضا إلى تركيا بحثا عن فرصة عمل وبعد شهرين، عادت جثته من سورية.
وتبقى تركيا هي الطريق الآمن للارهابيين بعد أن فتحت حكومة حزب العدالة والتنمية الطريق أمامهم ووفرت لهم كل ما يلزم لدخول الأراضي السورية للقتال في وقت يزعم القادة الأتراك وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان "إنهم يريدون مساعدة الشعب السوري على تحقيق الديمقراطية" فهل تأتي الديمقراطية عبر دعم الإرهاب العابر للحدود.
الدور التركي في لعبة الإرهاب كشفه تقرير للاجهزة الأمنية في كوسوفو تحدث عن مسار الإرهابيين الذين سماهم "المتطرفين الإسلاميين" الذين يتوجهون إلى سورية حيث نقلت الوكالة عن التقرير أن هؤلاء "يستقلون الطائرة من بريشتينا إلى اسطنبول ثم يتوجهون بالحافلات إلى الحدود مع سورية ضمن مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة أشخاص".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أفاد ايلر كولا الخبير الألباني في الشؤون الأمنية أن "300 الباني على الأقل من البانيا وكوسوفو ومقدونيا توجهوا إلى سورية للقتال فيها باسم "الجهاد" مضيفا أن هؤلاء "يتأثرون بالشعارات الدينية التي تفيد أن الحرب في سورية هي فعلا حرب جهادية".

وفي منطقة سنجق جنوب غرب صربيا أعلنت عشرات من أوراق النعي التي علقت في أيار الماضي في شوارع مدينة نوفي بازار مقتل إلدار كوداكوفيتش 27 عاما في سورية الذي سقط خلال هجوم للمقاتلين على أحد السجون حسب الوكالة.
وفسرت الوكالة اندفاع الشبان في دول البلقان وراء دعوات "الجهاد" بالبطالة وسوء الوضع الاقتصادي ما يدل على أن هناك من يستغل حاجة هؤلاء الشبان ويغرر بهم ويحشو رؤوسهم بالترهات والأباطيل قبل نقلهم إلى سورية أو غيرها ولا يهم ماذا يكون مصيرهم.
ونقلت الوكالة عن محللين أن الأزمة الاقتصادية والبطالة التي تتجاوز 20 بالمئة في معظم بلدان المنطقة ساهمتا في تطرف الشبان.
وأضاءت الوكالة على ظاهرة خطيرة جدا تتمثل في توجه عدد كبير من محترفي الحروب الأهلية القائمة على الحقد والإلغاء للقتال في سورية حال أحد القناصين السابقين في كوسوفو الذي يؤكد أنه "أمضى أسبوعين في حلب لتقييم الوضع" موضحا أنه سينضم "برفقة عشرة من قدامى المحاربين للقتال في سورية".

ونقلت الوكالة عن الخبير في الشؤون الدينية فيسار دوريكي أن "شبكة تتولى إدارتها فرقة سلفية تعرف بتفسيرها المتشدد للاسلام أقامت شبكة فعلية في كوسوفو لتجنيد مقاتلين".
من جهتها تؤكد الجمعية المسلمة لكوسوفو التي تنادي بإسلام معتدل لدى أكثرية المسلمين في كوسوفو أنها ليست متورطة على الإطلاق في هذه المسألة.
وتفيد الوكالة أن السلفيين ينتشرون بكثافة في البوسنة، إذ إن أعدادا كبيرة من الأجانب الذين انضموا إلى القوات البوسنية خلال حرب 1992- 1995 استقروا فيها بعد الحرب.
وقال أسد هاشموفيتش الخبير البوسني في الشؤون الأمنية إن المتطوعين يقولون إن "ما يحفزهم للقتال هو ما يصفونه بأنه وطنهم الإسلامي من البوسنة إلى فلسطين وحتى العراق" ما يشكل تكرارا لتجارب سابقة في البوسنة والصومال وافغانستان والعراق والتي كانت نتيجتها المأساة والقتل الجماعي وزيادة التطرف والعنف وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.

من جهة أخرى أكد عدد من الإرهابيين التونسيين العائدين إلى بلادهم بعد أن قاتلوا في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية أن ما فعلوه بانضمامهم لتلك المجموعات لا يعد "جهادا" بل انتحار ومتاجرة بالأرواح لأن جرائم القتل وسفك الدماء التي ترتكبها تلك المجموعات لا علاقة لها بالدين لذلك قرروا العودة إلى تونس.
ونقلت صحيفة التونسية اليوم عن مضمون ملف القضية التي رفعت بحق ثلاثة إرهابيين تونسيين عائدين من سورية وجهت لهم تهمة الإعتداء على أمن الدولة الخارجي والمساس بالتراب التونسي "أنه وبحسب الحادثة التي بدأت أطوارها في بداية السنة الحالية 2013 فإن المتهمين تسللوا عبر الأراضي التركية إلى سورية من أجل "الجهاد" وعندما وصلوا إلى سورية استقبلتهم أطراف متشددة ثم قامت بتدريبهم على السلاح وانضموا إلى كتائب للقتال في سورية".
وذكرت الصحيفة أنه بعد استجواب الإرهابي الأول الذي يبلغ من العمر 23 سنة من منطقة سيدي حسين السيجومي التابعة للعاصمة تونس أقر بذهابه للقتال في صفوف الإرهابيين بقصد "الجهاد" في سورية لافتا إلى وجود شخص لا يعرف هويته قدم له أموالا على شكل مصروف يومي للقتال في سورية.
وقال الإرهابي للمحكمة "عندما وصلت إلى سورية اكتشفت أنني وقعت في خيوط عمليات للمتاجرة بالأرواح" موضحا أنه انضم إلى ما يسمى "جبهة الفاروق" القتالية وأن الإرهابيين الذين يتم جلبهم من تونس يوضعون في الصف الأمامي أثناء القتال حيث تم التغرير بالعديد منهم وعندما شاهد عمليات القتل وسفك الدماء تبين له أن ذلك لا علاقة له بالدين الإسلامي وأنه مخالف لتعاليمه ومبادئه فقرر العودة فورا إلى تونس.
وأضافت الصحيفة "إن الإرهابي زعم أنه لم يشارك في أي عمل إجرامي وأن دوره اقتصر على بعض التدريبات على الأسلحة مثل الكلاشينكوف موضحا أنه اكتشف أثناء ذهابه إلى سورية أن ذلك لا يعد جهاداً في سبيل الله بل انتحار ومتاجرة بالأرواح البشرية".
إلى ذلك قالت الصحيفة التونسية إن الإرهابي الثاني نفى بعد استجوابه قيامه بأي أعمال إجرامية وأن هدفه كان إنسانيا لا غير في سورية.
واضافت "إن المتهم الثالث أقر أنه ذهب إلى سورية للجهاد" وأن بعض الأشخاص هناك كان يستغلهم في العمليات القتالية لافتا إلى أنه عاد من سورية لأنه مسلم ولا يمكنه رفع السلاح في وجه أخيه المسلم.
يذكر أن تقارير أمنية وإعلامية عدة كشفت أن تونس تتصدر قائمة الدول التي يأتي منها الإرهابيون للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

من جهة أخرى أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو اليوم أن أجهزة الأمن التونسية منعت نحو خمسة آلاف إرهابي "جهادي" تونسي من السفر إلى سورية واعتقلت عشرات المتورطين في إرسال "جهاديين" تونسيين إليها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزير التونسي قوله خلال جلسة عامة نظمها المجلس التأسيسي لمساءلة الحكومة حول الأوضاع الأمنية في البلاد "إن أجهزة الأمن تمكنت منذ آذار الماضي من منع قرابة خمسة آلاف شاب تونسي من السفر إلى سورية وتفكيك شبكات كانت تعمل على ترحيلهم".
وأضاف "إن أجهزة الأمن أحالت 50 من المتورطين في تسفير "جهاديين" تونسيين إلى سورية على القضاء الذي أصدر بحقهم بطاقات إيداع بالسجن".
وكان وزير الداخلية التونسي أعلن في تصريحات صحفية نشرت في وقت سابق "إنه من الصعب إحصاء أعداد التونسيين الذين تم نقلهم إلى سورية لأن الكثيرين منهم يغادرون البلاد خلسة أو بطرق لا تشد الانتباه".
وأضاف "حين يعودون نقوم بتسجيل محاضر ضدهم ويبقون تحت المراقبة الامنية بهدف حماية أبنائنا وشعبنا".
ولم يكشف الوزير التونسي عن الجهات المتورطة في تجنيد هؤلاء "الجهاديين" التونسيين ونقلهم إلى سورية في حين تتهم المعارضة ووسائل إعلام قطر بالتورط المباشر في تدريب وتسليح وإرسال الإرهابيين إلى سورية.
إلى ذلك أوردت جريدة الشروق التونسية في 15 آذار الماضي "أن شبكات نقل "الجهاديين" التونسيين إلى سورية تحصل من قطر على عمولة تبلغ 3000 دولار أميركي عن كل شخص يتم تجنيده".
وأوضحت الجريدة أن "عددا من الجمعيات الحقوقية والخيرية تبين تورطها في هذا المجال وهي تحصل على أموال ضخمة من قطر لدعم أنشطتها عبر أموال تصلها نقدا داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس قرطاج الدولي".
وكان إرهابيون "جهاديون" عائدون من سورية أكدوا أن "الآلاف من التونسيين يقاتلون ضد الجيش العربي السوري وأن من بينهم فتيات يمارسن جهاد النكاح".
يذكر أن عثمان بطيخ مفتي تونس السابق أعلن في 19 نيسان الماضي قبل أن يتم عزله "أن 16 فتاة تونسية تم التغرير بهن وإرسالهن إلى سورية من أجل جهاد النكاح الذي أكد أنه بغاء وفساد أخلاقي" كما أن تقارير امنية وإعلامية عدة كشفت عن تصدر تونس قائمة الدول التي يأتي منها الإرهابيون للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...