الأطفال يهاجرون أيضاً … نحو 400 ألف إذن سفر ووصايا مؤقتة للقاصرين بدمشق خلال العام
أعلن القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود معرواي أن عدد حالات أذونات السفر والوصايا المؤقتة للقاصرين وناقصي الأهلية بلغت يومياً أكثر من 1500 وهي في ازدياد مستمر، على حين كشفت إحصائيات قضائية أن عدد حالات أذونات السفر للقاصرين بدمشق بلغت نحو 400 ألف خلال العام الحالي منها 300 ألف منذ منتصف العام وحتى الآن.
و: قال المعراوي: إن منتصف العام الحالي شهد إقبالاً كبيراً من الأهالي للحصول على أذونات سفر ووصايا مؤقتة للحصول على جوازات السفر للقاصرين أوناقصي الأهلية، مؤكداً أن المحكمة تستقبل كل مراجع ولو كان من محافظة أخرى.
وبين معراوي أن هناك الكثير من الحالات تتعلق بزوجات يردن الحصول على أذونات سفر لأطفالهن ولا يوجد الأب أو الجد أو أي أحد من أولياء القاصر من العم أو الأخ، ومن هنا فإن المحكمة تدرس كل حالة على حدة فإذا كان الأب مثلاً مسافراً فإنه يطلب من الزوجة بيان مغادرة له من إدارة الهجرة والجوازات وفي حال كان مفقوداً أو يوجد في منطقة ساخنة فإنه يطلب منها الإتيان بشاهدين يثبتان حالة الفقد أو عدم قدرته الخروج من المنطقة الموجود فيها.
وأوضح المعراوي أنه رغم تزويد المحكمة بأربعة قضاة جدد إلا أن الضغط عليها مازال كبيراً في مجال أذونات السفر والوصايا المتعلقة بإخراج جواز سفر للقاصرين، معتبراً أن هذا الضغط ناجم عن أن بعض المحاكم الشرعية بالمحافظات الأخرى لا تمنح أذونات السفر، وذلك نتيجة تفسيرهم لتعميم وزير العدل المتعلق بعدم منح التفويضات الخاصة بتجديد أو إخراج جواز سفر لأقرباء المغتربين إلا بعد الحصول على الموافقة من الجهات المختصة، مشيراً إلى أنه فهم من هذا التعميم أنه يشمل القاصرين أيضاً.
وأضاف المعراوي: إن هذا الفهم غير دقيق لأنه لا علاقة للتفويضات التي تمنح لأقرباء المغتربين بالوصايا المؤقتة أو أذونات السفر للقاصرين، ومن هذا المنطلق فإن وزير العدل شكل لجنة لدراسة هذا الأمر والتي خلصت إلى التوصية بمنح أذونات السفر لأولياء القاصرين دون اتباع الإجراءات المتبعة في التفويضات.
وأشار معراوي إلى أن هناك العديد من المواطنين يحصلون على أذونات سفر للقاصرين مرتين أو أكثر في العام باعتبار أنهم يحصلون عليها بهدف الزيارة إلى خارج البلاد، وبالتالي فإنه ليست كل الوصايا المؤقتة وأذونات السفر للقاصرين هي بهدف الهجرة كما هو شائع بين المواطنين.
وفيما يتعلق بلم الشمل أوضح المعراوي أن المحكمة تستقبل عدداً لا بأس به من أذونات السفر المتعلق بهذا الموضوع وذلك بأن الأب بعد سفره يرسل كتاباً بلم الشمل أو إنه يوكل زوجته قبل سفره بموجب وصايا مؤقتة يسمح من خلالها للزوجة السفر مع القاصرين إلى مكان وجوده
ولفت معراوي إلى أن المحكمة تحاول تسهيل أمور المواطنين بشكل كبير وهذه سياسة وزارة العدل في العمل على تسهيل كل الإجراءات القضائية للمواطنين سواء كانت في المحاكم الشرعية أو في غيرها من المحاكم المدنية والجزائية، معتبراً أن ما تقوم به المحكمة في الوقت الراهن يعد إنجازاً كبيراً في استقبال عدد كبير من المراجعين ومن كل المحافظات مضيفاً: إننا نستقبل يومياً أكثر من 3000 مراجع فقط في المحكمة الشرعية.
وشهد العام الحالي إقبالاً كبيراً من السوريين للحصول على جوازات السفر والهجرة إلى خارج البلاد وحسب مختصين فإن العام الحالي هو أكثر أعوام الأزمة التي تمر بها البلاد هجرة للسوريين، ولاسيما إلى الدول الأوروبية وبالتحديد إلى تركيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب إحصاءات المركز الوطني للإحصاء فإن عدد السوريين المهاجرين بلغ 5 ملايين من أصل 19 مليوناً إضافة إلى الهجرة الداخلية بين المحافظات.
ومن الشيء اللافت أن هجرة السوريين خفت إلى الدول العربية في وقت كان معظمهم يسافرون قبل الأزمة إلى دول الخليج بهدف العمالة وذلك نتيجة الإجراءات التي اتخذتها تلك الدول بالتشديد على السوريين بشكل كبير.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد