الأسـد يلتقي فيـون: تتويج التقارب السياسي اقتصادياً
دعا الرئيس بشار الاسد، خلال استقباله رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، الذي بدأ امس زيارة الى دمشق تستمر يومين وتهدف الى تتويج اقتصادي لجهود التقارب السوري الفرنسي، الى ان تتحول المشاريع الاقتصادية بين سوريا وفرنسا لنواة تعاون اقتصادي اقليمي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وجود دور فرنسي داعم للدور التركي في عملية السلام.
وذكرت وكالة «سانا»، ان مباحثات الأسد وفيون تناولت «المراحل المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات الثنائية بين سوريا وفرنسا، وخصوصا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكيفية دفع هذه العلاقات عبر متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة أو التي ستوقع». وقد اعتبر الأسد ان «المشاريع الاقتصادية الثنائية بين البلدين يجب أن تكون نواة لتعاون اقتصادي إقليمي».
كما جرى الحديث «حول التطورات السياسية في المنطقة وخصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وتناول اللقاء عملية السلام المتوقفة حيث أكد الأسد «موقف سوريا المبدئي الداعي للسلام العادل والشامل القائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية»، مشددا على أن «السلام وحده هو الكفيل بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة».
واعتبر الرئيس الأسد ان «السلام يتطلب إرادة حقيقية، وهذا ما تفتقر إليه إسرائيل»، مشدداً على «ضرورة اضطلاع الدول الأوروبية بدور فعال لإرغام إسرائيل على الالتزام بمتطلبات السلام». وشدد ايضا على «أهمية الدور التركي في عملية السلام، ووجود الدور الفرنسي الداعم لهذا الدور».
من جهته، أشار رئيس الحكومة الفرنسية إلى «رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا وفرنسا، وعلاقات سوريا مع الاتحاد الأوروبي»، منوها «بدور سوريا
المحوري في المنطقة»، و«مؤكدا «ضرورة مواصلة التنسيق بين سوريا وفرنسا الأمر الذي من شأنه إيجاد حلول لمشاكل المنطقة».
ولفتت مصادر إعلامية سورية إلى الحفاوة في استقبال الأسد لضيفه، وهو أول رئيس وزراء فرنسي يزور سوريا منذ العام 1977، والتي تتجاوز البروتوكول بالنسبة لرئيس حكومة معين، حيث جرت العــادة أن يقيم رئيس الجمهورية مآدب الطعام لرؤساء الحكومات المنتخبين فقط.
وتشكل زيارة المسؤول الفرنسي تتويجا لجهود التقارب السوري الفرنسي التي بذلت سياسيا على مستوى مؤسستي الرئاسة، وبدا ان الوقت حان لتدعيمها اقتصاديا، ليتولى فيون ونظيره السوري محمد ناجي العطري هذه المهمة، وذلك بعد الزيارة الناجحة التي قامت بها وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد إلى دمشق قبل شهرين، وقبلها افتتاح الوكالة الفرنسية للتنمية في سوريا، وما سبق ذلك من تأسيس لمجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين.
ويرافق فيون لهذا الغرض ثلاثة وزراء، هم لاغارد، ووزير الشؤون النيابية هنري دورينكور، والثقافة فريدريك ميتران. كما يضم الوفد مدراء 25 شركة فرنسية مهتمة بالسوق السورية في مجالي الاستثمار والتجارة، إضافة لممثلي وكالة التنمية الفرنسية، ومعهد «إينا» للتنمية الإدارية، حيث سيطلق برنامج الوكالة في سوريا للمشاريع المتوسطة والصغيرة بموازنة قدرها 150 مليون يورو.
ورغم أن زيارة فيون قد لا تتوج بالإعلان عن مشاريع عملاقة، إلا أن المسؤول الفرنسي أكد استمرار تعاون بلاده في التخطيط لإنجاز مشروع مترو دمشق، الذي يأمل السوريون أن يكون حلا جذريا لمشكلة النقل المتفاقمة في العاصمة.
كما يكاد كلام فيون يقطع الأمل في إمكانية إحداث اختراق في صفقة الـ«إيرباص». لكن حديثا فرنسيا موازيا يشير إلى موافقة فرنسا على بيع سوريا طائرات صغيرة الحجم للنقل الداخلي والإقليمي القصير المدى من نوع «آرتي 72»، إضافة الى تأجير دمشق عددا من طائرات الـ«إيرباص» كحل بديل عن الشراء.
عدا ذلك، يركز الفرنسيون على البنى التحتية، التي سبق أن أبدوا اهتماما بها. وتدخل في هذا الإطار مشاريع وكالة التنمية، إضافة إلى تطلعات الحكومة الفرنسية والشركات المواكبة ولا سيما في تحديث مطار دمشق الدولي وتطوير قطاعي الطاقة المتجددة والبيئة.
وفي هذا السياق، أشار فيون الى أن البلدين سيوقعان أيضا على اتفاقية ثقافية لإنشاء شبكة متاحف معاصرة بالاستفادة من خبرة متحف «اللوفر»، وذلك في إطار التحضير لمعرض ضخم للترويج لتراث سوريا سينظم في «معهد العالم العربي» في العام 2012. وكان فيون قال في حديث لصحيفة «الوطن» السورية إن زيارته تهدف إلى «ترسيخ علاقتنا على المدى الطويل»، مشيرا أن «ما تريد فرنسا أن تعرضه على سوريا هو شراكة شاملة».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد