الأسد يرحب بالمبادرة الإيرانية وعبد اللهيان يؤكد وقوف إيران إلى جانب الدولة والشعب السوري
واصلت طهران تسويق مبادرتها لحل الأزمة السورية، وتلقت دعماً من الرئيس السوري بشار الأسد أمس، فيما كان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يشدد على أن أي مبادرة ناجحة لا بد أن تأخذ بالاعتبار دور الأسد المحوري وحكومته.
وذكرت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» أن الأسد عبّر، خلال لقائه عبد اللهيان في دمشق، «عن ترحيب سوريا بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية»، مؤكدا أن «الشعب السوري يثق بالدور الإيراني الداعم لشعوب المنطقة وقضاياه العادلة عبر التاريخ».
وأكد عبد اللهيان، من جهته، «حرص الجمهورية الإسلامية على مساعدة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، وفي تحقيق مصالحه وطموحاته من دون أي تدخل خارجي». وشدد على أن «إيران لن تدخر أي جهد يرسي الاستقرار في سوريا، ويسهم في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم»، مشيراً إلى «أهمية استمرار التنسيق والتشاور مع الحكومة السورية لتحقيق هذه الأهداف».
وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد، «خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى سوريا (في 12 آب الماضي)، تم تقديم ورقة إيرانية، هي عبارة عن تصور أولي لإيجاد حل سياسي للازمة في سوريا».
وأضاف «تم تقديمها إلى الرئيس بشار الأسد، وقد رحّب سيادته بهذه المبادرة السياسية البناءة المقدمة من إيران، وتم التوافق بين الجانبين السوري والإيراني على أن يصار إلى متابعة هذه الأفكار الأولية عبر وزيرا خارجية البلدين بصورة عميقة وبنّاءة».
وتابع «عقدنا لقاء بنّاء ومهماً مع الأسد، وأتاحت لنا هذه المناسبة فرصة طيبة لنستمع إلى وجهات نظر ورؤى سيادته القيمة من اجل إيجاد الحلول السياسية الناجعة والمناسبة لحل الأزمة السورية. ولا شك ان توجيهاته وإرشاداته تؤخذ بالاعتبار في مجال الأفكار والرؤى السياسية المشتركة التي يتم التبادل بشأنها بين إيران وسوريا من اجل إيجاد مخرج سياسي للازمة».
وقال «نحن نعتبر أن أي مشروع ناجح لحل الأزمة السورية لا بد أن يأخذ بالاعتبار الدور المركزي للشعب السوري في تقرير مستقبله ومصيره. وستكون مسألة مكافحة الإرهاب أساسية ومهمة. ولا بد أن يكون دور الحكومة السياسية ودور الأسد أساسيا ومحوريا في الآلية السياسية المحتملة لهذا الحل». وقال إن «إيران تثّمن وتقدر عاليا الدور المحوري والمركزي والمفصلي للرئيس بشار الأسد لحفظ الوحدة الوطنية في سوريا ومكافحة الإرهاب وإدارته الحكيمة لضمان خروج سوريا من الأزمات المتعددة التي عصفت بها خلال السنوات الماضية».
وأشار عبد اللهيان إلى انه تباحث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه أمس الأول «بشكل معمّق ومفصّل حول التفاصيل والنقاط الواردة في الورقة الإيرانية المقترحة»، مشيرا إلى أن «المسؤولين السوريين قدموا أفكاراً ومقترحات واضحة وبناءة وقيمة تساعد في مجال إنهاء الأزمة». وأضاف «نحن متفائلون بهذه الورقة والنتائج المترتبة عليها». وأشار إلى أن طهران ستضع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا «في جو هذه المقترحات والرؤى المقدمة من سوريا».
وأعلن أن «على جميع الدول الإقليمية التي تسهم إيجاباً في حل الأزمة في سوريا، مثل العراق وسلطنة عمان وغيرهما، الاستمرار في بذل الجهود والمساعي الطيبة لإنجاح هذا العمل، أما الدول التي لم تؤدِ دوراً إيجابياً فإننا ندعوها إلى العدول عن توجهاتها والإسهام إيجابيا في إيجاد حل سياسي».
من جهته، أكد المقداد استمرار المشاورات حول الأفكار الإيرانية لحل الأزمة في سوريا، مشدداً على أن دعم إيران «السياسي والاقتصادي والاجتماعي لسوريا مستمر بتصاعد، وينسجم مع طبيعة التحديات التي تواجهها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد