الأردن: الملك يكلف فايز الطراونة تشكيل الحكومة
قدم رئيس الوزراء الاردني عون الخصاونة، الذي يقوم بزيارة الى تركيا، استقالته الى الملك عبد الله الثاني امس، وذلك بعد ستة اشهر من توليه منصبه لتنفيذ اصلاحات في البلاد التي تشهد منذ كانون الثاني من العام الماضي احتجاجات تطالب بالتغيير السياسي والاقتصادي.
وحكومة الخصاونة هي الثالثة التي تستقيل منذ بدء الحراك الشعبي على وقع «الربيع العربي»، حيث استقالت حكومة سمير الرفاعي مطلع شباط العام 2011 بعد أربعين يوما على منحها ثقة برلمانية قياسية وصلت الى 111 صوتا من أصل 119، فيما اقيلت حكومة معروف البخيت في تشرين الأول الماضي لتخلفها حكومة الخصاونة.
وقال مصدر اردني مسؤول إن الملك «قبل استقالة الخصاونة» من دون اعطاء مزيد من التفاصيل، معلنا تكليف الملك رئيس الوزراء الاسبق فايز الطراونة بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الطراونة (63 عاما)، الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد، قد تولى رئاسة الوزراء في الأعوام 1998 و1999، وشهد عهده وفاة الملك الحسين بن طلال وانتقال السلطة إلى الملك عبد الله الثاني. كما تولى منصب رئيس الديوان الملكي ومناصب وزارية كالخارجية والصناعة والتجارة فضلا عن منصب عضو مجلس اعيان لدورات عدة.
ويأتي التطور الحكومي في وقت يقوم الخصاونة بزيارة الى تركيا تلبية لدعوة من الحكومة التركية لحضور الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المحكمة الدستورية في تركيا. ومن المفترض ان يلتقي خلال زيارته، التي بدأت الثلاثاء الماضي، الرئيس التركي عبد الله غول وكبار المسؤولين الاتراك.
ولم تتضح الاسباب التي دعت الخصاونة الى الاستقالة، لكن تقارير إخبارية نقلت عن مصادر قولها، إن الاخير لم يكن راضيا عن صدور ارادة ملكية بتمديد الدورة البرلمانية الحالية حتى الخامس والعشرين من شهر حزيران المقبل.
وذكرت التقارير أن «الظروف والملابسات المحيطة بطريقة تقديم استقالة رئيس الوزراء الأردني أظهرت حصول خلافات حادة مع مؤسسة القرار المرجعية (الملك) دفعته لتقديم استقالته بصورة مفاجئة وخارجة عن المألوف، إذ قدمها عبر ممثل شخصي له وللحكومة وليس مباشرة كما كان يحصل في العادة، فضلاً عن كونه خارج البلاد، فيما خلت وثيقة الاستقالة من العبارات الكلاسيكية المعتادة، بل تضمنت عبارة غير مسبوقة خاطب فيها الخصاونة الملك عبد الله قائلاً: هداكم الله لما فيه خيركم».
وأفادت مواقع إخبارية بحصول الخلاف في الكواليس «بعد تجاهل القصر الملكي طلباً للخصاونة بتقليص فترة ولاية الدورة العادية للبرلمان حتى تتفرغ الحكومة للعمل باسترخاء دون ضغط برلماني للتجهيز للعملية الانتخابية، لكن الخصاونة فوجئ على الأرجح وهو خارج البلاد بصدور أمر ملكي يمدد فترة ولاية الدورة البرلمانية حتى 25 حزيران المقبل خلافاً لرغبته».
وكان الملك كلف الخصاونة (62 عاما)، القاضي في محكمة العدل الدولية منذ العام 2000، بتشكيل الحكومة في 17 تشرين الاول من العام الماضي، معتمدا على سمعته الجيدة لتنفيذ اصلاحات في البلاد.
وقال رئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسي لـ«الاخوان المسلمين» في الاردن، زكي بني ارشيد، إن «بغض النظر عن كيفية استقالة الخصاونة، هذا التطور يثبت ان حديثه عن الولاية الدستورية غير موجود في القاموس الاردني».
واوضح ان «هذا التطور يظهر مدى الصراع بين مراكز القوى في الاردن، وللاسف انتهى هذا الصراع بفوز الاجهزة الامنية والعقلية الامنية». وحذر بني ارشيد من ان «المرحلة المقبلة سوف تكون مليئة بالضبابية السياسية»، مشيرا الى ان «كل الحديث الذي كنا نسمعه عن الاصلاح كان من دون معنى وتجربة فاشلة وقد ثبت انه لا يوجد اي ارادة للاصلاح وان الاجواء الحالية تظهر ان البلد يتجه الى المزيد من الفشل».
وكانت الاوساط السياسية وصفت تشكيل حكومة الخصاونة بـ«الفرصة الاخيرة» لاعتماد اصلاحات توافقية، في وقت عبّر الكثير من الاردنيين عن شكوكهم حيال فريقه الوزاري.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد