استحقاقات الرئاسة اللبنانية تؤجج الخلاف في البيت الماروني
تجدّد السجال بين رئاسة الطائفة المارونية في لبنان وزعيم تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، ليعيد إلى الأذهان اتهامات متبادلة بين الطرفين قبل نحو أسبوعين أحدثت ردود فعل متباينة لدى الطائفة المارونية.
وعقب اجتماع لمجلس المطارنة الموارنة في السادس من الشهر الجاري، صدر بيان سياسي عن المجلس عرّض فيه بما سماه محاولات النيل من الكنيسة، في إشارة إلى اتهام فرنجية البطريرك نصر الله صفير بأنه "موظف لدى السفارتين الفرنسية والأميركية" في بيروت.
واعتبر البيان أن "الجو العام في لبنان لا يحمل على الطمأنينة، والمؤسسات الدستورية معطلة، وهناك محاولات لتعطيل الجيش والنيل من الكنيسة، تنفيذا لمخطط يفضي إلى إفراغ البلد من كل مقوماته وتيئيس اللبنانيين من وضعهم وحملهم على الهجرة".
ولكن هذه الاتهامات رد عليها فرنجية قائلا "إن محاولة تحريف الواقع في البيان الأخير للسادة الأساقفة، واتهامنا بمحاولة النيل من الكنيسة التي هي إكليروس وعلمانيون، ونحن جزء أساس منها، يدفعنا إلى الخروج عن الصمت لأن السكوت عن الخطأ خطيئة".
النيل من الكنيسة
النائب الماروني الموالي هادي حبيش استغرب في تصريح للجزيرة نت "تجدّد الحملة على بكركي بعد أن نجحت مساعي التهدئة والتزم البطريرك الماروني نصر الله صفير بها".
واعتبر حبيش أن "الموضوع ليس داخليا إنما خارجي يستهدف النيل من الكنيسة المارونية ومن البطريرك، ضمن استهدافاته للمؤسسات وصولا إلى الكنيسة الأم. وللأسف فالهجوم جاء من داخل البيت".
وأضاف أن "الكلام الذي قيل عن البطريرك لا يمكن أن يقال حتى لرجل سياسي وليس لمرجعية دينية ووطنية كبيرة كصفير".
ودافع النائب الماروني عن صفير بقوله "ليس الوزير فرنجية بالضرورة هو المستهدف في بيان الأساقفة، البيان تناول بصورة عامة أي شخص يمكن أن يتعرّض للمقام الديني".
غير أن عضوة المكتب السياسي لتيار المردة فيرا يمين أوضحت أن "هدفنا تصويب دور الكنيسة، وهناك المزيد للإعلان".
وتحدثت يمين عن أسباب تجدد السجال قائلة إن "البطريرك لم يوفر استقبالا شعبيا أو سياسيا إلا ووجه أمامه الانتقادات والتهكمات بما لا يشير إلى الالتزام بالتهدئة".
وأضافت "صدر بيان أخير أعاد الأساقفة فيه تحريك السجال ولو عبر كلمات قليلة لا تفسّر إلا بأنها تستهدفنا".
وتشير يمين إلى أن "هناك محاولات لتضليل الرأي العام بمحاولة التصوير أننا نستهدف الكنيسة، في جين نحن حريصون عليها، وخوفنا على هذا الموقع مما أصابه من سياسة البطريرك وما تهدّده مواقفه للتاريخ الماروني. نحن نستشعر خطر التوطين الذي لا يمكن أن يمر إلا عبر تغطية دينية معينة، طالما كان بالنسبة للمسيحيين مشروعا مهددا لوجودهم".
وختمت بقولها "لم نوفر مناسبة إلا وضعنا فيها البطريرك في إطار ملاحظاتنا، إن عبر رئيسه أو عبر اللجنة المكلّفة التواصل مع بكركي، وهناك وثائق مكتوبة، وعندما وجدنا أن صفير لم يأخذها بعين الاعتبار ولو مرة واحدة كان الرد إيمانا بضرورة الحفاظ على الوضع المسيحي، حفاظا على التنوع الوطني الذي من دونه لا يكون لبنان".
نقولا طعمة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد