ازدياد ارتكاب الجرائم من الشباب اليافعين إلى أربعة أضعاف والفقر والتهجير أهم الأسباب
أعلن رئيس غرفة الجنايات بمحكمة النقض أحمد البكري أن الجرائم المرتكبة من الشباب الذين هم في مقتبل العمر ارتفعت إلى أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل الأزمة مؤكداً أن أكثر الجرائم المرتكبة هي القتل والسرقة.
وأرجع البكري أسباب ارتفاع الجرائم من الشباب إلى الظروف الاقتصادية التي يعانونها معتبراً أن ازدياد البطالة والظروف المعيشية الصعبة دفعا الكثير من الشباب إلى ارتكاب جرائم للحصول على أموال بطرق غير مشروعة.
وأضاف البكري: إن الشاب الذي دخل إلى بيت للسرقة ووجد صاحبه فيه فإنه يضطر لقتله وبالتالي ارتكب جريمة مركبة وهي القتل والسرقة.
وبيّن البكري أن العوامل النفسية لها دور كبير في ارتكاب الجرائم من الشباب اليافعين موضحاً أن مشاهد القتل التي يشاهدونها عبر وسائل الإعلام تؤجج فيهم غريزة ارتكاب الجريمة ولا سيما إذا تكررت هذه المشاهد بشكل يومي وهذا ما يبثه الإعلام الخارجي ضد السوريين معتبراً أن الإعلام المحلي رغم أنه جيد إلا أنه لا يفي بالغرض المطلوب.
وقال البكري: إن التهجير لدى الكثير من السوريين ولد لديهم احتقاناً هو الانتقام من العصابات المسلحة وبالتالي يدفعهم هذا الاحتقان إلى ارتكاب جريمة بحق شخص ممكن أن يستفزه ولا سيما أن الشباب اليافعين لا يدركون خطورة الجريمة ولا سيما السرقة والقتل وتناول المخدرات.
وأوضح البكري أن المناطق المكتظة بالسكان والفقيرة في الوقت نفسه أكثر عرضة لازدياد الجرائم ضارباً مثلاً أن الجرائم التي تحدث في مناطق أبو رمانة أو الشعلان قليلة بينما في مناطق أخرى بريف دمشق كثيرة وهذا يعتبر قياساً على مختلف المناطق في البلاد.
ودعا البكري إلى سن قوانين تساهم في الحد من الجريمة ولا سيما لدى الشباب يتم تشديد العقوبة فيه لكيلا تنتشر الجريمة بشكل يضر بالمجتمع بشكل كبير مضيفاً: إنه في حال كانت القوانين الحالية لا تفي بالغرض فإنه لا بد من العمل على سن قوانين تتناسب مع الأزمة التي تمر بها البلاد للحد من الجريمة بمختلف أنواعها.
وقال البكري: يجب على القضاء العادي أن يسرع في البت بالدعاوى المتعلقة بالجرائم التي تثير الرأي العام مثل القتل بدافع سرقة موبايل أو ذهب معتبراً أن الإسراع بهذه الدعاوى يساهم بشكل كبير في الحد من الجرائم باعتبار أنه يشكل رادعاً قوياً وهذا ما يساهم في حماية المجتمع.
وأكد البكري أن الحلول ليست مستحيلة لكنها صعبة في ظل الظروف الراهنة مشيراً إلى أن توعية الشباب من أهم الحلول التي يجب أن تتخذها الدولة ولا سيما أولئك الذين هجروا من المناطق الساخنة.
ولفت البكري إلى أن المنظمات الدولية لم تقدم مساعدات للدولة السورية للحد من ظاهرة الجريمة مضيفاً: رغم ذلك فإن الدولة استطاعت إلى حد كبير منع انتشار الجرائم بشكل أكبر.
وأكد البكري أن مفرزات الأزمة كثيرة وتضاعف ارتكاب الجرائم من الشباب اليافعين هو إحدى مفرزاتها معتبراً أن مرور نحو ستة أعوام على عمر الأزمة في البلاد كافٍ لظهور آثار الجريمة وظهور العديد من الشباب اعتادوا العنف لما يشاهدونه بشكل يومي على وسائل الإعلام ومن هنا يأتي دور الدولة في توعية هذا الجيل من مخاطر الجريمة.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد