ارتفاع أسعار طعام الفقراء يهدد مطاعم الفول والفلافل
عادت أجواء تحضير الوجبات المنزلية بصورة سريعة بعد موجات الغلاء التي لم تبقِ لسلع السوق زبائنه الكثر وراحت دعوات مثل «وجبة فلافل كاملة الدسم» وصبحية فول منزلي مع طحينة وحمص « بطاقة دعوة يتداولها الكثير في إشارة ربما أتت تعبيراً لرفض تحولات السوق فيما يخص طعام الفقراء والذي كان لسنوات سابقة خطاً أحمر لا يقترب منه انفلات الأسعار مهما تباعدت الظروف والأحوال وبدا مشهد التحول لمحلات البقوليات (حمص وفول وسمسم وطحينة) آخذ بالظهور حتى بالنسبة للطبقات الغنية والتي ربما لبت دعوة الغير فوجدت مبررها بالطعم المختلف أو ما سمته «الأصلي» بحسب محمود ماجد «فلأول مرة أشعر بطعم الفلافل المنزلية حتى طعمة الفول مختلفة شعرت أن للغلاء فوائد تدفعك للطعام النظيف وبه نفس ربة المنزل».
لكن الفقراء وجدوا بالإعداد المنزلي لوجبتهم المفضلة وخصوصاً في أيام العطل حيلة مقبولة ولاسيما أن المحلات بدأت ترفع أسعار الوجبة الرخيصة سابقاً وعلى الرغم من أن المنتج محلي واليد الصانعة كذلك، لكن مؤشرات الغلاء أحاطت كمعصم اليد بكافة المواد. فالبعض يعزو ارتفاع الفول والحمص في المحلات لارتفاع كلفة إعداد الوجبة حيث المواد الأساسية مرتفعة أصلا إذ وصل سعر كيلو الفول النوع الأول لما يقارب الـ90 والطحينة وصلت لـ200 ل.س إضافة لارتفاعات في فواتير الكهرباء التجاري هذه عوامل وجد بها أرباب المهنة سببا كافيا للتحول للسعر الجديد لكن أطرافا عديدة شككت «بالحجة الواهية »، يقول عامر العيسى «كيلو الفول يتحول لأكثر من 4 كيلوغرامات بعد السلق ولا يضعون طحينة ولا أية مكونات أخرى هذه الأقاويل مرفوضة فابحثوا عن الأسباب الحقيقة لارتفاع أسعار الفول». وهو ما بات ينطبق تماما على أسعار الحمص حيث وصل سعر الكيلو إلى 75 ل. س. ويجمع العديد من الأوساط الشعبية على أن الطريقة الوحيدة لمواجهة نار الغلاء وارتفاع الأسعار هي «الاعتماد على الذات وتقليل عمليات الشراء من المطاعم أو الاعتماد على الخارج»، داعين ربات المنازل والمستهلكين إلى تصنيع الأطعمة في منازلهن وعدم اللجوء إلى شراء الطعام الجاهز. وشكلت مخاوف الاستمرار بالزيادات المتتالية حالة قلق مستمرة لدى الشارع المحلي وعلى الرغم من ندرة الهطولات المطرية التي شهدتها المحافظة خلال العام الجاري إلا أن البعض سارع لإبداء النية أولاً والفعل كمرحلة ثانية بالتوجه لزراعة المزيد من البقوليات ولاسيما الحمص والفول والسمسم، في حين وجد العديد من المواطنين فرصة مناسبة وفرتها الفسحات الأرضية أمام بيوتهم (الحاكورة) للبدء بزراعات باتت ضرورية تحسبا من ارتفاعات مقبلة وهو ما لم يكن على أجندة الكثير من أبناء المحافظة، فهل تكون ارتفاعات البقوليات إشارة للعودة لاقتصاد المنزل كداعم للسلة الغذائية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولا ملحوظا ليسيطر النمط الاستهلاكي وشراء كافة الاحتياجات بما فيها الحشائش من السوق المحلية. لكن المؤشرات المقلقة أن يصبح طعام الفقراء مهددا بالانقراض بعد موجة ارتفاع الأسعار التي شهدتها البلاد مؤخرا، والتي طالت كافة أنواع الوجبات والمواد التموينية، بما فيها تلك الأصناف التي ظلت تتمتع بالحماية لسنوات طويلة لأنها تمس بالحياة اليومية للفقراء. وسجلت أصناف الطعام الشعبية -الحمص والفول والفلافل- زيادات كبيرة في الأسعار تراوحت بين 60 و70% في بعض المطاعم،.. بينما (قد) يضطر الكثير من أصحاب هذه المطاعم إلى إغلاقها نتيجة أن أسعارها لم تعد ملائمة للفقراء، وبالتالي لم يعد لديهم من الزبائن ما يكفي لاستمرارهم في العمل.
محمد العويد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد